للمرتبطين.. لما تنتقد شريك حياتك بالأسلوب ده مش هيزعل
هل حاولت انتقاد شيء تراه خاطئا في شريك حياتك، وانتهى الأمر إلى مشاجرة كبيرة؟.. السبب ببساطة هو استخدامك لأسلوب خاطئ في النقد يجعل الطرف الآخر غير متقبله ويحاول الدفاع عن نفسه.
في هذا التقرير نعرفك كيف تنتقد شريك حياتك بـ«شياكة»، حتى لا تحدث بينكما مشكلات تؤدي للانفصال.
قبل الانتقاد
ترى استشاري العلاقات الأسرية، الدكتورة غادة السمني، أن الفرد قبل أن يفكر في انتقاد الآخر، عليه أولا أن يدرك لماذا ينتقد؟ وهل ينتقد من أجل الانتقاد فقط؟ أم ينتقد من أجل التوجيه وتغيير صفة تزعجه؟
وتقول «السمني»: «إذا كان انتقادك بس عشان الانتقاد، فخليك عارف إن مش من حقك أنك تنتقد أسلوب أي حد، مهما كان بالنسبة لك، وإن اللي قدامك مش هيتغير، وده طبعه». وضربت استشاري العلاقات الأسرية مثالا على ذلك بحالة «سما طارق» التي تنتقد طريقة عمل زوجها: «دايما لما جوزها يحكيلها عن مشاكل في شغله، تنتقده، وتقوله طريقة شغلك غلط، هو أنت بتشتغل كده إزاي، وتبدأ تنهال عليه بالكلمات الحادة، وهو أصلا بياخد رأيها، وبيحكي لها».
وهنا «سما طارق» تنتقد أمرا لا علاقة لها به، ولن يضرها بشيء، وبالتالي قد يفسر الرجل الأمر بأنها تقلل من قيمته، وقد يكون رده غير ملائم لها، كأن يقول: «وأنتي مالك، ده شغلي وأنا أدرى بيه»، ومن هنا قد تنشأ بينهما خلافات ومشاكل عدة، وفق ما تقول السمني.
من أجل التغيير
أما إذا كان النقد من أجل تغيير صفة تزعج الشخص، ويرغب في تغييرها في شريكه، فقدم استشاري الطب النفسي الدكتور عبد الفتاح درويش الطرق المثلى للنقد، دون إهانة الطرف الآخر، أوخسارته، ونعرضها إليكم كالتالي:
-
بلاش مقارنة
أميرة أحمد: «أنا بدينة، وجوزي دايما يقارن بيني وبين البنات الرفيعه، ويقولي شايفة الأجسام مش انتي، عامله زي الفيل، مع أني مش تخينه اوي.. وده لما بيحصل أنا دمي بيتحرق، وباكل اكتر، وبحس أنه مش بيحبني، مع أنه دايما يقولي بحب دماغك وقلبك الطيب، ولما اقوله اسلوب نقدك وحش، يقولي أن بشجعك».
يعلق استشاري الطب النفسي، على الحالة السابقة، ويقول إن أسلوب المقارنة الذي اتبعه زوج أميرة، جعلها تفقد الثقة في نفسها، وتعانده، لأن هذا الأسلوب يشعر الفرد بالغضب، ولن يجدي على الإطلاق؛ لذا حذر من اتباع هذا الأسلوب، مؤكدا أنه قد يؤدي إلى النفور، والغضب، وفقدان الثقة بالنفس.
وأوضح «درويش» أن الأفضل هو أن يقول: «اد ايه انتي جميلة، بس لو خسيتي شويه هتبقى ملكة جمال، وطبعا دا براحتك، كده كده انا بحبك في كل حالاتك».
قبل ما تنفصلوا.. هي دي غيرة الحب وأسبابها والحل ليها
-
الوقت المناسب
خالد محمد، شاب في العقد الثالث من العمر، يقول: «مراتي دايما تجيلي وأنا شغال ومتوتر، أو بفكر، وتقولي أنت اسلوب عصبيتك دا غلط جدا، حاول تبطله، وعلى الرغم أنها ممكن تقولها برقة، وهدوء، بس بلاقي نفسي اتعصبت اكتر، والموضوع يقلب خناقة كبيرة، لدرجة أني في مرة مديت ايدي عليها».
وهنا شدد استشاري الطب النفسي، على أهمية اختيار الوقت المناسب، والظروف الملائمة للانتقاد، فلا يجب أن يكون الطرف منفعل، أو غاضب، أو مشغول، وينتقده الطرف الآخر، بالتأكيد سيزيد انفعاله، وتزيد حدته، ولن يجدي الانتقاد معه، مثلما حدث مع خالد، فالانتقاد لم يؤتي ثماره معه، بسبب اختيار زوجته التوقيت الغير مناسب.
-
الأسلوب
يرى «درويش» أن النفس البشرية بطبيعتها لا تحب الانتقاد، خاصة إذ وجه إليها في صورة أمر، لذا شدد على أن يتجمل أسلوب النقد بمزيد من العواطف والحب، فلا يقول شاب لشريكته: «لبسك ضيق أوي، والناس هتقول عليا أيه وأنا ماشي معاكي، وهيقولوا عليكي أيه»، وهنا يكون رد فعلها قاسي، بل وقد تعاند وتقول: «هو ده لبسي ودي طريقتي، ولو مش عجباك ليه خطبتني من الأول»، ويتحول النقد إلى مشاجرة.
ولكن الأفضل أن يقول: «حبيبتي انتي بجد جميلة، ورقيقة، وبخاف عليكي، وحاسس إن لو طريقة لبسك اتغيرت هتبقي أحلى، وطبعا ده قرارك وحريتك، وأنا كده كده بحبك».. وهنا وفق استشاري الطب النفسي، لن تشعر بأنه ينتقدها بل ستشعر بأنه يحبها، وستحاول أن تغير من نفسها، تعبيرا عن حبها له.
السلوك وليس الشخص
تقول منى سامي، 23 عاما: «أنا خطيبي دايما يتنقد طريقة تفكيري، ودايما يقولي أنتي سطحية اوي، في الأول، مكنتش فاهمه يقصد ايه بسطحية، فبقيت حاسة أنه بينتقدني انا، وكارهني، وبقيت اتضايق اوي، بس لما اتناقشت معاه براحة، قالي أنه يقصد طريقة تفكيري، وطبعا وقتها فهمت».
ولأن هذا الخطأ يقع فيه كثير من الشباب والفتيات، تقول «السمني»، عندما تنتقد شخصا لا تنتقده لذاته، بل انتقد سلوكه أو أسلوبه.
وأشارت استشاري العلاقات الأسرية إلى أهمية الثناء والمدح عند النقد، لأنها توحي بتقبل الشخص، وهذا ما يجعله يسعى للتطوير، وأضافت يجب على الفرد تقديم النقد في صورة اقتراح لطيف، مثل: «إيه رايك لو فكرتي في الموضوع من زاوية تاني، هتلاقي فيه حاجات كتير اوي غير الي وصلتي لها».
بين يوم وليلة
غالبا عندما ينتقد الفرد شريك حياته، ويرغب في تغييره، يتوقع أنه سيتغير على الفور، ولكن استشاري العلاقات الأسرية غادة السمني، قالت إن التغيير لا يحدث بين يوم وليلة، ولا يعني أن الشخص إذا تحدث مع شريكه سيجده تغيرا على الفور، والأفضل هو الصبر، وعدم الإلحاح
لغة الجسد مهمة
لا قيمة للكلمات، دون مراعاة لغة الجسد، ونبرات الصوت، واللهجة التي يتم التحدث بها، لذا أكدت استشاري العلاقات الأسرية أهميتها، وحذرت من المبالغة في استخدام اليدين، واللجوء إلى حدة اللهجة، ونبرات الصوت، ونظرات العيون، بل يجب اللجوء إلى استخدام نبرات تلاءم الموقف والأسلوب.
احذر هذه العبارات
من أكثر العبارات التي تجعل الفرد يعاند عند توجيه الانتقاد، عبارة «أنا خايفـ/ة عليك». يقول محمود إبراهيم: «اكتر حاجة تستفزني لما الاقي خطيبتي تقولي أنت مش بتتصل بيا طول اليوم ليه، انا خايفة عليك، دايما يكون ردي انا مش صغير، وبلاقي نفسي فعلا مش عايز اتصل بيها».
وهنا تنصح «السمني» بعدم اللجوء لهذه العبارة على الإطلاق، واستبدالها بـ:«أنا بحتاج اطمن عليك.. نفسي تتصل بيا في نص يومك عشان احس أنك معايا».. وهكذا.