يمكن عندك القلق التوقعي وأنت مش عارف.. بس علاجه هنا
إذا تقدمت لوظيفة ما وتسلمت جواب القبول إلا أنك لا تزال تشعر بالقلق وتتصور أن شيئا سيحدث ويحول بينك وبين استلام العمل، فهذا يدل على أنك تعاني من «القلق التوقعي». لكن ما هو القلق التوقعي؟ وهل هو حالة مرضية أم لا؟ وكيف يمكن تجنبه والتغلب عليه؟ الإجابة عن هذه الاسئلة يجيب عنها هذا التقرير من «شبابيك».
ما هو؟
استشاري الطب النفسي دكتور خالد العطار، يقول إن القلق التوقعي يكون في أغلب الأحوال رد فعل طبيعي من المخ لشئ ما لم يحدث وتنتظر وقوعه، ويصاحب هذا الانتظار حالة من التوتر والقلق، مضيفا أن: «القلق التوقعي لا يرتبط بالأخبار السيئة فقط، بل يمكن أن تشعر به أيضا في حالة تأخر سماع خبر سعيد تتوقع حدوثه وترغب في وقوعه».
ويعتبر القلق التوقعي حالة طبيعية إلا أنه يمكن أن يتحول إلى حالة مرضية إذا كان الشخص قلوق ومتشائم لدرجة كبيرة، هذا وفقا لما أوضحه دكتور «العطار». ويتفق معه استشاري الطب النفسي، دكتور ابراهيم مجدي، ويؤكد أن زيادة القلق التوقعي عن الحد الطبيعي تتسبب في تحوله إلى حالة مرضية.
وضرب «مجدي» مثلا بقوله: «يمكن أن يحصل طالب في الثانوية العامة على مجموع عالي يؤهله للالتحاق بالكلية التي يرغب فيها، إلا أنه يظل متوترا ومتوقع أنه لن يتمكن من الالتحاق بهذه الكلية حتى بعد تسلمه جواب الترشيح الذي يفيد بقبوله فيها، ودفع المصروفات الدراسية، ورغم أن جميع المؤشرات تدل على قبوله فيها إلا أنه يظل متشائم ويتوقع فصله منها مثلا».
ويتابع: «الشخص الأكثر عُرضة لتحول القلق التوقعي إلى حالة مرضية، غالبا ما يتصف بالتشاؤم، وقلة الحماس، وعدم الثقة بالنفس، ويمكن أن يعاني من الانعزالية بعض الشئ».
يا موهوم.. أنت مش عيان وعلاجك في الموضوع ده
أعراض الحالة المرضية
القلق التوقعي يمكن أن يكون مقدمة لأداء جيد، لأنه يدفع الشخص إلى الاستعداد جيدا لتحقيق ما يريد (اجتياز مقابلة العمل مثلا)، إلا أنه عندما يتحول إلى حالة مرضية فإنه يؤدي إلى نتيجة عكسية ويحول دون تحقيق الأهداف التى يسعى إليها، حيث تظهر عليه بعض الأعراض المرضية، ووفقا لدكتور خالد العطار تتمثل هذه الأعراض في:
- زيادة ضربات القلب.
- تنميل في الأطراف، وصداع.
- قلة النوم، والإحساس بعدم الراحة.
- التوتر الشديد جدا، لدرجة تفقد التركيز.
وكل ذلك يؤثر بشكل سلبي على الحياة الدراسية والمهنية للشخص، فهذه الحالة يمكن أن تدفعه إلى اتخاذ قرار بعدم الذهاب إلى مقابلة العمل أو عدم دخول الامتحان من الأساس، على سبيل المثال، هذا وفقا لما أوضحه «العطار».
هكذا تتغلب عليه
القلق التوقعي أمر طبيعي ويشعر به أي شخص، وللوقاية من القلق التوقعي المرضي الذي تصاحبه الأعراض السابقة، يوصي استشاري الطب النفسي الدكتور خالد العطار، بضرورة إعطاء كل شئ حجمه الطبيعي، وجعل رد الفعل مساوي للفعل، أي لا تهول الأمور وتعطيها أكبر من حجمها.
ويقول دكتور إبراهيم مجدي إن التغلب على القلق التوقعي الزائد يتم عن طريق العلاج السلوكي الإدراكي، الذي يعتمد على تغيير نمط وطريقة تفكير الشخص الذي يعاني منه بشكل تدريجي، حتى يتمكن من تقييم نفسه والأشياء والأمور المختلفة بطريقة صحيحة.
ويضيف أنه يتم اللجوء إلى العلاج الدوائي في حالة ظهور أعراض مرضية كزيادة ضربات القلب، وعندما يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض النفسية كالاكتئاب.