نظام «البوكليت».. هل يمنع تسريب امتحانات الثانوية؟
استحدثت وزارة التربية والتعليم نظام «البوكليت» للحد من ظاهرة الغش وتسريب امتحانات الثانوية العامة. فهل هذا النظام هو الحل الأمثل للحد من الغش ومنع تكرار ظاهرة تسريب الامتحانات التي شهدها العام الماضي؟
للإجابة عن هذا التساؤل، يرصد "شبابيك" في هذا التقرير آراء بعض الطلاب، والخبراء التربويين.
التدريب أولا
تقول أمنية علي، طالبة بالصف الثالث بإحدى المدارس الثانوية بالبحيرة، إن كثير من الطلاب يخشون النظام الجديد للامتحانات لأنه مخالف لما اعتدنا عليه، مضيفة: «كمان النظام ده بيلغي الأسئلة الاختياري وخلاها كلها إجباري وده بالنسية ليا ولكل الطلبة تقريبا كارثة، لأن لو فيه سؤال مش عارفينه يبقى كده خلاص درجاته ضاعت».
وتستكمل «أمنية» حديثها: «النظام ده أصلا مكنش ينفع يطبق السنة دي، كان المفروض يطبق على أولى ثانوي من بداية السنة الجاية وبعدين 2، يعني بالتدريج عشان الطلبة يكونوا اتعودوا عليه».
وفي حالة اتخاذ قرار أخير بتطبيق النظام على طلاب الثانوية العامة خلال هذا العام، أكدت «أمنية» على ضرورة تدريب الطلاب جيدا على نظام «البوكليت» قائلة: «ضروري جدا نتدرب عليه كتير يعني كل إسبوع ينزل 3 نماذج في كل مادة، بحيث إن مفيش نقطة في الامتحان تيجي إحنا متدربناش عليها».
ويرى عبد الرحمن محمد، طالب بالصف الثالث الثانوي بإحدى مدارس اللغات، أن «البوكليت» يمكن أن يسهم بالفعل في الحد من ظاهرة الغش بين الطلاب إلا أن المشكلة تكمن في التوقيت الذي اُعلن فيه تطبيق النظام، حيث قال: «كان لازم يتقال من أول السنة عشان الطلبة يقدروا يدربوا عليه كويس ويذاكروا بالطريقة المناسبة ليه، مش يقولولنا في نص السنة إن النظام هيتغير».
واتفق عبد الرحمن مع «أمنية» أيضا في تطبيق النظام بداية من الصف الأول والثاني الثانوي، وعبر عن ذلك بقوله: «كان المفروض أصلا يجربوا النظام ده في سنة عادية الأول مش شهادة».
أما المشكلة الأساسية في النظام من وجهة نظر هاجر سامح، طالبة بإحدى مدارس الثانوية العامة بالوراق، تتمثل في إلغاء الأسئلة الاختياري، وبعيدا عن هذه المشكلة تؤيد «هاجر» نظام «البوكليت» لاعتماده على الفهم بشكل أساسي، قائلة: «بالنظام ده مش هيتساوى الطالب اللي بيذاكر طول السنة باللي كان معاه الامتحان.»
لطلاب الثانوية.. طريقة سهلة لحفظ المصطلحات العلمية الصعبة
خبراء تربويون
الخبير التربوي، الدكتور كمال مغيث، يقول لـ«شبابيك» إن «البوكليت» نظام امتحان معمول به في بعض الدول، كدول الاتحاد الأوروبي والسعودية والكويت، وبعض الدول الآخرى تراجعت عنه بعد تطبيقه، مشيرا إلى وجود أنظمة أخرى غيره.
وأكد «مغيث» أنه لا يرفض النظام كاملا إلا أنه في الوقت نفسه عليه كثير من التحفظات، وهى: إنه لم يسبق تجربته في مصر من قبل، ولم تُجر أبحاث حوله، فضلا عن الاستعجال في تطبيقه دون تدريب المدرسين أو الطلبة عليه، كما أن الكتب والمناهج المقررة لم تضعه في اعتبارها من بداية العام، حيث كان من المفترض تعديلها وفقا لما يتماشى مع نظام الامتحانات الجديد.
ويستكمل حديثه: «كان لا بد من تدريب الطلاب عليه بتطبيقه في امتحانات الشهر ونصف السنة لطلاب الصف الأول والثاني الثانوي أو حتى الثالث، دون أن يكون لهذه الامتحانات تأثير على درجات الطالب، بل يكون هدفها تحديد مدى فاعلية النظام، فإذا اتضح أنه غير مناسب فهذا يدل على إننا بحاجة لوضع صيغة مصرية له».
أما عن مدى فاعلية النظام في الحد من ظاهرة الغش، أكد الخبير التربوي أنه لن يمنعها، لأنه لم يتم التخلص من الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة التي يجب حلها من جذورها، مثل وجود مراقبين فاسدين يمكن أن يسهلوا عملية الغش للطلاب، حرمان المعلمين كثير من حقوقهم، نمط الامتحانات قائم على امتحان الفرصة الوحيدة والوقت الوحيد، أي يتوقف عليه مستقبل الطالب.
أما عن تغيير ترتيب الأسئلة من ورقة لأخرى كوسيلة أخرى للحد من الغش داخل لجنة الامتحان، أشار «مغيث» إلى أنها غير مجدية أيضا، لأن المصحح ملزم بتصحيح جميع الإجابات الموجودة حتى في حالة حدوث خلط بين إجابات الأسئلة. ومن ضمن المشاكل الرئيسية في النظام، وفقا لما يراه دكتور كمال، إلغاء الأسئلة الاختياري، ما يعني إلغاء حق أصيل للطالب.
لطلاب الثانوية العامة.. نموذج امتحان اللغة العربية بالنظام الجديد
ومن جانبه، يرى الخبير التربوي وأستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس، الدكتور حسن شحاتة، أن نظام «البوكليت» سيقضي على فوضى وتسريبات الثانوية العامة والتفوق الوهمي، لأنه يقيس قدرة الطالب على الفهم والتحليل والتفسير بدلا من الحفظ والتذكر.
وأشار «شحاتة» إلى أن جميع الأسئلة التي سيتضمنها النظام الجديد لامتحانات الثانوية العامة من داخل الكتاب المدرسي وموزعة على جميع الفصول، وتقيس الجانب النظري والتطبيق، وستكون مرتبطة بالأحداث الجارية سواء داخل مصر أو خارجها.
وأوضح أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس أنه سيُقدم للطلاب 4 نماذج تجريبية للنظام الجديد للامتحانات وستكون متاحة على الموقع الالكتروني لوزارة التربية والتعليم، وستوزع في المدارس أيضا، مؤكدا أن الامتحانات في نهاية العام ستتضمن 60% من الأسئلة الموجودة في النماذج الأربعة. وفي نهاية حديثه، نصح الطلاب بضرورة التدرب على هذه النماذج التجريبية لمدة أربعة أشهر كاملة.