قبل ما تنفصلوا.. هي دي غيرة الحب وأسبابها والحل ليها

قبل ما تنفصلوا.. هي دي غيرة الحب وأسبابها والحل ليها

تشكو الفتيات من غيرة الشباب عليهن، وبعضهن يفكرن في فسخ الخطوبة، يقلن إن رجالهن يغارون عليهن حتى من أقربائهن، وربما يصل الأمر لحد الانفصال، لكن الشباب يرون في ذلك أمرا طبيعيا. في هذا التقرير من «شبابيك» ستتعرف على معنى الغيرة عند الأولاد والبنات، وأيه السبب فيها، ومتى تكون مفرطة وأشياء أخرى.

أيضا في هذا التقرير يتحدث شباب وبنات عن تأثير الغيرة على العلاقة العاطفية، ورأي خبراء العلاقات والصحة النفسية، وكيف تتجاوز هذه المرحلة في علاقتك مع شريك حياتك.

أنواع الغيرة

محمود عطية، 25 سنة، يقول: «أنا كراجل شرقي الغيرة عندي كده فطرية حاجة في دمي، طبعا مينفعش خطيبتي يبقى ليها علاقات ولو ليها تبقى في المحدود أو في نطاق الشغل مش أكتر، لأني عصبي جدا ومبحبهاش تبقى اجتماعية، وأفضل تكون انطوائية، ما تقعدش تتكلم طول اليوم مع زمايلها وتقولي ده شغل، طبعا أنا دمي بيتحرق ومقدرش استحمل حاجة زي دي، ومضمنش رد  فعلي وقتها».

وهنا الغيرة عند «عطية» معقولة، ولها حدود، وفقا لاستشاري الطب النفسي جمال فرويز، والذي يوضح أن الفتاة عليها أن تراعي غيرة الرجل عليها، وتتعامل مع الشباب والرجال في حدود معينة، وبطريقة لا تعرضه للضيق، أو الغضب، أو لا تنقص من قدره.

وأكد «فرويز»، أن «عطية» طباعه شرقيه خالصة، وتنم عن انتمائه لطبقة اجتماعية معينه فنحن في مجتمع شرقي تحكمه عادات وتقاليد، لكن هنك مستويات اجتماعية معينة ينتمي إليها الرجل تتحكم فيه، وفي تصرفاته، وعلى النقيض تماما قد تجد شابا قد يسمح لزوجته أن تقبل صديقه على سبيل التعارف، ولن يشعر بأي ضيق، أو يكون لها صديقها المقرب، وهذا لا ينقص من قدره على الإطلاق، فهذه اختلافات فكرية، واجتماعية.

ورأى استشاري الطب النفسي أن الغيرة في صورتها الطبيعية، تشعر الطرفين بقيمة كل واحد منهم، لذلك كل منهما يبذل مجهودا واعيا للطرف التاني كي يعرف قيمته عنده ويحافظ عليه.

لكن استشاري العلاقات الأسرية مي جمال حذرت من تجاوز حدود الغيرة عند «عطية»، حتى لا  تهدد علاقته، وتصل بشريك حياته إلى منحدرات سيئة جدا كالعنف، وتكذيب الآخر باستمرار، وتوجيه الاتهامات، والشك، أو الخوف الزائد مثلما حدث مع محمد عبد المنصف.

محمد عبد المنصف، 22 سنة، يقول: «أنا بغير على حبيبتي جدا، يعني لو مثلا بتكلمني وقالتلي هنزل اشتري حاجه هبقى خايف وقلقان عليها من نظرة أي حد ليها، وهبقى خايف عليها من البقال ذات نفسه، ولو مثلا كان في تجمع للعيلة بتاعتها ببقى هتجنن لو في شباب في سنها، ولو مثلا بتشتغل والشغل بيجبرها إنها تتعامل مع ولاد هبقي كاره الشغل، وممكن كمان اغير عليها من أبوها واخوها، وده لأني ببساطة عارف الشباب ممكن يفكروا إزاي، دا غير إني بحبها، فطبيعي جدا اغير عليها، وعمري ما اتخنق من غيرتها عليا لأني عارف إن الغيرة دليل الحب».

وتفسر استشاري العلاقات الأسرية أسماء مراد الحب عند «عبد المنصف» بأنه «مرضي»، وأن غيرته أيضا «مرضية»، ويسمى بحب التملك، فهو أناني، ويحب نفسه فيها.

استشاري العلاقات الأسرية مي جمال اتفقت مع الرأي نفسه أيضا، موضحة أن هذا النوع من الغيرة قد يسبب نفور في العلاقة بين الطرفين، خاصة أن الغيرة مع «عبد المنصف»، وصلت  إلى والدها، وأخيها، وبالتالي قد تصبح الفتاة سجينه لمشاعره، وتترجم هذه المشاعر لديها بالمثل وتحاول أن تبعده عن صديقاته، وحتى أهله، مثلما حدث مع وداد محمد.

وداد محمد (اسم مستعار)، 24 سنة، تقول: «أنا بعاني من غيرة خطيبي المبالغ فيها. بيغير من أي وكل حاجة، لدرجة أنه حكم عليا اقطع علاقاتي بكل زمايلي، وفعلا عملت كده، وبقيت أنا كمان اغير عليه من الهوا، وفعلا حكمت عليه يقطع علاقاته بكل زميلاته، ولو لقيت واحدة بس بتكلمه الموضوع بيقلب خناقة».

وتوضح استشاري العلاقات الأسرية مي جمال أن الغيرة بمعناها الحقيقي هي مشاعر إيجابية، فالراجل عندما يغير على أهل بيته، ولا يسمح لأي أحد مهما كان أن ينتقدها، أو يعاملها معامله سيئه أو يهينها، أويقلل من إحترامها أو يتجاهلها، ولا يسمح أن تكون شريكته متبرجه بطريقه تلفت النظر، ويغير عليها إذا لم تكن ملتزمة بالأخلاق والتصرفات الواجبة كالصلاة، ويوجهها بالحسنة لا العنف.

تسنيم محمد، 24 سنة، تقول: «أنا بطبعي غيورة، فبغير على خطيبي جدا من أي حد، لأني بعشقه مع إني بثق فيه، وواثقة في نفسي، إلا إن دا طبع، وفعلا بعاني أنا وهو من غيرتي دي، وكتير أوي بنتخانق، لأن الغيرة بتكون غير مبررة بس غصب عني، بحب يكون معايا أنا وبس».

وعن حالة «تسنيم»، تقول الاستشارية مي جمال إن النساء أكثر غيرة من الرجال، لأن الإناث لديهن معدلات عالية من الإخلاص، والوفاء، والطيبة، والتقمص العاطفي، والالتزام، عن الذكور، لذلك يظهرن غيرتهن بشكل أسرع، حتى دون التأكد من الأسباب، وذلك يعرض الرجل للانفعال.

وتنصح استشارية العلاقات الأسرية بالإلتزام بالتعقل، حتى لا تخسر «تسنيم» خطيبها، وألا تندفع في مشاعرها، وألا تفتش ورائه خاصة في هاتفه المحمول حتى لايتسرب إليها الشك من لا شئ، ويحدث معها مع حدث مع إسراء رجب التي انفصلت عن خطيبها بسبب غيرتها المجنونة.

تقول «إسراء» : «كنت فاكره إن الغيرة هي دليل الحب، فكنت بغير عليه حتى من اخواته، وكنت دايما ارقبه، وافتش في تلفونه، واتجنن لو لقيته مكلم واحده، حتى لو في إطار الشغل، لحد ماهو بدأ يخبي، ويكذب، بقيت اشك فيه، وحصلت مشاكل كتير، وانفصلنا، لانه مقدرش يستحمل طبعي».

المعاناة من الغيرة

ريتال شريف (اسم مستعار)، 23 سنة، تقول: «أنا مخطوبة بقالي 3 شهور، وكتير فكرت افسخ خطوبتي، بسبب غيرة خطيبي المجنونة، لأني اتخنقت من تحكماته، منعني من الشغل بحجة إن فيه شباب، وبيمنعني اتعامل مع أي ولاد حتى ولاد عيلتي، دا منعني أبات عند أختي عشان جوزها، مع العلم إنه كبير وهو اللي مربيني، بجد أنا بعاني».

ونصح استشاري الطب النفسي جمال فرويز «ريتال» بوضع حدود لخطيبها في الغيرة خاصة أنها في البداية، على أن تناقشه بهدوء، وتتحدث معه حول أسباب غيرته، وتحاول أن تطمئنه، وتطلب منه أن يثق بها، وبالأشخاص المحيطة بها، وتتصرف بطرق تجعله يكسب ثقتها.

وأوضح «فرويز» أن هذه الغيرة مرضية، وناتجة عن اضطراب شخصي لدى خطيبها، يكون إما ناتج عن تجارب شخصية سابقة له، أو عدم ثقة.

الحل في المناقشة

أحمد عادل، 25 سنة، استطاع التغلب على غيرة زوجته بالعقل والعاطفة معا، يقول: «أنا عارف إن العاطفة عند البنات بتكون أكتر، عشان كده بعذرها، وبحاول احتويها في وقت غيرتها، خصوصا إني عارف إنها بتحبني والغيرة دليل الحب، عشان كده بحاول اهديها، وأعرفها إنها كل حاجة في حياتي بهدوء، وبكلمتين حلوين، وهي عاقلة وبتتفهم الوضع».

وأشادت استشاري العلاقات الأسرية أسماء مراد بتصرف «عادل»، قائلة إن أفضل طريقة للتغلب على الغيرة هي التفاهم، والمناقشة، فهنا قرر «عادل» أن يحتوي زوجته بالحب والحنان، والكلام المعسول حتى لا يتأزم الوضع، ويتحول إلى مشكلة تلازمه طول العمر.

ونصحت «مراد» الرجال بأهمية المناقشة مع شريكاتهم، وتحديد أساسيات للعلاقة من البداية كالأمور التي تغضبهما، أو الممنوعة، على أن تكون بمثابة عهد بين الطرفين، ولا يجب عليهما نقضه.

وحذرت استشاري العلاقات الأسرية الرجال من التبرير غير المنطقي، لشريكاتهم، قائلة: «ممنوع التبرير، أو الرجل يصور نفسه في المكان الموجود فيه أو مع الأشخاص الموجود معاهم، ويبعتلها لها، لأن دا ممكن يخنقه، وبالتالي يلجأ للكذب»، موضحة أن دوامة التبرير لاتنتهي، بل قد تجعل الغيرة لدى المرأة تتحول إلى الشك.

وفي المقابل نصحت النساء باحتواء شركائهن، وبرمجة عقولهن على الثقة فيهم، أي إذا تأخرت المرأة في العمل قليلا، وهاجمها شريكها بعنف، عليها ألا تقول: «أيه أنت مش واثق فيا ولا أيه هو أنا كنت بلعب، أنا عارفه أنك بتغير بس مش كده»، وهنا تكون برمجة عقله بطريقة خاطئة، وجعلته يغير عليها بشكل أكبر.

وتابعت، بل عليها أن تقول: «أنا آسفة يا حبيبي عارفة أنك قلقت بس الدنيا كانت زحمة وأوعدك مش هتتكرر تاني» ثم تصمت حتى لا يزيد غضبه، وهنا تكون احتوت الموقف، وبرمجة عقله الباطن على تصديقها، لا الشك فيها، أو الغيرة عليها.

 الشخص الغيور

أما الشخص الغيور فنصحته أسماء مراد بمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذه الغيرة المفرطة وعلاجها، مشيره إلى أسبابها تتمثل في عدم التوافق الاجتماعي والاقتصادي، أو حتى المظهر، كشعور المرأة أن شريكها أحسن منها، أو العكس، وهناك الشك، وينصح بعلاجه.

حسناء الشيمي

حسناء الشيمي

صحفية مصرية تهتم بالكتابة في ملف العلاقات واللايف ستايل