«الجواز والخِلفة».. هذا هو الوقت الأمثل للإنجاب أول وثاني مرة

«الجواز والخِلفة».. هذا هو الوقت الأمثل للإنجاب أول وثاني مرة

قرار الإنجاب ليس بالقرار السهل عند كثير من المتزوجين.. هل «الخِـلفة» لأول مرة مبكرا أفضل؛ أم الانتظار؟ ومتى ننجب للمرة الثانية؟ وكم المسافة الزمنية المناسبة بين الطفل، والآخر؟

لا شك تحديد ذلك ليس في يد الزوج وحده، ولا الزوجة وحدها؛ وطرح هذه الأسئلة على طاولة النقاش مبكرا يريح الأزواج مستقبلا..  في هذا التقرير، سألنا عدد من خبراء العلاقات الأسرية وعلم النفس، إلى جانب بعض الزوجات، الأسئلة سالفة الذكر.. حتى لا تحتاروا كثيرا عند اتخاذكم قرار الإنجاب.

الطفل الأول

via GIPHY

قبل اتخاذ قرار الإنجاب، لا بد من الترتيب لهذه الخطوة بشكل جيد، وفقا لرؤية خبير الإرشاد التربوي، الدكتورة رانيا صابر، التي تقول إن قرار الإنجاب يجب أن يؤخذ عقب الزواج بـ6 أشهر إلى عامين، حتى تكون الزوجة استقرت في حياتها مع زوجها، وتفهمت طباعه، وأسلوبه، وأدركت طباعه بشكل جيد، لأن المعرفة بعد العشرة والزواج تتغير؛ كما أنها تكون أدركت طريقة تفكير عائلته، وأسلوبهم، فهم أهل الطفل أيضا، وهنا إن وجدت استقرار في كل هذه الأمور تأخذ القرار دون تردد.

مراعاة الوقت المناسب

ريهام عبد العزيز، زوجة في العقد الثالث من عمرها، تعاني مع أطفالها، وتقول لـشبابيك: «أنا بشد في شعري من عيالي، ومعرفتش اتمتع بجوازي، لأني خلفت أول ما اتجوزت بـ9شهور بالضبط، وطول فترة حملي كنت تعبانه، ولما ولدت لسه يدوب باخد نَفَسي لقيت نفسي حامل بعد ولادتي بـ4 شهور؛ طبعا اكتشفت وقتها إن جوزي أناني وشلت الحِمل لوحدي، وبقيت أراعي بنتي، وحماتي لأني عايشة معاها، رغم أني كنت تعبانه في حملي؛ وطبعا معرفتش احن على بنتي، وكنت بطلع غلبي فيها.. وهي مكملتش سنه كنت بضربها».

وأضافت ريهام: «لقيت حياتي بتنتهي مع عيالي اللي جـوم ورا بعض، وبقسى عليهم، ومش عارفه اطبطب على حد فيهم؛ وبعد ما كنت معروفة برقتي وبشياكتي، وشنطي المميزة، بقت شنطة البيبي مش بتفارقني، والصريخ والقسوة هم أسلوبي».

يقول استشاري العلاقات الأسرية الدكتور أحمد علام، إن ريهام، أخطأت عندما لم تراعي المسافة بين أطفالها؛ إذ حملت بطفلها الثاني بعد شهور من ولادتها الأولى، وبالتالي لم تحصل على فترة كافية راحة بعد الولادة الأولى، أو حتى تعيش جزء من حياتها الزوجية التي لم تستطع الاستمتاع بها في البداية لأنها حملت بعد الزواج مباشرة.

لن تستطيع

ريهام ومن مثلها، حسبما يؤكد استشاري العلاقات الأسرية: «لن تستطع أن تحنو على أطفالها؛ لأنهم جاءوا وراء بعضهم، وبالتالي لم تحصل على راحة تفكر فيها كيف تعامل طفلتها الأولى، أو تحن على طفلها الثاني».

ونصح «علام» بأن تترواح المسافة بين الأطفال ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام، حتى يتسنى للمرأة أخذ فترة راحة بعد الولادة، وأيضا تستطيع تربية طفلها، وأن تحيطه بالرعاية والاهتمام.

الطفل الأول VS الطفل الثاني

via GIPHY

«الأم عليها أن تراعي مشاعر الطفل الأول قبل اتخاذ قرار الإنجاب للمرة الثانية»، وفق خبيرة الإرشاد التربوي، رانيا صابر، فالطفل اعتاد على أنه مدلل لوالديه، وليس لديهما سواه؛ وبالتالي قدوم طفل آخر، سيشكل لديه عبء نفسي؛ لذا نصحت الأم أن تشرح لطفلها أنهم سيستقبلون مولودا جديدا، منذ بداية حملها، وتشوّقه لأن يرى هذا الطفل ويلاطفه ويلعب معه، على أن تشرح له معنى الأخوة.

وأضافت خبيرة الإرشاد التربوي، أن الأم عليها أن تطلب من طفلها أن يشاركها في بعض المهام التي ستقوم بها لاستقبال الطفل الجديد، وأن تصطحبه معها عند التسوق لشراء احتياجات الطفل الجديد من ملابس وأدوات، وتصميم حجرته معها؛ فهذه الطريقة تعطي للطفل دور فى تأسيس حياة أخيه، وبالتالي يشعر تجاهه بالمسئولية.

وتشير «صابر» إلى إمكانية عمل «تمثيلية» بسيطة للطفل مع عروسة لعبة أو دب صغير، لتدريبه على التعامل مع أخيه. وأوصت خبيرة الإرشاد التربوي، بضرورة احتواء الطفل الأكبر، وتركه يلامس أخيه الصغير ويحتضنه؛ حتى يتولد لديه الشعور بالحب والحنان.

كما أوصت الأم بأن تشتري بعض الحلوى أو الألعاب لطفلها، وتفهمه أنها هدية قدوم المولود الجديد، مع أهمية مدح الطفل عند قيامه بأي شئ للمولود الجديد.

لا تنسي زوجك

استشاري العلاقات الأسرية أحمد علام أشار إلى لبني سعيد (اسم مستعار لحالة لديه)، تبلغ 25 عاما، ولديها طفلان في عمر قريب، ولكنها لا تنسى نفسها، قائلا: «الست دي لسه محافظة على جمالها، ورشاقتها، وبتخرج مع صحابها، ومع جوزها، ومخلتش ولادها يتحولوا من هدية جميلة من ربنا، لسبب رئيسي لوجود خلافات ومشاكل، وبتسهر مع جوزها، وتخرج معاه». لذا أوصى الزوجة أن تهتم بزوجها، وتراعيه، وأن تشركه معها في تربية الأطفال؛ ليتحمل مسؤليتهم معها، حتى لا تحمل الحمل لحالها، ويشعر هو بالفراغ والملل وبالتالي يبحث عنه بالخارج، ويشعر بالغيره من طفله، ناصحا إياها أن تهتم به وتراعيه، وتحنو عليه.

وحذر "علام"، من جعل الطفل يميل لأحد الأبوين عن الآخر، حتى لا يبث مشاعر الغيرة بداخل أحدهما، فشعور أحد الأبوين أن الطفل يفضل أحدهما على الآخر، قد يغير مشاعره، قائلا: "لما الأب يحس أن الطفل بيميل لأمه اكتر بيتضايق، وممكن يبعد عن ابنه"؛ وبالتالي تحدث بينهما العديد من المشاكل الأسرية.

حسناء الشيمي

حسناء الشيمي

صحفية مصرية تهتم بالكتابة في ملف العلاقات واللايف ستايل