للبنات.. الحرمان العاطفي بيروح بالطريقة دي
«هاجر» تحتاج الحب بشدة، وهو بالنسبة لها يعني الحياة، وتقول «مش بلاقي نفسي غير لما أحب، غير كده بحس إني تايهة».
«هاجر» اسم مستعار لفتاة كشفت عن مشاعرها لـ«شبابيك»، وتقول إنها تخوض التجارب العاطفية دون حساب، وأحيانا تعرف أنها لن تستمر، لكنها تجد فيها «الحياة»، رغم أن بعضهم يطلب جسدها لا مشاعرها.
تحكي «هاجر»: «طول عمري وأهلي بيعاملوني بحدة، لحد ما بقيت أدور على الحب، وكل مرة أدخل علاقة أبقى عارفة إنها مش هتكمل، بس كنت بسيب مشاعري وخلاص، عشان أحس أني عايشة، لحد ما حبيت واحد ومكنش شايفني غير جسم وعاوز يوصله وبس، وكل كلامه، وطلباته إيحاءات، وفي يوم حاول يقرب مني جامد، ولما رفضت قالي مش هكمل معاكي».
ما عاشته «هاجر»، هو حالة من الحرمان العاطفي، وتوضحه استشاري العلاقات الأسرية والمعالج النفسي الدكتورة إيمان السيد، أنه لا يشترط افتقار لوجود الحب الرومانسي، ولكن قد يكون افتقارا لمشاعر احتواء من الأشخاص المحيطة، كالأهل والأصدقاء.
أسباب الحرمان العاطفي
للأسرة دور كبير في معاناة الفتاة من الحرمان العاطفي، ويظهر ذلك في غياب الاحتواء العاطفي من قبل الأم، وفقا للدكتور إبراهيم مجدي استشاري الطب النفسي، ويقول «الأم مبقتش تحضن بنتها وتطبطب عليها».
يشير «مجدي» أيضا إلى اهتزاز صورة الأم أمامها إما بإهمال الأب لها، أو قسوته عليها أو على والدتها، أو انفصاله عن والدتها، بالإضافة إلى فقدان الفتاة للتقدير، والحب، والاهتمام من أسرتها، واكتفائهم بالعطاء المادي فقط.
الدكتورة إيمان السيد تكشف أن التمييز في المعاملة بين الأطفال قد يكون سببا في الحرمان العاطفي، خاصة عند تفضيل الذكور على الإناث، وكبت رغباتهن، وعدم السماح لهن بتحقيق احتياجاتهن.
متتجوزيش عشان تهربي من أهلك.. اسمعي تجارب اخواتك
ويكشف إبراهيم مجدي أن هذه الأسباب تؤدي بالفتاة إلى:
- اضطراب في المشاعر، أي تكون بحاجة إلى تقدير الناس، واهتمامهم تارة، وأخرى، تحتاج الانعزال عنهم، ومشاعرها تكون حادة، فتحب بشدة، وعندما تقسو تقسو بشدة.
- شخصية هستيرية، تريد أن تكون محور إهتمام الجميع.
- شخصية اعتمادية، تبحث عن شخص يتحمل مسؤوليتها، ويأخذ القرارات بدلا منها.
- انطوائية، تخاف من الاختلاط بالآخرين.
- شخصية نرجسية، مشاعرها جامدة، تبحث عن من يهتم بها، دون إبداء اهتمامها هي.
ومع البحث عمن يشبع احتياجها قد تقع الفتاة فريسة لشاب استغلالي، لا يقدر تلك الظروف.
ولكن الفتاة التي تعاني من الحرمان العاطفي، ليست مريضه، وعلاجها بين يديها، ويبرزها الدكتور إبراهيم مجدي، والدكتور إيمان السيد في السطور التالية:
نفسك أولا
كيف يحبك الناس ويقدروكِ، دون محبة وتقدير نفسك؟ لذا ينصحك «مجدي»، بأن تبحثي عن مميزاتك ومواهبك، وستجدينها، ثم عززيها، وافحصي عيوبك، وحاولي التخلص منها، واهتمي أيضا بشكلك ومظهرك لترضي عن نفسك تماما.
كما ينصحك بالتقرب من الله، فذلك في حد ذاته إشباع عاطفي، يعلمك الحب الحقيقي، ويملأ قلبك بكل المشاعر الإيجابية، كالتسامح، والعطاء.
نشاطات
والآن بعدما وثقتِ بنفسك، وطورتيها، تنصحك إيمان السيد أن تنطلقي وتشتركي في النشاطات الخيرية كزيارة دور أيتام، مسنين، جمعية خيرية، وغيرها من الممارسات التي تعوضك عن ذلك الحرمان، وتسهل اختلاطك بالمجتمع بطريقة إيجابية.
وذلك يساعد على إفراز هرمون الحب، وهرمون الدوبامين، المسؤول عن الطاقة والسعادة، ويحافظ على كيمياء الجسم، وبالتالي يمنحك طاقة إيجابية تجذب الجميع حولك بصدق، بحسب ما أوضح «مجدي».
ويمكنك أيضا تربية حيوانات أليفة كالقطط، والكلاب، فتلك الطريقة، تساعد على الإشباع العاطفي.
المبادرة
بعد قيامك بتلك الخطوات أؤكد لك أنكِ أصبحتِ قوية. هيا ابدأي في إشباع عاطفتك من أهلك، وافعلي معهم ما كنتِ تتمنيه، ويقول «مجدي» :«بدل ما تستني مامتك تسمعك وتطبطب عليكِ اسمعي وطبطبي أنتِ، هي بحاجة لدا، بدل ما تستني باباكِ أو اخوكِ يحتويكِ احتوي أنتِ.. وهكذا».
تخبرك «السيد» أنك كلما أصبحتِ اجتماعية، كلما أشبعتِ العاطفة لديكِ، ولكن احرصي أن تكون علاقتك طيبة، وودودة بمن حولك.
الرياضة
الرياضة، والتأمل، والاسترخاء، والإيروبكس، ورقصات الزومبا كلها تمارين تعمل على تنشيط الوجدان، وتحفيز الطاقة الإيجابية، كما أنها تتيح التعرف على أشخاص جدد، يربطكِ بهم هدف واحد، بحسب ما قالت إيمان السيد.
«قعدة الخزانة ولا جوزاة الندامة».. متركبيش «قطر الزواج» وخلاص
