هل تؤثر الأغاني بشكل سلبي على مشاعر البنات؟
«ياريتك بس تفهمني، وماتستهونش. بواحدة تبقى مجروحة ومابتبينش دي الواحدة.. قد متضحي وتستحمل أول ما بتفكر تنسى ما بتستأذنش»..
تلك الكلمات التي تغنت بها إليسا، هل حين تستمع فتاه إليها، تشعر بـ«غضب شديد» من شريكها، وقد تفتعل مشكلة، وتتشاجر معه عليها، كما فعلت سارة جمال (اسم مستعار).. دعك من سارة هل تؤثر الأغاني بشكل سلبي على المشاعر؟
في هذا التقرير يسلط «شبابيك» الضوء على تأثير الأغاني على مشاعر الفتيات من خلال بعض الحالات، وتعليق استشاري العلاقات الأسرية وتطوير الذات أسماء مراد.
أغاني قد تؤدي للانفصال
تقول دينا أحمد: «في الوقت اللي قررت فيه انفصل عن خطيبي، كنت بسمع أغانى تامر عاشور ومصطفى كامل واعيط. بعد الانفصال حسيت إن الأغاني كانت هي اللي بتفكرني بيه، وبمواقفه، وتزود زعلي، في حين لما كنت بشتغل عادي ومش بسمع أغاني مكنتش بفتكر حاجة، ولا بفكر فيه أصلا».
استشاري العلاقات الأسرية، أسماء مراد، ترى أن «دينا برمجت عقلها على الاستسلام للحزن، والدليل على ذلك أنها لما كانت بتبعد عن هذه النوعية من الأغاني، مكنتش بتشعر بضيق زي ما كان بيحدث معاها لما كانت بتسمع الأغاني».
وتقول مراد، إن الإنسان قد يجعل عقله الباطن يعتاد على بعض الأشياء، من خلال البرمجة الذاتية اللاشعورية للتفكير، الناتجة عن الاستسلام لمشاعر الغضب والحزن التي تنقلها الأغاني، وبالتالي يعيش فيها، مثلما حدث مع دينا، فهي قررت أن تشعر بالحزن، وبحثت عن الطرق التي جعلتها تشعر بهذه المشاعر.
استسلام
تعترف منار علي (اسم مستعار)، التي تبلغ من العمر 28 عاما إن الأغاني «تُنكّد» عليها، وتشير إلى أنها كنت تستمع لأغنية «مشيت خلاص» لوائل جسار، عقب انفصالها عن خطيبها، وتقول «فضلت 6 شهور أول ما أصحى من النوم اسمعها، وانكد على نفسي من بداية اليوم، واعيش الحالة، مع إني لا روحي ارتاحت ليه، ولا عرفت طعم الدنيا بيه، بالعكس فرحت اما سبته، بس الأغنيه عجبتني، وعشت فيها أوي، ولما اتجوزت بقيت اضحك على نفسي لما افتكر الجو اللي كنت عايشه فيه».
أفضل طريقة للتعامل مع الحالات المستسلمة لمشاعرها والتي تحركها الأغاني، حسبما ترى أسماء مراد، استشاري العلاقات الأسرية، هي عدم الاستسلام للمشاعر التي تنقلها الأغنية.
وتقول مراد: «عند الاستماع إلى أغنية، يجب أن تفكر الفتاة في شيء آخر تماما، حتى لاتتقمص دور بطل الأغنية، وتفكر في شيء إيجابي في حياتها».
تفكير سلبي يصل لحبيبك
تسنيم محمد، مخطوبة، فتاة في العقد الثالث من العمر، تقول لـ«شبابيك»: «في أغاني كده بتخليني حابة خطيبي جدا، ولما اسمعها أحس أنه واحشني، خصوصا اغنية (أجمل نساء الدنيا) و(اتحدى العالم) لصابر الرباعي، و(اوعديني) لرامي جمال، بس لما اكون مضايقة ممكن أسمع أغنية كئيبة تخليني متحفزة اني اتخانق معاه، وافضل اربط كلماتها بمواقف حصلت معايا بسببه، والاقي نفسي زعلت منه من غير سبب».
مشاعر تسنيم «غير محدد هويتها، وغير ناضجة»، بل وشخصيتها العاطفية غير محددة، وفقا لـ«مراد»، التي نصحت تسنيم أن تفكر في إيجابيات خطيبها، وسلبياته بعيدا عن أي مؤثرات خارجية، وخاصة لو كانت أغاني.
وأكدت استشاري العلاقات الأسرية، أن الفتاة عندما تفكر بشكل سلبي في خطيبها، تنقل تفكيرها السلبي لتصرفاته، وتستطرد موضحة: «يعني لو سمعتي أغنية عن الإهمال، وفضلتي تفكري فيها، هيتنقل له، وممكن يعمل كده فعلا».
تحكم وأفكار غريبة
حالة أخرى تحكي لشبابيك قصتها مع الأغاني، حيث تقول رحمة سامي : «افتكر مرة انفصلت عن خطيبي فترة، وحب يرجع تاني، ووقتها كنت بحب اسمع (قولي رجعت ليه يا حبيبي) لحسين الجاسمي، وبقيت متأثرة بيها أوي، وعايشه فيها، وفضلت فعلا فترة مش عاوزة ارجع ليه، بس بعد كده حسيت أني هخسره ورجعنا خصوصا إن كان فيه صفات كتير كويسه، بس الأغنية محت تفكيري».
تعجبت استشاري العلاقات الأسرية أسماء مراد، من تفكير رحمة، وقالت إنها سمحت للأغاني أن تتحكم في مشاعرها، وتبث بداخلها أفكار غريبة، تستعيد معها ذكريات مؤلمة، دون أن تتذكر المواقف الجيدة، لذا نصحت بأهمية التحكم في التفكير، والتصرفات، والمشاعر، وفصل الخيال عن الواقع.
والوضع نفسه عند أسماء احمد، متزوجة، والتي قالت لشبابيك: « لما بسمع أغنية (خد بالك علي) لإليسا، بعيش فيها أوي ولازم اتخانق مع جوزي، وافتكر كل مواقفه معايا، واعيش دور البنت المكسورة، الحزينه، الضعيفة، وهو المفتري، واتخانق معاه فعلا».
مشكلة كبيرة
مشكلة كبيرة تواجهها هبة محمد (اسم مستعار)، حيث تقول: «في أغاني كده لما اسمعها بعيش نفسي في قصة حب، وأبص لأقرب صديق ليا، وأوجه المشاعر دي ليه، زي (اتحدى العالم) لصابر الرباعي، و(سيبي روحك) لمحمد عدوية، و(عارفة) لمحمد رحيم، وغيرها، بس الأغاني دي فعلا بتخليني احب، واتخيل، وفي الآخر بتصدم، ولما بفوق بكتشف أني أصلا محبتش حد فيهم».
«الشراهة العاطفية، وليس الجوع العاطفي فحسب»، هو ما تعاني منه هبة محمد، وفقا لما قالته استشاري العلاقات الأسرية أسماء مراد، التي أكدت أن «هبة لم تحب أحد من هؤلاء، وإنما حبت الحب ذاته».
أوضحت مراد أن هذه المشاعر قد توقع الفتيات في مشاكل مختلفة، أبرزها استغلال هذه المشاعر بشكل غير جيد من قبل الشاب.
ولأن طاقة الحب لدى هبة كبيرة، وحالها يشبه حال كثير من الفتيات، تنصح استشاري العلاقات الأسرية، بالتعامل بتعقل مع هذه المشاعر، وتوجيهها لمحلها الصحيح، فالحب لايقتصر على العلاقة بين لرجل والمرأة فقط، بل يشمل الأهل، الأصدقاء، ونصحت أيضا بتوزيع طاقة الحب هذه إلى المجالات الخيرية، مع الأيتام والمسنين.
تأثير آخر
على الجانب الآخر، هناك أغاني مبهجة، ومفرحة، تعطي للإنسان طاقة إيجابية مثل حنان محمد التي تشير إلى أنها تتغزل في نفسها بأغاني كاظم الساهر، فيما تعبر سوزان فوزي عن حبها لزوجها كلما سمعت أغنية «انكتبلي عمر» لشيرين.
وهناك أغاني تجعل الفتاة مشاعرها أقوى بعد الانفصال، وفق وفاء حسين، التي قالت : «انا حبيت واحد 4 سنين، وطول عمري كنت خايفة انه يسيبني، وحصل فعلا، في الأول زعلت، بس لما سمعت (محصلش حاجة) لسميرة سعيد، عجبتني أوي، وعشت فيها، وخلال أسبوع، لقيت نفسي زي الاغنيه بالضبط، عايشه ومبسوطة ولافاكراه اصلا).
رأت أسماء مراد أن حنان وسوزان ووفاء برمجن تفكيرهن على السعادة، والإعجاب بالنفس. ونصحت استشاري العلاقات الأسرية بأهمية تقبل الذات، وإرسال رسائل إيجابية لها، وتحفيزها.
وقالت مراد لكل فتاة تستسلم للحب في الأغاني: «بصي لنفسك في المراية وحبي نفسك، وشكلك، واوعي تقولي انا هستنى حد يحبني واحب نفسي، لا ابدأي انتي الأول».