ما الذي يعيق التحاق الطلاب الأقباط بجامعة الأزهر؟
انتقادات تطول الأزهر بين الحين والآخرن لمنعه الطلاب الأقباط من الالتحاق بجامعته، مصحوبة باتهامات بإغفال مدنية الدولة المصرية، حتى أن هناك دعوى قضائية ترى ضرورة دراسة المسيحيين لكليات العلوم المدنية كالتجارة والطب والهندسة واللغات.
يُقرر وزير الثقافة الأسبق جابر عصفور، بعدم دستورية حرمان الطلاب الأقباط من الدراسة بالأزهر «يخالف الدستور»، ويحمل الخطأ الأكبر للرئيس الراحل جمال عبدالناصر: «أخطأ عندما فتح المجال لجامعة الأزهر لفتح الكليات العملية غير الدينية، ويجب ألا تفرق الجامعة بين طالب وآخر على أساس الدين أو العرق».
الجامعة: نقبلهم بشرط
المتحدث الإعلامي باسم جامعة الأزهر أحمد زارع يؤكد أن شروط الدراسة بالجامعة بما تتضمنه من حفظ القرآن تعوق التحاق الطلاب المسيحيين بالجامعة، قائلا:«اللي يقبل يحفظ القرآن من المسيحيين ييجي الجامعة عادي».
يستنكر «زارع» في ذات الوقت ما دعا له جابر عصفور، متسائلا: «هل ضاقت الدنيا بالطلاب المسيحيين ومن بين كل الجامعات الموجودة في مصر ولم يتبق أمامهم سوى الأزهر ليلتحقوا به؟».
جابر عصفور: منع الطلاب المسيحيين من دخول جامعة الأزهر غير دستوري
الكنيسة لا تمانع وتخشى في ذات الوقت
لا يُمانع قس كنيسة العذراء بالدقي، دراسة الطلاب الأقباط بجامعة الأزهر والالتزام بعلومها، إلا أنه يخشى في ذات الوقت «التشتت الديني للطالب»، قياسا على عدم تفضيل دخول الطلاب المسلمين للكلية الإكليريكية.
ويرى في تصريح لـ«شبابيك» أن حرمان الطلاب الأقباط من اللحاق بالأزهر تمييزا لأن جامعة الأزهر تتلقى ميزانيتها من الدولة، ويدفع ضريبتها المسيحي والمسلم، ويؤيد نقل تبعيتها لوزارة الأوقاف في حال ظلّت قاصرة على المسلمين فقط.
الطلاب الأقباط: لن نحفظ القرآن
أجمع الطلاب المسيحيون ممن استطلعنا رأيهم على رفضهم حفظ القرآن الكريم كشرط للالتحاق بالجامعة، وانقسموا على مبدأ الدراسة في الجامعة من الأساس.
الطالبة بكلية العلاج الطبيعي جامعة القاهرة، مارينا نبيل، ترفض دراسة طالب مسيحي في جامعة إسلامية، «في أكتر من جامعة موقفتش على الأزهر يعني».
ويتفق الطالب بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بالإسكندرية، مينا نسيم، مع طالبة كلية الإعلام، جوليا هنري، على الدراسة بالأزهر، إلا أن مينا اشترط عدم حفظ القرآن معللا بأنه «غير ضروري في العلوم غير الدينية ودراسة التخصصات المدنية».
جامعة الأزهر: نقبل الطلاب المسيحيين بهذا الشرط
قانون الأزهر يمنعهم، وخبير قانون: غير دستوري
المادة 18 في القانون 103 الصادر عام 1961 بشأن إعادة تنظيم الأزهر تنص على: «تتساوى فرص القبول للتعليم بالمجان فى كليات الجامعة ومعاهدها المختلفة للطلاب المسلمين من كل جنس ومن كل بلد فى حدود الإمكانيات والميزانية والأعداد المقرر قبولها وفقا لما تقضي به اللائحة التنفيذية».
يرى أستاذ القانون بجامعة القاهرة رأفت فودة، عدم دستورية منع المسيحيين من الالتحاق بالأزهر، ويقول في هذا الصدد: «اختيار الطالب المسيحي للالتحاق بجامعة الأزهر دستوري، خاصة أن الجامعة حكومية، والعلم والمعرفة ليسا حكرا على أحد».
ويساوي «فودة» بين دراسة المسيحيون للعلوم الشرعية ودراسة الطلاب المسلمون للأحوال المدنية للمسيحيين في كليات الحقوق، واشترط أن يستوفي الطالب القبطي شروط الالتحاق بالجامعة ويلتحق بالثانوية الأزهرية أيضا.
ويرى أن الطالب الذي يرغب في الدراسة بالأزهر لا يحق له اشتراط دراسة مواد دون أخرى أو طلب دراسة مواد ليست من اختصاص الأزهر، لافتا إلى وجوب التزامه بالبرنامج الذي أنشئت الجامعة على أساسه.
ورفض طلاب بالأزهر ما صرح به المتحدث باسم الجامعة من قبول الأقباط بشرط حفظ القرآن، واعتبروا ذلك تفريطا في مبادئ الإسلام.