للمخطوبين.. إزاي تحلموا مع بعض من غير مشاكل؟
«لو مت ممكن تحب بعدي؟».. «لما نتجوز هتمد إيدك عليه؟».. وأسئلة أخرى مشابهة تفترض أشياءا لم تحدث، وتسبب الكثير من المشاكل بين المرتبطين.. وتسمي هذه المشكلة بـ«المشكلة الافتراضية».
المشاكل الافتراضية قد تؤدي للانفصال، فما الأسباب التي تدفع المرتبطون إلى افتراض حدوث أمور مستقبلية وافتعال مشاكل عليهها؟
الفراغ
تشاجرت منى محمد، مع خطيبها على اسم ابنها، حال إنجابهما ولد عندما يتزوجان، فنشبت بينهما مشكلة كبيرة بينهما.. هي تريد أن تُسمي الولد على اسم والدها، وهو يريد تسميته على اسم والده.
«قمة الفراغ».. هكذا علق استشاري العلاقات الأسرية، الدكتور عمرو عادل، على هذا الموقف.. «هل انتهت بينهما كل المشاكل الواقعية، حتى انتقلوا إلى افتعال مشكلة ظنية، لشيء لم يحدث بعد، فقد لايرزقا بأطفال، أو لا يرزقا بفتيات، فلم الحدة هنا؟».
نفس الأمر تراه استشاري العلاقات الأسرية والعاطفية ومدربة الأنوثة، نور البكري، التي قالت إن هذا إرهاق للعلاقة، ويعجل بنهايتها.
«الموقف ده بيدل على عدم قدرتهم على حسم الأمور الجادة التي ستحدث فيما بينهما».. هكذا تقول البكري، التي تؤكد احتياج الطرفين لإعادة تأهيل في التعامل، «لأن العلاقة بهذه الطريقة غير ناضجة على الإطلاق».
للمرتبطين.. بالأسلوب ده لما تنتقد شريك حياتك مش هيزعل
الخوف من السيطرة
تعترف «منى» لشبابيك أنها أصرت على تسمية أول مولود ذكر لهما على اسم والدها، لعدم رغبتها في سيطرة خطيبها عليها..
لا تدرك «منى» أن العلاقة الزوجية علاقة تكاملية، لا صراعية، وفق ما يقول الدكتور عمرو عادل.. و«لأن المركب اللي بريسين بتغرق»، فيجب أن تكون القوامة في يد الرجل، إذ قال الله تعالى «الرجال قوامون على النساء».
استشاري العلاقات الأسرية نور البكري تؤكد أن «الرجل يحب أن يشعر بأنه القوي، والمسيطر، ويحب أن يرى شريكته رقيقة وحنونة، وهنا سيخجل إذا رفض لها طلب».
الاتفاق غلط
«الاتفاق من الأمور الخاطئة في العلاقة، لأنه شيء، وتنفيذه على أرض الواقع شيء مختلف تماما، فمن السهل أن تقول الفتاة: (هقدر اشتغل واراعي بيتي وجوزي وولادي)، لكن ساعة التنفيذ سيختلف الفعل، لذا يجب النظر للمستقبل بنظرة تفاؤلية وتوافقيه»، بحسب ما يقول عادل.. فالأفكار التي يقتنع بها الفرد في بداية العلاقة، قد تتغير مع الاحتكاك، والتعامل، وقد تنضج أكثر، وتتحجم.
وشبه استشاري العلاقات الأسرية عمرو عادل، المشاكل الافتراضية بين المخطوبين، بشخصين أخذا مركب للذهاب إلى جزيرة، وأثناء التجديف، اختلفا على طريقة طهي المأكولات التي سيتناولوها، وكبرت المشاكل بينهم، ولم ينتبها للمركب، حتى غرقت.
ولا نعني هنا ألا يتناقش المخطوبين عن أحلامهما معا، ولكن يجب استغلال هذه المناقشة في التعرف على صفات بعضهما البعض، لذا قدم «عادل» حيل استغلالها:
التعارف أكثر
كانت تسنيم محمد، تحكي لخطيبها عن أمنيتها بأن تنجب فتاة تكون سباحة ماهرة، لكنه وجهه تغيَر عندما سمع ذلك وقال لها «أنا معنديش بنات تتعلم سباحة، وتلبس مايوه، وجسمها يبان».. وحدثت بينهما مشادة كلامية حادة، وصلت إلى حد التفكير في الانفصال.
ما حدث هنا وفق استشاري العلاقات الأسرية هو تصادم في الثقافات.. «كل واحد فيهم ليه ثقافته، وتربيته، وتفكيره، فهي بدت أمامه منفتحة التفكير، أما هو منغلق التفكير، وده سر الخلاف.. والحل هنا هو التلاقي عند نقطة وسط لحسم الأمر، لا الشجار».
ونصح «عادل» الطرفين، أن يحاولا أن يتفهموا طباع بعضهما، ويتلاقيا عند الطباع المشتركة بينهما، ويبتعدا عن الطباع المتنافرة بينهما.
النقاش بهدوء
المناقشة في الأحلام، والطموحات يجب أن تكون هادئة، لأن الطرفين يتحدثان بمشاعرهما، لذا يجب الالتزام بالحكمة والهدوء، لأن هذه المناقشات تثمر عن تفاصيل دقيقة في شخصية كلا الطرفين، وتمكنهما من معرفة بعضهما البعض بشكل أعمق.
سايروا أموركم
يمكن الخروج من هذه المناقشة بكل بساطة، بتأجيل التحدث فيها، وقول «طب لما يجي وقتها»، مالم تتعلق بوعود في أمور مصيرية، كالسفر بعد الزواج، أو السكن مع الأهل، وغيرها من الأمور المهمة المتعلقة بمستقبل الزوجين، ويجب حسمها قبل الزواج، حسبما يشدد عادل.
خليكي مطيعة
إذا أرادت المرأة حسم أمر افتراضي مع خطيبها، عليها أن تتزين بزي الطاعة، فهذا له مفعول السحر معه، وتشعره أنها مقتنعة بما يقوله، حتى وإن لم تكن كذلك، وتقدم رأيها كاقتراح.
ويضرب استشاري العلاقات الأسرية مثالا على ذلك، قائلا: «لو كنتي عايزة لون المطبخ بني، وهو عايزه أحمر، متقوليش أنا اللي هقف فيه وأنا اللي اختار.. الأفضل أنك تقولي إيه رايك لو بني هيكون لون مريح اكتر، وهادي واحنا بنعمل الأكل».