جامعة القاهرة من زعامة الحراك إلى الوضع «صامت».. رصد للمواقف

جامعة القاهرة من زعامة الحراك إلى الوضع «صامت».. رصد للمواقف

لطالما كانت جامعة القاهرة، منذ إنشائها في ٢١ ديسمبر ١٩٠٨، وقود الحراك الثوري الذي شهده تاريخ مصر الحديث. كانت الجامعة حاضرة في قلب الأحداث ومتفاعلة مع التحولات الكبرى.

ولعبت الجامعة دورًا محوريًا على مدار عقود طويلة منذ جمع الزعيم سعد زغلول توقيعات من أجل سفره للحصول على استقلال مصر مرورًا بحادث كوبري عباس، بالإضافة للمشاركة  في الثورات التي شهدتها مصر بدءًا من ثورة 1952 وتأييد الطلاب لحركة الضباط الأحرار.

نستعرض في هذا التقرير أبرز المواقف السياسية التي مرت بها جامعة القاهرة منذ إنشائها، ولماذا تغيب عن المشهد خلال الأعوام القليلة السابقة كما يرى البعض.

الطلاب وثورة 19

شارك طلاب جامعة القاهرة في ثورة 1919، ويرجع الفضل لهم في إشعال شرارة المظاهرات التي قامت بعد القبض على سعد زغلول والوفد المرافق له، وبفضل الجامعة امتدت الاحتجاجات ليشمل جميع الطلبة بما فيهم طلبة الأزهر الشريف، حتى  اندلعت المظاهرات في جميع الأنحاء من قرى ومدن مصر.

كما نظم طلاب الجامعة في 14 نوفمبر 1935 مظاهرة بدأت من ساحة الجامعة، واتجهت إلى كوبري عباس، فقابلتها قوات البوليس، وأطلقت النار وقتل فيها من طلبة الجامعة محمد عبدالمجيد مرسي الطالب بكلية الزراعة ومحمد عبدالحكيم الجراحي الطالب بكلية الآداب، وأصيب علي طه عفيفي الطالب بدار العلوم وتوفي متأثرا بجراحه في اليوم التالي.


الطلاب وثورة يوليو

لعب طلاب جامعة القاهرة دورا هامًا، بعد ثورة 1952، وظلوا داعمين للقيادات الجديدة، في 21 فبراير 1968 خرج الطلاب من جامعات القاهرة في مظاهرات تجمع كل أطياف الحركة الطلابية لأول مرة منذ ثورة 1952. كانت هذه المظاهرات تخرج رافضة لهزيمة «حرب النكسة» وفي نفس الوقت تريد إصلاح النظام بأكمله.

بعد موت عبد الناصر كان المطلب الأساسي للجميع في مصر إزالة آثار العدوان، وهو ما وعد به السادات وعمل على تحقيق هذا المطلب، وأطلق في إحدى خطبه أن عام 1971 هو عام الحسم، لكن العام مر، وسرعان ما عم الغضب طلاب جامعة القاهرة، بالاشتراك مع باقي الجامعات في يوم السبت 15 يناير 1971، وطالبوا بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتدريب الطلاب على الأعمال العسكرية استعدادًا ليوم المعركة، واعتصم الطلاب في جامعات مصر.

طلاب جامعة القاهرة والسادات

خلال الفترة التي أعقبت حرب أكتوبر اندلعت مظاهرات في 18 يناير 1977، احتجاجًا على رفع الأسعار الخبز، وشارك طلاب جامعة القاهرة بكثافة مع عمال المصانع وغيرهم ضد قرارات رفع الدعم وغلاء الأسعار، وسقط منهم قتلى، وجرى القبض على المئات منهم.

أمريكا وحرب العراق

تقول نورا السيد عضو حركة طلاب الاشتراكيين الثوريين، إن جامعة القاهرة لعبت دورا بارزا في كثير من الاحداث السياسية على مر التاريخ، وخاصة خلال وبعد حرب أكتوبر، وذلك لعدة عوامل أبرزها طبيعة ومكان الجامعة، وانتساب شريحة كبيرة من أبناء المحافظات لها.

في بداية القرن العشرين وتحديدًا في مارس 2003 خرج الآلاف من طلاب جامعة القاهرة في مظاهرات حاشدة رفضا للتدخل الأمريكي في العراق، وشارك في الفعاليات أساتذة وعمداء كليات، وانطلقوا من أمام قبة جامعة القاهرة حتي وصلوا ميدان التحرير.

نتيجة بحث الصور عن مظاهرات طلاب جامعة القاهرة

وعادت جامعة القاهرة للمشهد في يناير من العام 2011، ليملأ طلابها ميدان التحرير، وشاركوا منذ اليوم الأول في ثورة يناير التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني  مبارك من الحكم، الأ أن بعد مرور 6 سنوات، أصبح دور الجامعة يقتصر على تنظيم الندوات العلمية والحفلات الموسيقية.

واقع الجامعة

وزعمت نورا السيد أن سبب اختفاء هذا الدور الثوري الذي كان يخوضه طلاب الجامعة، هو وجود خطة يقودها المجلس الأعلى للجامعات بالإشتراك مع وزير التعليم العالي؛ لقمع أي تحركات طلابية وسلب إرادتهم بعد منع انتخابات اتحاد طلاب.

وتابعت: «الجامعة تحولت معسكر لقوات الأمن، وليس مكان للتعليم، ووجود المعدات العسكرية بجوار أسوار الجامعة هدفها تخويف الطلاب من التفكير في عمل أي وقفات ومظاهرات داخل أو خارج الحرم الجامعي».

قيادي بالجامعة يقيم دورها الحالي

من جهته أوضح عميد كلية دار العلوم الأسبق، الدكتور علاء رأفت لـ«شبابيك»، أن جامعة القاهرة ما زالت تؤدي دورها الوطني حتى الآن، وموقفها السياسي يدعم الدولة واستقرارها.

وأضاف أن جامعة القاهرة منذ قيام 30 يونيو وهي تعمل على خلق مناخ تعليمي للطلاب بعيدًا عن أعمال العنف، كما أنها تكمل مسيرتها الوطنية في إزالة العشوائيات، وفتحت جميع مستشفياتها للمواطنين في ظل أزمة الدواء التي تعانيها الدولة في الوقت الحاضر.

وعن الاتهامات الموجة للجامعة بالتراجع عن دورها، عاب عميد دار علوم على من ينتقص من دور الجامعة قائلا:«مافيش جامعة في مصر عملت اللى بتعمله جامعة القاهرة».

وتابع: «جامعة القاهرة قدمت من ميزانيتها الخاصة ما يزيد عن 20 مليون جنيه لضحايا السيول في رأس غارب وسوهاج، ويطالب رئيس الوزراء الجامعة بالتدخل لحل مشكلة العشوائيات».

وعن الحراك السياسي للطلاب داخل الجامعة أكد رأفت أن رئيس الجامعة الدكتور جابر نصار لم يتوانى لحظة عن تنفيذ كافة المطالب للطلاب، وآخرها تنظيم وقفة احتجاجية أمام الجامعة ضد قرار التنازل عن تيران وصنافير قبل ثمانية أشهر.

قضية القدس وقيادة الجامعة

لم تتفاعل إدراة الجامعة مع قضية إعلان الإدارة الأمريكية، بأن القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إلى هناك، إلا ببيان مقتضب ووقفة رمزية شارك فيها عدد من أعضاء هيئة التدريس ورئيس الجامعة وعدد قليل من الطلاب.

مدحت رمضان

مدحت رمضان

صحفي متخصص في مجال SEO ومحركات البحث - حاصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة الأزهر الشريف دفعة 2013 - 2014، يكتب في مجال الرياضة والسياسة والتعليم