للمتزوجين.. الإفراط في المشاعر الرومانسية أمام الأهل صح ولا غلط؟

للمتزوجين.. الإفراط في المشاعر الرومانسية أمام الأهل صح ولا غلط؟

الإفراط في المشاعر والتصرفات الرومانسية أمام الأهل قد يؤدي لمشاكل عدة للأزواج الذين يقومون بها، بخلاف آثاره السلبية على الأطفال.

في هذا التقرير نستعرض آثار تصرف بعض الأزواج بأريحية أمام الأهل، ودوافعهم إلى ذلك، والمشاكل التي قد تسببها هذه التصرفات.

الأهل

يروي آدم حسن (اسم مستعار)، قصة مشكلة بين والده وزوج شقيقته دامت لبضعة أشهر، يقول: «زوج اختي كان عندنا في البيت، وجيه وهو نازل، ومراته بتوصله لحد الباب، حط إيده حولين وسطها وهي ماشيه جنبه، وقعد يتغزل فيها، وبابا كان موجود وشايف ده هو واختي الصغيرة، فزعق فيهم وقلهم الكلام ده تعملوه في بيتكو مش هنا»، موضحا أن زوج شقيقته انصرف، وفي مساء اليوم، اتصل بزوجته هاتفيا وطلب منها العودة للمنزل، وقاطع زيارتنا لمدة 4 أشهر تقريبا هو وزوجته؛ ولم يقتنع بأنه مخطئ إلا عندما وصل الأمر لوالده الذي تحدث معه، وأنهى المشكلة.

تقول استشاري الصحة النفسية زينب مهدي، إن إفراط بعض الأزواج في التعبير عن مشاعرهم أمام والد الزوجة، وكذلك أشقائها الذكور، يجعلهم يشعرون أن الزوج لا يحترمهم ولا يقدرهم، لأنه يتصرف بهذا الشكل أمامهم، وبالتالي يغارون على كرامتهم أمامه، ما قد يؤدي لاندلاع مشكلات عدة مثلما حدث مع والد «آدم» وزوج ابنته.

بالنسبة للأم، فبعض الأمهات تستاء من هذا التصرف مثل الأب، وتحب أن تكون مثل هذه الأمور بين ابنتها وزوجها في بيتهم عندما يكونان بمفردهما، ولكن هناك أم تستحسن هذا التصرف، وتشعر أن زوج ابنتها يحسن إليها وتطمئن على ابنتها، وفقا لـ«مهدي».

وتطرق استشاري الصحة النفسية، أيضا إلى شقيقات الزوجة، فتقول: « فيه منهم اللي هتفرح بالمعاملة دي، ومنهم اللي هتحس بالغيرة الشديدة، خاصة لو كانت متزوجة، وبتعاني من الحرمان العاطفي مع زوجها». وشددت على أن هذه التصرفات «بتفتح مجال للمقارنة»، وهذه المقارنات، تصيبهن بالحقد فضلا عن الشعور ببعض الاضطرابات النفسية.

وتؤكد «مهدي» أن الزوجة نفسها قد تشعر بالخجل الشديد خصوصا أمام أهلها؛ واتفقت معها فاطمة عبد الرحيم، التي قالت لـ«شبابيك»: «لما بابا بيجي من بره ببقى مكسوفة أني قاعده جنب جوزي، وبتأكد أني مش لمسه جوزي».

آثار نفسية سلبية

استشاري الصحة النفسية، والعلاقات الأسرية الدكتور محمد هاني، يرى أن استخدام بعض التصرفات الرومانسية للتعبير عن المشاعر بشكل مفرط أمام الأهل أو الآخرين، يسبب لهم بعض الآثار النفسية السلبية، وقد يثير لديهم مشاعر الحقد والغيرة، ويدفعهم للتدخل في حياتهم، وإثارة المشاكل بينهم، ما قد يدمر العلاقة الزوجية، خاصة من قبل شقيقات الزوج، أو زوجات أشقاء الزوج (السلايف).

ويضيف «هاني»، أن هذه التصرفات، تكون تلقائية، ولكن هذا الأمر لا يفهمه الآخرون، ويكون له تأثير مختلف عليهم.

انحرافات أخلاقية


 

يقول محمد مصطفى، 33 عاما: «في يوم ابن خالتي ومراته كانوا عندي في البيت، وانا كنت في الشغل.. لما رجعت لقيتهم قاعدين في اوضة ولادي الاتنين، اللي كانوا بيلعبو بلاستيشن، وهو نايم على رجل مراته وهي بتلعب في شعره.. ولاحظت إن ابني الكبير كل شويه يبص عليهم بتركيز، فناديت عليه وطلبت منه ميعملش كده قدام الأولاد، فزعل مني».

تحذر استشاري الصحة النفسية، زينب مهدي، من تصرف الزوجان برومانسية أمام الأطفال والمراهقين، «فهذا يفتح مداركهم لمثل هذه الأمور مبكرا، ويتولد لديهم دافع التقليد، وحب تجربة هذا التصرف»، مشيرة إلى واقعة حاول فيها طفل بالحضانة تقبيل زميلته وعندما سُئل عن ذلك قال «أنا بعمل زي اختي وجوزها».

التصرف الأفضل

ويرى استشاري الصحة النفسية، والعلاقات الأسرية الدكتور محمد هاني، أن التصرف الأمثل للزوجين أمام الأهل هو إظهار الاحترام والتقدير فقط، وأي مشاعر أخرى يجب أن تكون بينهما فقط، مثل المشاكل التي يجب ألا تخرج من بينهم، حتى لا تتضخم.

لكن ما الذي يجعل الرجل يتصرف هكذا أمام الأهل؟

  • التلقائية

محمد هاني، يقول «الرجل يعبر عن مشاعره وحبه لزوجته بهذه الطريقة، ولا يبالي لردود أفعال الآخرين، فهو تصرف هكذا بدافع الحب».

  • عدم نضج فكري

أما زينب مهدي، فترى أن «الرجل الذي يتصرف برومانسية مفرطة أمام الآخرين، يكون غير ناضج فكريا، وبالتالي لا يهمه أمرهم، وغالبا يتصرف بهذه الطريقة، الشاب الوسيم، الذي يحب أن يتحدث عنه الآخرين، وعن أسلوبه الراقي في معاملة زوجته».

  • انتقام

تذكر «مهدي»، قصة ولاء علي (اسم مستعار)،  كان زوجها يعنفها ويضربها، وأمام أهلها يدللها، ويحسن إليها، وعندما سألته لم يتصرف هكذا، قال:«عاوز اجننك».

وعلقت على مثل هذه الحالات، أن «الرجل يلجأ لهذا التصرف، كنوع من تكذيب الزوجة أمام أهلها، حتى يشعرون بعدم الثقة في شكواها منه».

حسناء الشيمي

حسناء الشيمي

صحفية مصرية تهتم بالكتابة في ملف العلاقات واللايف ستايل