«نحو خطاب ديني جديد».. نائب رئيس جامعة القاهرة يشارك بمعرض الكتاب

«نحو خطاب ديني جديد».. نائب رئيس جامعة القاهرة يشارك بمعرض الكتاب

يشارك نائب رئيس جامعة القاهرة وأستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة، الدكتور محمد عثمان الخشت، في الدورة 48 للمعرض الدولي للكتاب، بكتاب جديد عن دار النشر نيوبوك، بعنوان «نحو تأسيس خطاب ديني جديد».

بجناح خاص.. جامعة القاهرة تشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب

يسعى «الخشت» في هذا الكتاب إلى تجاوز «عصر الجمود الديني» الذي أطال في تاريخ الأمة العربية، من خلال تأسيس عصر ديني جديد، وتكوين خطاب ديني من نوع مختلف.

ويرفض تجديد الخطاب الديني التقليدي، ويرى فى كتابه أن تجديد الخطاب الديني عملية أشبه ما تكون بترميم بناء قديم، والأجدى هو إقامة بناء جديد بمفاهيم جديدة ولغة جديدة ومفردات جديدة إذا أردنا أن نقرع أبواب عصر ديني جديد.

ويدعو إلى العودة إلى «الإسلام النقي المنسي»، لا الإسلام المزيف الذي نعيشه اليوم بسبب الجماعات الإرهابية ومجتمعات التخلف الحضاري.

ويؤكد أنه لا يمكن هذا إلا بتخليص الإسلام من «الموروثات الاجتماعية» و«قاع التراث»، و«الرؤية الأحادية للإسلام» ، ويقول فى كتابه : «إن النظرة إلى الإسلام من زاوية واحدة وضيقة تزيف الإسلام، ولذا من الفرائض الواجبة توجيه النقد الشامل لكل التيارات أحادية النظرة، سواء كانت ارهابية أو غير ارهابية».

ويوضح في كتابه أن المشكلة ليست في الإسلام، بل في عقول المسلمين وحالة الجمود الفقهي والفكري التي يعيشون فيها منذ  أكثر من سبعة قرون، موضحا في مقدمة كتابه «لقد اختلط المقدس والبشري في التراث الإسلامي، واضطربت المرجعيات وأساليب الاستدلال، ولذا من غير الممكن تأسيس خطاب ديني جديد، دون تفكــيــــك العقل الديني التقليدي وتحليله للتمييز بين المقدس والبشري في الإسلام».

عن التجاوزات بالامتحانات.. نائب رئيس جامعة القاهرة يرد

ويصل الخشت إلى نتيجة مؤداها، إن تأسيس خطاب ديني جديد، يجب أن يتبنى  مجموعة من المهام العاجلة، مثل:  تفكيك الخطاب الديني، وتفكيك العقل المغلق، ونقد العقل النقلي، وفك جمود الفكر الإنساني الديني المتصلب والمتقنع بأقنعة دينية حتى يمكن كشفه أمام نفسه وأمام العالم، وليس هذا التفكيك للدين نفسه، وإنما للبنية العقلية المغلقة والفكر الإنساني الديني الذي نشأ حول «الدين الإلهي الخالص».

ويرى عملية التفكيك يجب أن تمر بمجموعة من المراحل هي الشك المنهجي، والتمييز بين المقدس والبشري في الإسلام، وإزاحة كل المرجعيات الوهمية التي تكونت في قاع التراث .

وبعد التفكيك يأتي التأسيس، وأهم أركانه تغيير طرق تفكير المسلمين، وتعليم جديد منتج لعقول مفتوحة، وتغيير رؤية العالم، وتأسيس مرجعيات جديدة، والعودة إلي الإسلام المنسي.

ويؤكد الخشت أن كل هذا لا يتم بمعزل دون توظيف مجموعة من الآليات لتحقيق حلول قصيرة ومتوسطة المدي، تشمل التعليم والإعلام والثقافة والإقتصاد والإجتماع والسياسة ، وذلك لصناعة عقول مفتوحة علي الإنسانية في ضوء العودة إلي المنابع الصافية المتمثلة في القرآن والسنة الصحيحة وتغيير المرجعيات التقليدية وتأسيس فقه جديد وتفسير جديد وعلم حديث .

المسؤول الأول عن طلبة جامعة القاهرة: لعب وفن في العام الجديد ​​​​​​​

كان هذا الكتاب في الأصل، مجموعة من المقالات الفكرية تم نشرها في جريدة الوطن في الفترة من 2013 إلي 2015 ، وتم إستعادتها وفق تصنيف مختلف يتلائم مع طبيعة مفهوم الكتاب .

واشتمل الكتاب علي 7 فصول، وأختتم مؤلفه بكلمة تحت عنوان: «ماذا يجب أن نفعل». وحدد عدة مهام، المهمة العاجلة هي العمل علي تغيير ماكينة التفكير عند الناس، وتجديد فهم المسلمين للدين عن طريق ثورة في التعليم والإعلام، حتي تحل الرؤية العلمية للدين والعالم محل الرؤية اللاهوتية والسحرية القائمة علي النقل والحفظ والإتباع الأعمي، وتوعية جديدة في التعليم تعتمد علي التعلم والبحث بدلاً من النقل، وطرق تدريس جديدة قائمة علي التربية الحواريةـ والتوسع في تعليم الفنون إزاحة كل المرجعيات الوهمية، وتكوين مرجعيات جديدة، المواجهة الشاملة، التحول من مرحلة الوعظ والإدهاش إلي مرحلة الفكر والتفكر.

 وكتاب «نحو تأسيس خطاب ديني جديد»، يفتح النقاش حول الأفكار المطروحة هنا المجال لمزيد من الأفكار الجديدة، من أجل تأسيس عصر ديني جديد وتكوين خطاب ديني من نوع مختلف نخرج فيه من الدائرة المقيتة لكهنوت صنعه بشر بعد اكتمال الدين، وتلقفه مقلدون أصحاب عقول مغلقة ونفوس ضيقة لا تستوعب رحابة العالم ولا رحابة الدين.

فادية إيهاب

فادية إيهاب

صحفية مصرية متخصصة في الشأن الطلابي، إلى جانب اهتمامها بالإخراج التلفزيوني والتصوير