حوار شبابيك مع رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور حسن الشافعي

حوار شبابيك مع رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور حسن الشافعي


الشيخ حسن الشافعي: يؤلمني خطاب الساسة وهذا أفضل رؤساء مصر نطقا للعربية

أجرى الحوار- محمد علي، حرّره للنشر- حسين السنوسي:

قيّم رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور حسن الشافعي، في حوار اختص به «شبابيك» رؤساء مصر من حيث الأفضلية في التحدث وإجادة اللغة العربية، وهاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وشرح سبل النهوض باللغة بين الطلاب وأعضاء هيئة تدريس الكليات المتخصصة في العربية بالجامعات.

وصرح بصدور مشروع صوتي شامل في اللغة للأطفال حتى 13 عاما، كما انتقد أسلوب خطابات السياسيين، وتحدث عن 150 خطأ لُغويا وقع فيها أحد كبار المسئولين في جنازة الشاعر فاروق شوشة.

يأتي حديث «الشافعي» تزامنا مع اليوم العالمي للغة العربية.

وإلى تفاصيل الحوار:

ما طبيعة العلاقة التي تربطكم بالكليات المتخصصة في اللغة العربية؟

أعضاء مجلس مجمع اللغة العربية أساتذة جامعيون، سواء كانوا متخصصين في الأدب أو النحو واللغة، أو كانوا متخصصين في العلوم التجريبية بوجه عام.

لدينا في المجمع 28 لجنة، الأكثرية منهم لجان علمية من الأعضاء والخبراء.

نطمح في الحصول على الأساتذة الصفوة من أعضاء هيئة التدريس عن طريق انتخابات ديمقراطية ليس بها تدخل، كما نقبل من هم في سن يسمح للمساهمة بالأنشطة  لأن عضوية المجمع ليست شرفا وإنما هي تكليف.

بالنسبة لشباب الجامعات فالمجمع يستهدفهم من خلال إصدار مجلة شهرية بجوار المجلة العلمية التي تصدر مرتين في العام وتحتوي على البحوث والمحاضرات التي يلقيها أعضاء المجلس في ملتقياتهم.

لسنا موظفين وإنما باحثون لغويون مهمتنا علمية وثقافية نعمل عليها بحلقة تواصل ثلاثية بين أعضاء هيئة التدريس والخبراء وشباب الجامعات.

هل للمجمع دور في تنمية الطلاب بكليات وأقسام اللغة العربية؟

الجمهور الحقيقي والمجال الحيوي في عمل المجمع يجب أن يكون أولا لطلاب أقسام اللغةالعربية بالجامعات، ثم يصل لباقي شباب الجامعات.

دور المجمع ليس تقديم الدورات للطلاب لأن وظيفته ليست تعليمية، وإنما هي مهمة لاحقة وسيكون في القريب العاجل برنامج تدريبي من المجمع.

لماذ لم نلمس دورا إيجابيا للمجمع في تنمية الملكة اللغوية للصحفيين؟

لا ننسى أنه في وقت من الأوقات كان هناك برنامج لتنمية مهارة المذيعين لما له من تأثير على المتلقي في لغته تؤدي إلى إفادة المجتمع، ونسعى لعودته وعمل دورات تأهيلية للمدققين اللغويين بالمؤسسات الصحفية، لأننا نجد في الصحافة المطبوعة الآن أخطاء لا يجب أن تكون.

في وقت من الأوقات كان كبار الأدباء يشتغلون مصححين لغويين في الجرائد القومية.

 لماذ لا تتبنوا طلابا بالجامعات يتقنون اللغة فيحملون لواء الحفاظ عليها في المستقبل؟

هذه مهمة إضافية على المجمع فأساس عملنا الدراسة وإعداد المعاجم، وحصلنا على الجائزة الدولية في معجم الوسيط وطبع أكثر من 200 مرة على مستوى العالم.

مهمة المعاجم تؤدي وظيفة أكبر من مجرد العمل على مجموعات صغيرة لوصولها لدول كثيرة على مستوى العالم، أما الوصلة الثقافية المباشرة والحميمة مع شباب الجامعات على الأقل القاهرة هذا واجب أعضاء المجمع من خلال تواجدهم بالكليات المتخصصة، عليهم تمثيل بيئة لغوية في محيطهم والاهتمام بالشباب الجديد.

الطالب في الجامعة عندما يجد احتضان ورعاية يجتهد، ولو أن الطلاب المشتغلين والمهتمين باللغة جاءوا إلينا سيأخذون المطبوعات مجانا، والتي تستغرق الكثير من وقتنا، ولا أخفي عليكم لو فتح الباب للتعليم والتدريب والأنشطة الثقافية والمحاضرات لن نجد وقتا للبحوث والعمل في واجبنا الأول.

 

ما قصة معجم الطفل العربي؟ ولماذا لا تستخدمون التكنولوجيا في عمل المجمع؟

قمنا بإعداد معجم الطفل العربي به الصورة والحرف والكلمات، وكنا نسعى لإعطائه للمرحوم فاروق شوشة، لتسجيله بصوته الكلمات التي تدخل في أذن الطفل العربي وتستقر في وجدانه ولكن فاتنا ذلك.

الوسائل الجديدة أشاركك الرأي و يجب أن نتطور أكثر وألا نكون تقليديين، ولدينا موقع خاص على الإنترنت تتعلق باللغة ونتطلع لتطويره.

أين وصل هذا المشروع الآن؟ ومتى يخرج للنور؟

المشروع أعد لمستوى أعلى من الطفل ليصل إلى الفترة ما بين 8 سنوات و13 سنة، متى يخرج لا أستطيع أن أحدده ولكن أقول لك أنه بين أيدى المختصين ينقح ويستهدف الصبية، لأن مرحلة الشباب يناسبها معجم الوجيز، وإن ارتفع يناسبه الوسيط، وإن زاد فيناسبه المعجم الكبير الذي استغرق عمل نصفه قرابة الأربعين عاما.

كيف ترى تفاعل الساسة مع اليوم العالمي للغة العربية؟

البعض في الآونة الأخيرة شعر بالإحساس بالذنب، وهناك رغبة من عدد ليس بالقليل من المدرسين يأتون إلينا ليتعلموا اللغة، ومن بينهم شباب من طلاب المدارس الابتدائية والإعدادية من بنين وبنات، فهناك اهتمام بوجوب الاعتزاز باللغة والتواصل مع مجمع اللغة العربية، ليس فقط في اليوم العالمي وإنما المجمع به مجال للتزاور والتواصل حتى بعض المؤسسات القبطية مثل كلية رمسيس الموجودة بالعباسية والتي ترتبط بالكنيسة ولها أكثر من 100 عام يأتون إلينا ليتعلموا اللغة العربية، كما يزور المجمع عدد من طلاب اللغة من الدول الأخرى مثل ماليزيا وأندونيسيا، ودول شرق آسيا، أرادوا أن يعرفوا كيف يعمل المجمع لنقل التجربة إلى بلادهم.

هل تحتاج اللغة العربية لإرادة سياسية للنهوض بها؟

لا فصل بين الثقافة والتعليم والسياسية، لان التعليم يتم في المدرسة وهي مؤسسة حكومية، ونحتاج للاهتمام باللغة من الناحية الفكرية والسياسية والفنية حتى يتم تطورها والنهوض بها.

وأوصي المؤسسات والصحفية والإعلامية خاصة، بالتحدث باللغة العربية السليمة الصحيحة المعاصرة، وليس لغة الماضي والتراث.

كيف ترى خطابات الساسة باللهجة العامية متضمنة أخطاء إملائية؟

يؤلمني وأنقد بشكل صريح تلك اللغة، وفي جنازة الراحل فاروق شوشة، تحدثتُ عن ذلك بعد أن ألقى أحد المسئولين الكبار كلمة في تسع عشرة دقيقة، فوقع فيها نحو أكثر من 150 خطأ، وذكرت وقتها أن مكرم عبيد القبطي الذي كان يحفظ الكثير من القرءان يقول: «أنا قبطي الدين مسلم الثقافة عربي اللسان»، وسمعت غيره من السياسيين المصريين يتحدثون لغة رائعة رفيعة مثل النحاس باشا وفؤاد سراج الدين والملك حسين.

لا نخفي ألمنا عندما نجد أسلوب لا يشجع الشباب ولا حتى المثقفين على أن يعتزوا بلغتهم، وكم نود أن يتغير الحال والمدرسة المصرية استقالت من عملها فنتج عنه تدهور التعليم، واختفى الكُتّاب (مجموعات التحفيظ) الذي غيّر الفك نفسه بالقراءات المتعددة للقرءان على رواياته العشر كحفص وورش وغيرها.

في أي سياق تقرأ سؤال المتحدث باسم جيش الاحتلال للجمهور العربي بشأن التشكيل الصحيح لعبارة «جيش الدفاع الإسرائيلي أكثر جيوش العالم أخلاق»؟

ليس سؤالا بريئا ونحن نعلم إتقان هؤلاء للغة هو لأهداف خفية، والمثال نفسه يثبت ذلك، فهو جيش عنصري متخلف ويدان لأنه يقتل ليس الشباب وإنما الأطفال العرب وهذا في عقيدتهم ويدعي أنه يقوم بالدهس والطعن ويدخلهم المعتقلات، فهذا جيش متخلف بالمقياس الأخلاقي رجعي عنصري.

وللأسف تخلفنا نحن وتكاسلنا وترهلنا يعطي لهؤلاء الصوت الأعلى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

من أفضل الرؤساء المصريين تحدثا باللغة العربية ومتقنا لمخارجها؟

السادات أصوب من الجميع نطقا للعربية، ويبدو أنه حفظ شيئا من القرءان الكريم، فكان أداؤه اللغوي أقرب إلى الصواب.




شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر