هجوم محمد صبحي على «مدرسة المشاغبين».. هكذا ناقض الفنان الشهير نفسه
«يجب الاهتمام بالتعليم والثقافة والفن والإعلام حتى ينهض الوطن وينجح الشباب. ولا قيمة لتعليم ناجح في ظل فن هابط يهدم هذا التعليم ومسرحية مدرسة المشاغبين كانت بداية انحدار التعليم في مصر»، التصريحات السابقة قالها الفنان محمد صبحي لـ«شبابيك».
عرض قديم لصبحي
وبالبحث تبين أن محمد صبحي، كان سيشارك في «مدرسة المشاغبين» بدور بهجت الأباصيري قبل أن يذهب الدور لعادل إمام.
وفي تصريح له ببرنامج «واحد من الناس»، تقديم الإعلامي عمرو الليثي، كشف عن إجرائه بروفة لمدة شهرين على الدور، إلا أن الأمر فشل «لعدم وجود أموال لاستكمال العرض ثم أصبح تلفزيونيا فيما بعد قبل أن يتحول لمسرحية».
«مدرسة المشاغبين» ألّفها الكاتب الراحل علي سالم، عرضت لأول مرة في 24 أكتوبر 1973 عقب حرب أكتوبر بأيام قليلة. يقول عنها مؤلفها «كانت انعكاساً لفترة انهارت فيها القيم التقليدية للمجتمع المصري والعربي بشكل عام، والمعروفة باسم فترة ما بعد النكسة وما بعد الانفتاح حيث تحولت قيم كثيرة إلى مثار للسخرية». ردا على من انتقد المسرحية لاحتقارها القيم والمثل العليا وانحطاط مستوى الأدب.
أطلقت مسرحية «مدرسة الماغبين» جميع الممثلين الشباب الذين قاموا بأداء أدوراهم بكل إجادة وعلى رأسهم: سعيد صالح، عادل إمام، أحمد زكي، يونس شلبي وهادى الجيار. بعد أن نجحت المسرحية نجاحا كبيرا، وشجعت أبطالها على إعادة الكرة بأخرى لاقت نجاحا كبيرا.. وربما لم يذكر محمد صبحي موقف قديم يربطه بالمسرحية.
تعتبر «مدرسة المشاغبين» من الإرث المسرحي المصري في أي منزل عربي لا يخلو تقريبا منها بعد عرضها على فضائيات عدة، وتناولت واقع التعليم المصري في تلك الفترة متضمنة سخرية من الواقع الاجتماعي.
كيف انتقد محمد صبحي التعليم؟
الفنان محمد صبحي قدم عدة أفلام ومسرحيات تحدثت عن واقع التعليم المصري سواء في الفترة الحالية أو الفترات السابقة منتقدا ما يحدث بصورة كوميدية ساخرة كما تناولت «مدرسة المشاغبين».
في مسرحية «انت حر» من بطولة محمد صبحي وأحمد آدم وشريهان، يقوم «صبحي» في أحد المشاهد بدور الطالب المشاغب والذي لا يحترم قيم التعليم بطريقة كوميدية ساخرة شبيهة بتناول «مدرسة المشاغبين»، لكنها لم تحظ بنفس الشهرة.
مسرحية «أنت حر» تناقش الحرية، وكيف يستطيع الإنسان استخدامها بشكل صحيح، وماهي حدود حرية الإنسان، والنتائج المتربه عليها.
في فيلم «علي بيه مظهر» أدى محمد صبحي دور علي مظهر «الفهلوي» الساخر من التعليم وحملة الشهادات والذي يحلم بالثراء السريع لإعتقادة بأنه يملك قوى عقلية خارقة.
اتهامات بتقلّد ثوب الواعظ
يهاجم العديد من الكتاب والفنانين والصحفيين، الفنان محمد صبحي، بتهم تتعلق بارتداء ثوب الواعظ الحائز وحده على الحق، وأطلقت ألقاب عليه تشير إلى هذا المفهوم منها «واعظ بشرطة» و«قائد شرطة الأخلاق».
يتهمه البعض أيضا بالتناقض فيما يقوله وما يفعله. مؤلف مسرحية «انتهى الدرس ياغبي» لينين الرملي، اتهمه بالخروج على النص وإهانة الممثلين وهو ما أدى إلى سحب تعاقده معه على مسرحيته الأخرى «مبروك». في هذا الجزء من المسرحية يوجه صبحي لفظ نابي لهناء الشوربجي في الدقيقة 3 و20 ثانية.
ورفض حضور حفل تكريم أقامه نادي ليونز بالقاهرة، اعتراضا على تكريم السبكي معه في الحفل، منتقدا ما يقدمه من فن ووصفه بالهابط.
وهو ما أدى لرد السبكي عليه بمشاهد له في فيلم «العبقري خمسة» شبه الإباحية مع إلهام شاهين وهياتم.
ويتلقى الفنان محمد صبحي اتهام أيضا بسرقة برومو برنامجه «أعزائي المشاهدين.. مفيش مشكلة خالص» من أحد البرامج الأمريكية «oh my god» لمذيع ستاند آب كوميدي يدعى «لويس سي كيه». وهو ما أدى لحملة هجوم ضخمة وحذفت قناة «سي بي سي» البرومو من على قناتها باليوتيوب بعد اكتشاف الواقعة.
لصبحي إسهامات أيضا
لكن على الرغم من ذلك فإن محمد صبحي له العديد من الإسهامات في النهوض بالمستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والأخلاقي للمجتمع، مطلقا عدة مبادرات في هذا الجانب.
في إطار تشجيعه على القراءة والثقافة تبرع صبحي بنصف مكتبته لباعة كتب تبيعها بأقل من ثمنها بكثير من أجل التشجيع على القراءة.
وفي واقعة طالبة الصفر مريم ملاك، عرض محمد صبحي على ذويها تحمل نفقات تعليمها بالخارج في مداخلة مع لميس الحديدي على «سي بي سي».
وفي مبادرة أخرى أطلقها محمد صبحي تحت اسم «المليار جنيه للنهوض بالعشوائيات»، ودشن محمد صبحي رقم حساب للحملة لجمع التبرعات وتطوير العشوائيات.
وشارك صبحي فيما عرف بمؤتمر مبادرة تعزيز القيم والأخلاق الذي عقد في فبراير الجاري بالأزهر الشريف.
تحميل الفن سلبيات المجتمع: لايجوز
تقول الناقدة الفنية ماجدة خيرالله: «لا يجوز بأي حال من الأحوال اتهام الأعمال الفنية بالتسبب في أي سلبيات تظهر بالمجتمع، فغالبا ما يكون هناك أسباب أخرى كثيرة ومنطقية».
وترى «خيرالله» أن «الاتهامات الموجهة لمدرسة المشاغبين بأنها السبب في انهيار التعليم وانحداره غير منطقية»، وتقول ساخرة: «أنا لسة عيالي كانوا بيشوفوها النهاردة».
وشددت «خيرالله» في تصريحاتها لـ«شبابيك» على أن «أي سلبية تطرأ في المجتمع لا بد من البحث عن أسبابها الحقيقية لا مهاجمة الأعمال الفنية»، مضيفة أنه «لا يحق لأي فنان انتقاد عمل فني آخر إلا من منظور هل هو عمل جيد أم لا؟.. أما اتهامه بالتسبب في أخطار على المجتمع أو التقليل من قيم أخرى فتلك مشكلات لها أسبابها البعيدة عن الفن».
واستطردت: «برضوا اتهموا قبل كدة الأفلام بالتسبب في انتشار البلطجة، لكن الحقيقة إن فيه اسباب كتيرة لانتشار البلطجة بعيدا عن السينما.. والحقيقة احنا بنحارب في طواحين هوا».
الناقدة الفنية علا الشافعي، اتفقت مع «خيرالله» بأنه لا يجوز لأي فنان أن ينتقد عمل زميل له من منطق الأخلاقيات، وقالت لـ«شبابيك»: «الخطاب الأخلاقي والوعظ والإرشادي لا يخرج أبدا من فنان»، مشيرة إلى أنها ترى أن «محمد صبحي يريد تحويل الدراما إلى خطب وعظ وإرشاد وهذا لا يصح في عملنا... ليس مكانه».
وأضافت الشافعي: «علمونا إن الحكم على أي عمل فني يكون من ناحية فنية جيد أم غير جيد أما أخلاقي أو غير أخلاقي فلم يعلمونا هذا».