حكاوي من زمان.. تعرف على أول طالبة ومعيدة وأستاذة بجامعة القاهرة
جامعة القاهرة، ثاني أقدم الجامعات المصرية والثالثة عربيا بعد جامعة الأزهر والقرويين بالمغرب، وهي من أهم الجامعات تخريجا لعدد كبير من العلماء والشعراء والقادة منذ مطلع القرن الماضي.
أسهمت المرأة المصرية بدور فعال في جامعة القاهرة منذ قبول الطالبات للدراسة بها، نتعرف معكم في التقرير التالي عن أول طالبة قُيدت بالجامعة، وأول معيدة اعتُمد تعيينها، وكذلك عضوة هيئة التدريس الأولى.
سهير القلماوي.. أول طالبة
ولدت سهير القلماوي في 20 يوليو 1911، بمدينة طنطا لأب كردى وأم شركسية، نشأت وسط تأثير عدد من الشخصيات النسوية من بينهم هدى الشعراوي وصفية زغلول، كانت عائلتها تفخر بتعليم الإناث، مستفيدة من مكتبة أبيها ذات الأعمال الشاسعة بسن مبكر.
التحقت «القلماوي» بكلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة القاهرة، بعد حصولها على البكالوريا من كلية البنات الأمريكية، وكانت الفتاة الوحيدة بين 14 شابا، لتعتبر أول طالبة ترتاد الكلية.
ساعدها عميد الأدب العربي طه حسين للالتحاق بالجامعة واختيار القسم الذي يرأسه، وأثناء دراستها فى الكلية أصبحت محررا مساعداً فى مجلة الجامعة المصرية، ثم رئيس تحرير المجلة، كما بدأت تكتب في مجلات «الرسالة، الثقافة، أبولو»، وهي في السنة الثالثة من دراستها الجامعية.
حصلت على ليسانس قسم اللغة العربية واللغات الشرقية عام 1933، لتصبح من خريجات الدفعة الأولى لجامعة القاهرة اللاتي عددهم خمس فتيات.
والبنات اللاتي تظهرن في الصورة هن: نعيمة الأيوبي، فاطمة سالم، زهيرة عبد العزيز، سهير القلماوي، فاطمة فهمي، وكانوا جميعاً في كلية الآداب، أشهرهن هي الدكتورة سهير القلماوي، أما نعيمة الأيوبي فقد التحقت بكلية الحقوق وكانت أول محامية في مصر.
بعد التخرج أصبحت «القلماوي» أول فتاة مصرية تحصل على الماجستير عن رسالتها «أدب الخوارج فى العصر الأموى» عام 1937، كما حصلت على الدكتوراه فى الأدب عام 1941 عن «ألف ليلة وليلة».
كانت «القلماوى» أيضا أول فتاة مصرية تنال الدكتوراه فى الأدب، ومن بعدها تولت منصب أستاذ الأدب العربى الحديث بكلية الآداب عام 1956 ثم تولت منصب رئيس قسم اللغة العربية فى الفترة من 1958 إلى 1967.
من أهم مؤلفاتها «أحاديث جدتي، ألف ليلة وليلة، أدب الخوارج»، وترجمت العديد من الكتب والقصص منها: قصص صينية لبيرل بك منها «عزيزتي اللويتا»، وأيضا عشر مسرحيات لشكسبير وأكثر من 20 كتاباً في مشروع الألف كتاب.
سميرة موسى.. أول معيدة وعالمة ذرة
سميرة موسى فتاة ريفية من مواليد 3 مارس 1917، محافظة الغربية عرفت بتفوقها منذ الصغر، وحفظت القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم انتقلت مع والدها إلى القاهرة والتحقت بمدرسة ابتدائية.
ألفت كتابا في تبسيط مادة الجبر لزميلاتها في الدراسة وهي في الصف الأول الثانوي، وحصلت على المركز الأول في شهادة البكالوريا.
اشتهرت العالمة سميرة موسى عالمياً بنبوغها في مجال علوم الذرة، لذلك اختارت كلية العلوم بجامعة القاهرة، رغم أن مجموعها كان يؤهلها لدخول كلية الهندسة، وهناك لفتت نظر أستاذها الدكتور علي مصطفي مشرفة، أول مصري يتولي عمادة كلية العلوم.
شاركت فى مظاهرات الطلبة عام 1932، كما شاركت فى جمعية الطلبة للثقافة العامة التى تهدف إلى محو الأمية فى الريف.
هدد الدكتورعلى مصطفى مشرفة بالاستقالة من الجامعة إذا لم يتم تعيين سميرة موسى معيدة فى الجامعة، فاجتمع مجلس الوزراء وأصدر قراراً بتعيينها، لتصبح سميرة موسى أول معيدة في مصرعام 1939.
حصلت على شهادة الماجستير بامتياز، ثم سافرت إلى إنجلترا واستطاعت أن تحصل على الدكتوراه في أقل من عامين، لتصبح أول امرأة عربية تحصل على الدكتوراة، وأطلقوا عليها اسم «ميس كوري المصرية» نسبة إلى ماري كوري، عالمة فيزياء وكيمياء بولندية فرنسية، وأول سيدة تحصل على جائزة نوبل في العلوم.
توفيت سميرة موسى في حادث سيارة غامض في الولايات المتحدة في 1952 وكان عمرها 35 عاما، ويقال إن هناك شبهة جنائية في وفاتها نتيجة أبحاثها عن الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.
الدكتورة زهيرة عابدين.. أول أستاذة بطب القاهرة
ولدت سنة 1336 في أسرة أرستقراطية محافظة، غرس والدها فيها منذ صغرها حب الإسلام والتدين، فكانت تواظب على صلاة الفجر وهي في الخامسة من عمرها، كما حفظت القرآن الكريم.
التحقت بإحدى المدارس التبشيرية ثم التحقت بعد ذلك بـمدرسة السنية، كان مشهودا لها بالنبوغ والتفوق، فكانت الأولى على مستوى القطر المصرى فى الثانوية العامة، وكانت الفتاة المحجبة الوحيدة بالجامعة.
تخرجت «عابدين» فى كلية الطب وكانت أول طبيبة يسمح بتعيينها فى هيئة التدريس المصرية بعد عودتها من إنجلترا عام 1949.
