هكذا تصبحين «الأم المثالية» لطفلك
«الأم المثالية».. كلمة قد تبدو جذابة للأمهات، فكل منهن تريد أن توفر لطفلها «أحسن تربية» وأفضل معيشة.
وهذه الكلمة نفسها تتسبب أيضا في الكثير من الأذى للأم؛ فهي دائما ما تشعر بجلد الذات وتسأل نفسها: «هل أوفر لطفلي ما يحتاجه حقا؟ هل أدعمه بالقدر الكافي؟ هل سيكبر ليدرك كم ضحيت من أجله أم سيعتبرني مقصرة»؟
لكنك لست بحاجة بعد الآن لتكوني «أما مثالية» فالوقوع في بعض الأخطاء شيء طبيعي، خاصة مع كثرة المسئوليات والضغوط؛ كما تخبرك «تريسي جودريدج» إحدى مؤلفي كتاب «كيف تصبحين أما عاملة مثالية».
تنصحك «جودريدج» بألا تضغطي على نفسك لتكوني الأم المثالية؛ فبإمكانك أن تكوني أما ناجحة، تضمن لطفلها تربية تجعل منه إنسانا سويا، وتجعل علاقتك بها جيدة ومترابطة.
ادعميه نفسيا
«ابنك مش محتاج لعب وأكل ولبس جديد وخلاص».. هذا ما تخبرك به استشارية الصحة النفسية، الدكتورة إيمان دويدار.
فأكثر ما يحتاج إليه الطفل الصغير هو أن يشعر بحب عائلته له من خلال الدعم النفسي، ومشاركته في الحوار واللعب ومشاركته اهتماماته، لأن الحرمان العاطفي يؤثر سلبا من الناحية النفسية على الطفل.
أما القسوة على الطفل أو إقحامه في مشاكل عائلة، فقد تصيبه بأعراض مرضية.. تحكي «دويدار» لـ«شبابيك» عن إحدى الحالات التي تعاملت معها «كان الطفل في عمر العامين ومصابا بمشاكل صحية كثيرة تجعله دائم «الترجيع».. واتضح أن السبب نفسي، لأن والداه انفصلا في تلك الفترة، وكان الطفل معايشا للمشاكل التي تحدث بينهما».
حاوري طفلك
«ابنك مش بزرار» هذا ما تقوله الباحثة التربوية «أميرة عامر».. فالأم غالبا تريد من الطفل أن «يسمع الكلام» وينفذ الأوامر، ويغيب عن بالها أن إصلاح سلوك الطفل لن يأتي إلا بالتواصل الجيد بينه وبين والدته، وبالحوار والنقاش.
تقول «عامر» لـ«شبابيك»: قد يُنفذ الطفل ما تطلبينه بسبب الإلحاح والضغط، لكنه سيفعل ذلك خوفا من العقاب أو بدافع إرضاء الآخرين، دون أن يكون لديه حافزا داخليا لفعل الصواب.
لا تفرغي ضغوطك في الطفل
«الضغوط شيء طبيعي في حالة إنك مسئولة عن زوج وطفل وبتشتغلي»
هكذا يخبرك «جودريدج» و«مارتين جالي» مؤلفا كتاب «كيف تصبحين أما عاملة مثالية» أن تراكم المسئوليات وعدم وجود وقت للفراغ سيشعرك بأنك فشلت في حياتك بطريقة أو بأخرى، سواء فشلت في تحقيق ذاتك من أجل بيتك وأبنائك، أو فشلت في بيتك من أجل النجاح في عملك.
هذا يقودنا للخطوة الأولى؛ ستحتاجين لتعلم مهارة تفريغ الضغوط، حتى تستطيعين الاستمتاع بحياتك ولا تشعري بالانسحاق مع كثرة المسئوليات.
فتفريغ الضغوط في الطفل له العديد من السلبيات، فهو قد يجعله عصبيا أو شديد التوتر أو انطوائيا يخاف من المشاركة أو التعبير عن نفسه حتى لا يُعاقب؛ فضلا عن أن صراخك الدائم فيه سيفسد العلاقة بينكما.
المصروف مش كاراتيه ولا «قلبظ» بجنيه.. صحصح لطفلك
كيف ستعقابينه إذا؟
«ضرب الطفل هيسبب له الكثير من العقد النفسية، لكن ده مش معناه أنه مش هيتعاقب».
تحكي «كاسندرا جاردين» مؤلفة كتاب «كيف تكونان أبا أو أما أفضل» عن نفسها: «هناك أوقات أشعر أن أبنائي يجبرونني على الشجار معهم، ومن شدة الإرهاق أفقد أعصابي وأصفع ابنتي على وجهها، لينتابني شعور كبير بالندم، وأنفجر باكية وأعتذر لابنتي وأنسى أنها كانت هي من أساء التصرف في الأصل».
«عقاب الطفل لا يجب أن يكون مهينا أو مؤذيا أو يمس كرامة الطفل أو يتعدى على جسده»، هكذا تتابع «جاردين».. العقاب وسيلته أن يتعلم الطفل كيف سيواجه الحياة فيما بعد وكيف يتحمل نتيجه أخطاءه. وإذا أحسن الطفل التصرف بعد معاقبته، كافئيه لأنه تعلم السلوك الصحيح.
وكوني صبورة
عندما تطلبين من الطفل أن يقوم بشيء ما ثم لا يفعل، فهذا لا يعني «إنه عنيد» ولكن عقله يحتاج للكثير من الوقت والتدريب والتكرار حتى يدرك ما تقولين.
وقد يقوم الطفل بالسلوك السيء من باب العناد أو أن يثير غيظك، وهنا ينصحك مؤلفا كتاب «كيف تصبحين أما عاملة مثالية» بأن تتجاهلي تلك السلوكيات السيئة البسيطة التي تقوم بها الطفل لإغاظتك، أو لجذب انتباهك فقط؛ لأن توبيخ الطفل في هذه الحالة سيؤدي لتحقيق مراده وسيفسد علاقتكما.
لا تكسبيه عادات سيئة
الأمهات تعتقد أن الطفل في سنواته الأولى لا يكون مدركا لما حوله. لكن هذه المعلومة ليست صحيحة بنسبة كبيرة.
في السنوات الأولى من عمره، يكون عقل الطفل عقلا ماصا، وفقا للطبيبة الإيطالية والخبيرة التربوية «ماريا مونتيسوري».
سيمتص الطفل كل ما حوله من ألفاظ ومعاني وسلوكيات، ليعسكها في تصرفاته فيما بعد عندما يكبر قليلا.
فالتلفظ بألفاظ غير لائقة أمام الطفل أو حتى أن يشاهد بعض العادات الخاطئة، مثل الإهمال أو الشجار المتواصل أو الصوت العالي والعصبية أو عدم الاهتمام بنظافة المنزل؛ فلا تستغربي عندما يكبر الطفل وتجدي فيه بعض السلوكيات التي لا تدري لماذا اكتسبها وهو يراها أمامه طوال نهار.
فالطفل هو ابن لبيئته كما تؤكد «مونتيسوري» يمكنك استغلال المبدأ وتهئية بيئة الطفل لتكسبه كل العادات الجيدة التي تريدين زرعها فيه.
اهتمي بما يحب
إظهار الاهتمام باهتمامات الطفل، سواء أكانت هوايات أو ألعاب؛ يعتبر جزءا مهما ليشعر بالدعم النفسي والحب.
لأن تلك الأشياء التي تبدو لك «تافهة» هي كل شيء بالنسبة للطفل، هي عالمه الخاص الذي يعيش فيه؛ أو كما تقول «مونتيسوري»: «لعب الطفل هو عمله».
احترسي من الانتقاد الدائم
مهما حاولت فلن يدرك الطفل أنك تنتقدينه دائما لأجل مصلحته، فالطفل أصغر بكثير من أن يدرك المعنى الضمني لانتقادك الدائم له، ولذلك فهو يأخذ كلمات مثل «يا غبي» و«يا فاشل» على محمل الجد، ويقتنع بذلك فعلا وتهتز تثقته بنفسه.
تنصح «جاردين»: «الأطفال يحتاجون إلى مزيج من المدح والتشجيع والمكافئات وكذلك الحزم وتعلم السيطرة على النفس؛ حتى يكفوا عن السلوك السيء دون أن تفسد علاقاتهم بآبائهم.