للمتزوجين.. لو متخاصمين انفصلوا بس جربوا النصايح دي الأول
لا تخلو حياة زوجية من المشاكل، والخلافات التي تغضب الزوجين، ولكن في بعض الحالات قد يتبع هذه الخلافات غضب عنيف، يؤدي إلى فترات خصام طويلة بين الزوجين وهنا تكون الحياة الزوجية في خطر حقيقي لأسباب متعددة.
في هذا الموضوع من «شبابيك» ستعرف تأثير فترات الخصام الطويلة على العلاقة الزوجية، والأطفال، كما يقدم خبراء الصحة النفسية والعلاقات الأسرية روشتة للتغلب عليها، بالاستعانة ببعض الحالات.
مشاكل
فترات الخصام الطويلة بينك وبين شريك حياتك قد تؤدي إلى مشاكل خطيرة تستحيل العشرة بين الطرفين معها، ومنها هذه المشاكل:
- طلاق صامت
الاعتياد على فترات الخصام الطويلة، يجعل العلاقة الزوجية خالية من الحب، والتواصل الجسدي أو اللفظي، وهنا يقول استشاري العلاقات الأسرية الدكتور أحمد علام، إن العلاقة بينهم الزوجين في فترة الخصام قد تصل إلى التحدث عبر الرسائل الورقية، أو إرسال وسائط بينهما كالأطفال.
يضرب «علام» مثلا ويقول: «ممكن تلاقي زوجة بتبعت ابنها لجوزها عشان يطلب منه مصروف البيت»، أو «تلاقي زوجة سايبة ورقة لجوزها عشان تستأذنه تروح لوالدتها»، دون التعامل أو الاحتكاك المباشر، وهذا يجعل الحياة صعبة للغاية، بمعنى أنهم «عايشين وخلاص».
- اكتئاب
المشاكل البسيطة تجعل الخصام بين عزة جمال، وزوجها يصل لشهور، وتقول: «علاقتنا بتكون مقتصرة بس على إني أحضرله الأكل، واحطه، وكل واحد يقعد ياكل لوحده، وينام في أوضه لوحده، وفي الفترة دي البيت بيكون كئيب بدرجة رهيبة، وبيكون جوايا حزن رهيب، وبطلع غلبي في بنتي، وبضربها من غير أي سبب».
وهنا يؤكد استشاري العلاقات الأسرية، أن فترات الخصام الطويلة تؤدي إلى تسلل الاكتئاب إلى نفسية الزوجين، وهذه الحالة تنعكس على حياتهم الاجتماعية، وتعاملهم مع الآخرين، إما في العمل، أو التعامل مع الأهل.
- الأطفال
ولأن «عزة» تفرغ غضبها في ابنتها، حرص استشاري الصحة النفسية الدكتور محمد هاني، على التركيز على نفسية الأطفال في هذه الفترة، لأنهم قد يتعرضوا إلى حرمان عاطفي، موضحا أن الزوجين في فترة الخصام ينقلان مشاعر الغضب والغل لأطفالهما دون قصد، ويبرز ذلك بشكل واضح عند رؤية الابن أو الابنه لأبيها وهو لا يطيق التحدث مع أمها أو اتخاذهم وسيطا بينهما.
يقول «هاني» إن هذا فعل قاتل بالنسبة للأطفال، فما أصعب سماع الطفل لكلمة «قول لمامتك تحضر الغدا»، قد يتقبلها الطفل بشكل طبيعي، ولكن بداخله يندس حزن عميق، يجعله يشعر بفقدان الحب، والاستقرار الأسري، ويبحث بالخارج عما يشبع احتياجه العاطفي، بأي طريقة.
نقطة أخرى أثارها «علام» وهي محاباة الطفل لأحد الوالدين، أي تفضيل الأب عن الأم أو العكس، وقد يكن مشاعر كره للأب أو الأم، أو يكره تعاملهما، وقد ينطبع الأمر بداخله أن هذه طبيعة العلاقة الزوجية، فينفر من الزوج فيما بعد، وأيضا الفتاة.
وغالبا يكون التفضيل للأم، لأن وقت الخصام هناك بعض الحالات يبعد فيها الأب عند البيت لفترات طويلة، ويعود للنوم فقط، وبالتالي تكون الأم هي الأقرب للأطفال مثلما حدث مع حنان يوسف، التي يتعامل زوجها معها ومع ابنهائهما، كأنهما حزبا ضده، ويتهمها أنها سبب كره أبنائه له.
- حرمان عاطفي
عندما يطول الخصام بين المتزوجين، يشعر كل منهما بحرمان عاطفي، ويحاول كل منهما البحث عن بديل، يشبع هذا الحرمان، ويخرج الطاقة العاطفية المكبوتة بسبب الخصام، وهنا حرص استشاري الصحة النفسية الدكتور محمد هاني، على الإشارة إلى الفتور، والملل الذي يصيب الزوجين بسبب كثرة الخلافات.
روشتة
وحتى لا تصلوا لهذه المرحلة فالوقاية دائما خير من العلاج، وخبراء الصحة النفسية، والعلاقات الأسرية يقدمون لكم روشتة لعدم الوصول لهذه الحالة، وفيها:
- اعرفوا سبب المشكلة وحلوه
قال الدكتور محمد هاني: «قبل الوصول للخصام، احسموا المشكلة بينكما، وحجموها وتناقشوا، وحاولوا فتح صفحة جديدة بينكما»، وشدد على أهمية اختيار الوقت والأسلوب المناسبين لحل المشكلة.
واتفقت معه أميرة بهنسي، ربة منزل، قائلة: «لما تحب تصالح ست مزعلها، صالها وهي في عز زعلها، لأنها بالطريقة دي هتحترمك، وهتقدر الموقف، ومش هتفتح جدل من غلطان ومن لا، بس لما تستنى كام يوم لأنها في كل دقيقة قعدت فيها وانتوا متخاصمين هتبقى مستنية تعاتب وتجادل». وشبهت زعل الست بستارة مسك فيها عود كبريت «لو الرجل طفاه في وقتها مش هيحصل حاجة بس لو استني هتتحرق كلها وتبقى فحمة».
- حاولوا تتصالحوا
«علام» يقول في وقت الخصام لا تقتصر حالة الاكتئاب على الزوجة فحسب، بل تطال الزوج أيضا، ويحمل هم الوقت الذي سيعود فيه إلى المنزل، ولكنه قد ينتظر أن تبادر الزوجة بالصلح، في حين تنتظر هي أن يبادر هو بالصلح، ويبدأ العند الذي قد يضيع الحب والمودة بينهما.
سعيد عبد الحميد (متزوج) يقول إن: «الخصام صعب على الرجل زي الست بالضبط، بس دايما بيستنى منها تصالحه، وهنا نؤكد أن الرجل طفل كبير يمكن ملاطفته ببعض الكلمات التي ترضي غروره، وتحسم معه الأمر، دون مشاكل كبيرة».
- جددوا حياتكم
نصح «علام» الزوجين بالتفكير في أسباب حبهم لبعض من البداية، واستعادة هذه الأمور مرة أخرى، وبدء صفحة جديدة، يتجمل فيها الطرفين لبعضهما، ويهتما ببعضهما، وهنا تكون الأمور أوضح، لأن كل منهما عرف الآخر.
- الهدنة مطلوبة
تحتاج بعض المشكلات إلى فترة حتى تهدأ الأمور بين الزوجين، لحل المشكلات، وفقا لما قاله محمد فتحي: «فترة الخصام بتكون هدنة، ومطلوبة جدا، عشان كل واحد يرتب أفكاره ويعرف عاوز أيه من التاني، بس من غير ما حد يدخل بينهم».
- دخلوا وسيط
اللجوء إلى وسيط حكيم يجيد حل المشكلة بينهما، إذا كانت المشكلة كبيرة.
- جربوا تنفصلوا
وفي حال فشل الخطوات السابقة، ينصح «علام»، باللجوء إلى تجربة الانفصال، واختبار كيف يمكن أن تكون حياة الزوجين إذا تم الانفصال، هل سيستطيعا العيش كذلك، وفي هذه الفترة، يخطر ببال الزوجين، العديد من المواقف التي دارت بينهما وكانت سبب الحب، وعليهما الموازنة بين العيوب، والمميزات، وحسم الأمر، إذا استطاعا استكمال الحياة على هذا النمط، وتلاشي السلبيات التي أدت إلى حدوث المشاكل بينهما.
- انفصلوا
حبيبة عادل (اسم مستعار) تقول «أنا أحيانا بحس إن لو بابا كان انفصل عن ماما، من زمان، كان هيكون أفضل من إننا عايشين شايفينهم على طول متخاصمين، وبعيد عن بعض، والكآبة، والخنقة مالية البيت، وماما على طول متنرفزة، وبابا على طول برة. أنا دلوقتي عندي 27 سنة، ومش عاوزة اتجوز من كتر مانا كارهة الجواز، والرجالة، والحياة، حتى الحب كارهاه، لأني مشوفتوش في البيت، ومحستوش من بابا وماما أبدا».
وهنا أكد «علام»، أن الانفصال يكون الحل الأمثل في بعض الحالات، خاصة إذا تسلل الكره، والغل، وتصيد الأخطاء بينهما، فتربية الأولاد في هذا التفكك العاطفي، وعدم الاستقرار، يؤدي بهم إلى الحرمان العاطفي.