أمنيات أخيرة لمشاهير التاريخ قبل الإعدام,.. معطف وتبغ واستحمام

أمنيات أخيرة لمشاهير التاريخ قبل الإعدام,.. معطف وتبغ واستحمام

في آخر لحظات حياتهم قبل تنفيذ حكم الإعدام بحقهم، تباينت كلمات وأمنيات عدد من مشاهير التاريخ، الذين واجهوا عقوبة الإعدام التي تطالب كثير من المنظمات الدولية بإلغائها، وخصص 30 نوفمبر كيوم عالمي للمطالبة بوقف هذه العقوبة.

في هذا التقرير نرصد نهاية مشاهير اختلفت طلباتهم الأخيرة، واجتمعوا على حقيقة واحدة وهي معرفتهم بالوقت والطريقة التي سيلقون بها حتفهم، ليودعوا الحياة بشكل نهائي سواء كانوا أبرياء أم مذنبين، فما كانت طبيعة طلباتهم الأخيرة؟

سقراط

بعد أن تم اتهامه بالكفر بالألهة من قبل أحد المواطنين، وعقب الاستماع إلى عدد من المدعين، رأت المحكمة، وفقا لنتيجة تصويت، أن العجور الفيسلوف اليوناني، سقراط، يستحق عقوبة الإعدام عن طريق تناول السم.

وبعد شهر من صدور الحكم، جاء يوم التنفيذ في أثينا عام 339 قبل الميلاد، وعندما وصلت زوجته إلى السجن وشاهدت الحراس يفكون أصفاده تمهيدا للإعدام، أجهشت بالبكاء، فكان طلبه الأخير منها أن تذهب ولا تشهد تلك اللحظة.

ثم جاء وقت تجرعه للسم، فدخل غرفة مجاورة ليستحم قائلا: أريد أن أوفر على النساء تنظيف جثة ميت. وعندما خرج من الغرفة، واقترب منه الجلاد مقدما له كأس السم، تناوله دفعة واحدة في هدوء، فبكوا تلاميذه بحرقة، ليطلب منهم كذلك أن يتمالكوا مشاعرهم، معلنا أنه طلب من زوجته الرحيل كي لا يرى ما يشبه مظاهر الضعف هذه، فهو يريد أن يموت بصمت الخشوع.

وبعد أن استلقى، وفور شعوره بالبرودة تصل إلى بطنه، أشار "سقراط" إلى تلميذه المخلص "كريتون" بالاقتراب، وقال له بصوت ضعيف: "كريتون، في ذمتنا ديك لا يسكولاب. ادفع له ثمنه دون نقاش"، قاصدا بذلك التهكم على إله الطب.

ريا وسكينة

شغلت قضية ريا وسكينة الرأي العام في أواخر عام 1920، وذلك ليس فقط بسبب الجريمة المروعة التي قامتا بارتكابها وهي قتل 17 امرأة مع سبق الإصرار والترصد، ولكن لأنهما أول سيدتان ينفذ فيهما حكم الإعدام في مصر.

فبوجه باهت اللون وملامح حائرة وبزيها الأحمر المخصص للمسجونين المحكوم عليهم بالإعدام شنقا، تقدمت "ريا علي همام"، إلى مصيرها المحتوم في ليلة 21 ديسمبر الشتوية من عام 1921، لتتمنى تلبية طلبها الأخير وهو رؤية ابنتها "بديعة"، ولكن الطلب قوبل بالرفض عندما أشار مأمور الجسن إلى أنها زارتها قبل يومين، وحينها أمر محافظ الإسكندرية بتنفيذ الحكم، فكانت كلماتها الأخيرة: "لك الله يا بديعة"، وذلك قبل أن تلفظ الشهادتين.

واختلف الأمر قليلا عندما جاء وقت تنفيذ حكم الإعدام في أختها "سكينة"، حيث كانت جريئة، لا تخشى الموت، معترفة بما يقوله مأمور حكم الإعدام عن الجرائم عن ارتكابها لجرائم قتل متعددة، قائلة: "هو أنا قتلتهم بإيدي أيوة.. قتلت واستغفلت قسم اللبان واتحكم عليا بالإعدام وأنا عارفة إني رايحة أتشنق وأنا جدعة".

ومع اقتراب لحظاتها الأخيرة في الحياة، وقبل أن تنطق الشهادتين، وثق منفذ حكم الإعدام يدها، فقالت: "هو أنا راح أهرب؟ أنا ولية جدعة".

وكانت أمنيتها الأخيرة هي رغبتها في التسامح، وذلك حين وجهت حديثها للحضور قائلة: "سامحونا.. يمكن عيبنا فيكم".

عمر المختار

أما محارب القوات الإيطالية منذ دخولها إلى ليبيا، شيخ المجاهدين عمر المختار، فصدر الحكم بإعدامه شنقا بعد أن قبض الجنود الإيطاليون عليه وأجريت له محاكمة صورية.

وكان طلبه الأخير قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه، موجها إلى حوالي 20 ألفا من الأهالي جاءوا لوداع قائدهم للمرة الأخيرة، وذلك حين قال: نحن لا نستستلم.. ننتصر أو نموت.. وهذه ليست النهاية، بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه. أما أنا، فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي". وكان آخر ما قاله: إنا لله وإنا إليه راجعون، قبل أن يتوفى عام 1931، عن عمر 73 عاما.

تشي جيفارا

في أوائل أكتوبر من عام 1967، وبعد أن أوشى المخبر الذي يعمل لصالح وكالة الاستنخبارات المركزية الأمريكية "فيلكيس رودريجيز" عن موقعه، حوصر تشي جيفارا، رمز الثورة الكوبية، وأصيب مرتين، وذلك قبل أن تصبح بندقيته عديمة الفائدة، ويصيح: لا تطلقوا النار.. أنا تشي جيفارا، وأساوي حيا أكثر من ميتا"، وبعدها تم أسره وقيد إلى مبنى مدرسة متهالك.

وبعد مرور يوم ونصف من رفض جيفارا لاستجوابه على يد ضباط بوليفيين، أطلق أحد الجنود البوليفيين الرصاص على ساقه اليمنى، فرفع رأسه عاليا، بالرغم من هيئته المنهكة، ولم يطلب شيئا سوى الدخان، فأعطاه ذلك الجندي ذاته حقيبة تبغ صغيرة، ثم ابتسم جيفارا وشكره.

جيفارا.. قصة ثائر في غير وطنه

وكانت آخر طلبات "جيفارا"، والتي تم تنفيذها بالفعل هو طلبه مقابلة "مدرسة" من القرية التي يستقر بها مكان أسره، وشكا لها من الحالة السيئة للمدرسة، قائلا إنه من غير المتوقع أن يتعلم الطلاب بداخلها في الوقت الذي يحصل فيه المسئولون الحكوميون على سيارات مرسيدس.

وفي نفس اليوم أمر الرئيس البوليفي رينيه بقتله، وقبل التنفيذ بلحظات، سأله إذا كان يفكر في حياته، فأجاب بأنه لا يفكر في خلود الثورة، ووجه حديثه للجلاد الذي طلب إطلاق النار عليه، قائلا: "أنا أعلم أنك جئت لقتلي.. أطلق النار يا جبان، إنك لن تقتل سوى رجل"، ما أدى إلى تردده قليلا ثم أطلق النار عليه من بندقيته النصف آلية بطريقة عشوائية، فأصيب "جيفارا" في الذراعين والساقين والصدر والحلق بمجموع تسعة أعيرة نارية، وسقط على الأرض قتيلا.

صدام حسين

في شهر نوفمبر من عام 2006، وبعد أن سلمته القوات الأمريكية التي قامت بغزو العراق عام 2003، إلى المحكمة العراقية، أصدرت الأخيرة حكما على الرئيس الرابع لجمهورية العراق، صدام حسين، بالإعدام شنقا إثر اتهامه بالإبادة الجماعية لـ148 شخصا من منطقة الديجيل الشيعية في عقد الثمانينات.

وعندما أخبره قائد المجموعة التي ستشرف على إعدامه بأنه سينفذ فيه الحكم خلال ساعة،  طلب "حسين" وجبة من الأرز مع لحم دجاج مسلوق، والتي كان قد طلبها في منتصف الليل، وهي ما تناولها بالفعل مع عدة كؤوس من شراب الماء الساخن والعسل اعتاد على تناوله منذ طفولته.

وجاء وقت تنفيذ الحكم في أول أيام عيد الأضحى في ديسمبر عام 2006، ليقول للضابط: "أعطني المعطف الخاص بي.. سيتم تنفيذ الحكم بحقي في ساعات الفجر والجو سيكون باردا، ولا أريد أن يراني شعبي مرتجفا فيظنون أني خائف من الموت".

ووجه جملته الأخيرة لحكتم العرب، قبل إنهاء حياته: "أنا ستعدمني أمريكا اليوم، أما أنتم فستعدمكم شعوبكم"، وذلك قبل أن ينطق بالشهادتين.

أماني عماد

أماني عماد

صحفية مهتمة بمجال الفنون والثقافة.. تهوى الكتابة عن السينما والأفلام، بجانب كتابة سيناريوهات أفلام واسكتشات وقصص قصيرة.