المصروف مش كاراتيه ولا «قلبظ» بجنيه.. صحصح لطفلك

المصروف مش كاراتيه ولا «قلبظ» بجنيه.. صحصح لطفلك

«المصروف».. من الممكن أن يتعلم منه الطفل العديد من السلوكيات، والاكتفاء الذاتي، والمسؤولية، وتحقيق الأهداف، والطموح، والصبر، والمرونة، والرضا، والحب، والخير؛ ولكن كيف يتم ذلك؟

في هذا التقرير من «شبابيك» يشرح لكم الخبراء التربويون الاجابة في كل مرحلة عمرية من مراحل نمو الطفل.

من عامين حتى 4 سنوات
خطأ يقع فيه أغلب الآباء، وهو اصطحاب الطفل في هذا العمر إلى السوبر ماركت لشراء كل ما يريده، ولا يعلمون أن هذا التصرف يعلّم الطفل الاستهتار، وحب الامتلاك، والتبذير، والتعود على الاستجابة لأوامره، وفقا لما قالته الخبير التربوي الدكتورة بثينة عبد الرؤوف. وتضيف «عبد الرؤوف» أن هذا السلوك يجعل الطفل يمد عينيه ويده إلى غيره، لأنه تعود على امتلاك كل ما يريد.

وترى «عبد الرؤوف» أن أفضل تصرف هو شراء شيء واحد فقط للطفل حتى يعتاد على ذلك، أما إذا قام الأب بجلب كل ما يريده الطفل، فيفضل أن تأخذ الأم هذه الأشياء من الطفل، وتعطيه شيئا واحدا يوميا، وهنا يتعلم الطفل الصبر، والاكتفاء الذاتي، خاصة أن وعي الطفل يتشكل منذ بلوغه عامين، كما طالبت «عبد الرؤوف» بعدم مجاملة الأصدقاء على حساب الأطفال، أي عدم إحضار حلويات كثيرة للطفل، ويكتفى بقطعة واحدة فقط.

  • التعليم في الصغر

توضح «عبد الرؤوف» أن الطفل منذ عمر العامين يلاحظ سلوكيات، وتصرفات المحيطين به، ويتعامل بها كسلوك مكتسب، فإذا شب الطفل على أسرة مبذرة، لن يتعلم الإدخار مهما كان، لذا قدمت خبيرة الإرشاد التربوي الدكتورة رانيا صابر، مجموعة من النصائح للأمهات تساعد الطفل على الاكتفاء الذاتي، وهي:

- ناقشيه في احتياجاته، أي إذا أراد شوكولاتة، وعصير، وشيبسي، وبيبسي، عليكِ أن تفهميه بلغته أن هذه الأشياء كلها قد تضره، وبالتالي يمكن إحضار شيء واحد منها فقط، وهنا يختار الطفل برغبته ويتعلم التحكم في رغباته، واحتياجاته.

- لا تتجاوبي مع طلبات الطفل الدائمة، ولا تعطي له مجالا أن يعرضك للإحراج بسبب بكائه وصراخه، وتجاهلي رد فعله هذا حتى لايعتاد هذا الأسلوب كوسيلة للضغط، لأنه قد لايرغب في هذا الشيء، ويكون إصراره نوع من أنواع العند.

- اعلمي أن طفلك عندما يحصل على كل ما يريد، سيشعر بالجرأة في الطلب من الآخرين، والحصول على ما معهم.

  • حيلة ذكية

وهناك حيلة  ذكية أشارت إليها «عبد الرؤوف» تعلّم الطفل الاكتفاء الذاتي، ألا وهي، إعطاء الطفل مبلغا من المال، والذهاب به إلى السوبر ماركت، واطلب منه أن يشتري ما يريد، وهنا سيقوم الطفل بطلب كل ما يريده، وهنا يجب أن يقوم هو بالحساب على ما طلبه، وهنا سيجد أن أمواله لن تكفي لشراء كل ما يريد، وهنا لا يجب على الأم أن تعطيه من أموالها، بل تتركه، كي يتعلم أن يطلب وفقا لما معه فقط، حتى لايتعلم الأنانية، وهذه سلوكيات بسيطة يمكن اكتسابها في هذا السن الصغير.

متضيعيش حق ابنك.. اعرفي الطرق القانونية «المضمونة» لإثبات النسب

من الحضانة حتى 3 ابتدائي
تخشى عليا محمد أن يشعر ابنها بالحرمان، وهو تلميذ في الصف الثاني الابتدائي، وتقول: «أنا عاوزة اعلم ابني يكتفي باللي معاه وبس، بس بخاف يحس بالحرمان، خصوصا إنه بيكون معاه عصير أو شيبسي أو بسكوت، وزمايله في الفصل بيكون معاهم دا كله، بس أنا بخلي معاه سندوتشات اللي هو بيحبها».

لكن «عبد الرؤوف» طمأنت «عليا»، وأشادت بتصرفها، وقالت لها: «اطمئني، فابنك لن ينظر إلى ما مع زملائه، إلا إذا تعلم الاكتفاء الذاتي»، وتؤكد أن تصرف زملاء ابنها يجعل لديهم شعور الحب بالتملك، وتؤكد أن هؤلاء الأطفال هم أكثر أطفال قد يأخذون الحلويات من زملائهم بالإجبار، لأنهم اعتادوا أن يحصلوا على كل ما يريدون، وتضيف أن أمهات هؤلاء الأطفال يعانين من طلبات ابنائهم التي لا نهاية لها، لأنهن من البداية لم يعلمونهم التحكم في رغباتهم.

  • إمتى وإزاي يحوّش

جهاد محمد تقول: «ابني في أولى ابتدائي، ونفسي أعلمه يحوش، ويشيل فلوسه لبعدين»، وهنا تنصحها خبيرة الإرشاد التربوي الدكتورة رانيا صابر بأن تبدأ في تعليم طفلها الإدخار من هذا العمر، لأنه يتأقلم مع هذا السلوك منذ بلوغه 3 أعوام، فالطفل عليه ألا يكون عشوائيا في المصروفات.

رانيا صابر توضح أن تعليم الإدخار يكون بالمناقشة المنطقية، وباللغة التي تناسب عقل، وعمر الطفل، لذا قدمت عدة خطوات لتعليم الإدخار، وهي:

- اعطيه المصروف، واسأليه، هل يود صرف المصروف بأكمله، أم يود أن يدخر بعضا منه، كي يستطيع شراء ما يتمنى فيما بعد، وبالتالي يتعلم أن يضع أهدافا أمامه، ويسعى لتحقيقها.

- اقترحي عليه لعبة بسيطة يمكنه شرائها إذا قام بالإدخار لها، وهنا سيفرح الطفل بهذه اللعبة جدا، فضلا عن أنه سيحافظ عليها، وهنا تكون الأم رغّبته بلطف.

- علميه أن ما أنفقه لن يعوض، وحذرت من إعطاء الطفل أموالا زائده بعد انتهاء مصروفه، فهنا يتعلم أنه يحصل على ما يريد بكل سهولة.

- علّميه الخصوصية، أي أن أمواله لا يحق لأحد أن يأخذ منها دون معرفته، وبالتالي يتعلم الحفاظ عليها، ولن يقترب من أموال غيره، وبالتالي يتعلم الأمانة، وهذا في حد ذاته يحسم كثيرا من المشاكل التي تقابلها بعض الأمهات، مثل شيماء أحمد التي تعاني دائما من ابنها، وتقول: «ابني لما ابعته يجيب حاجة، دايما يشوف الباقي من حقه، وبياخده ليه، لما يلاقي فلوس في الأرض دايما يحس إنها من حقه»، فهنا ابنها لم يتعلم الخصوصية.

- كافئيه الإدخار، إذا وجدتيه يدخر لشراء شيء معين، ولم يكمل ثمنه، كإدخاره لشراء لعبة ثمنها 15 جنيها، وهو أدخر فقط 10 جنيهات، هنا يمكنك أن تكافئيه وأن تكملي على هذا المبلغ الذي ادخره هو، وتشتري له اللعبة، وهنا سيشعر أن ادخاره له فائدة، ولكن لا يجب تعويده على هذا.

«الجواز والخِلفة».. هذا هو الوقت الأمثل للإنجاب أول وثاني مرة 
 

من 3 حتى 6 ابتدائي
حيلة ذكية تتبعها نور محمد، وهي عمل جمعية لأطفالها، لتعلمهم الإدخار، والإنفاق بحدود، تقول: «أنا عندي 4 أولاد أعمارهم مختلفة، لما كان بيبقى معاهم مصروفهم، كانوا بيصرفوه على الفاضي والمليان، عشان كده دبستهم في جمعية وخلتهم التزموا بيها، وبقيت اخليهم يصرفوا نص، والنص التاني للجمعية، ووقت القبض بديهم الفلوس وهم يحوشوا مع نفسهم».

وهنا أشادت بثينة عبد الرؤوف بهذا التصرف، وتقول: «يمكن أيضا إعطاء الأطفال، مصروف أسبوعي، يدخر الأطفال نصفه، ويصرفون نصفه الآخر».

واتفقت معها رانيا صابر، وقالت إنه عند تعليم الطفل الإدخار يجب أيضا تعليمه العطاء، فالمصروف الأسبوعي، يجب حفظ ربعه، كصدقة للفقراء، أو لشراء هدية لأشخاص مقربين، وبالتالي يأخذ باقي مصروفه، ويقسمه، يدخر نصفه، أو ربعه، ويصرف الباقي.

وهنا لن يشعر الطفل بالحرمان على الإطلاق، لأنه دائما سيكون لديه قناعة داخليه، أنه يمتلك أموالا، وقادر على شراء ما يريد، ولكن هو الذي قرر الإدخار، ومهم جدا أن يكون الإدخار باختياره، وليس مجبرا عليه، بل يعلمه أنه يريد وضع أهداف أمامه ويسعى لتحقيقها.

حسناء الشيمي

حسناء الشيمي

صحفية مصرية تهتم بالكتابة في ملف العلاقات واللايف ستايل