فادي رمسيس.. رجل البيت الذي لحِق بوالده في «تفجير طنطا»
بخطواته الهادئة وابتسامته التي لا تفارق وجهه، ذهب «فادي» للاحتفال بأول أيام «أسبوع الآلام» الذي يخلد فيه الأقباط ذكرى «قيامة المسيح»، تتعالى أصوات أجراس الكنيسة في الساعة التاسعة صباح الأحد 9أبريل، ليكون على موعد للقاء والده الذي توفي قبل عامين ودائما ما كان يشتاق للقائه.
فادي رمسيس جرجس طالب بالفرقة الرابعة بكلية العلوم جامعة طنطا، قسم كيميا نبات، توفي اليوم الإثنين إثر إصابته بكسر في الذراع اليمنى والقدم ووجود بعض الشظايا في جسده بعد تعرضه لحادث تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا صباح الأحد.
«قد ايه انت واحشني.. ونفسي أقعد اتكلم معاك بجد في حاجات كتير.. نفسي احكيلك حياتي اتغيرت من بعدك 360 درجة.. ناقصني تشجيعك وضحكك وهزارك معايا» كلمات دونها «فادي» على صفحته الشخصية بموقع فيس بوك معبرا عن اشتياقه لوالده.
رجل البيت
فادي هو الابن الوحيد لوالدته المعلمة بمدرسة برما الثانوية التجارية، منال شاكر، والذي تحمل معها مسئولية الأسرة وشقيقتيه «كارولين ومريم» ليصبح هو رب الأسرة بعد رحيل الأب.
بعد رحيل والده، كانت الأم هي الحارس على الأبناء والأكثر خوفا وحرصا عليهم، وانعكس ذلك على حب فادي لوالدته واعتزازه بها بشكل كبير «اعملها تمثال يالي طيبة قلبها فوق الخيال.. أكتر حد بيحبني في حياتي و بتخاف عليا.. دايما بتدعيلي يا أمي من قلبك وأنا عايش ببركة ربنا وببركة رضاكي عني.. حاربتي وربتينا علي حب ربنا وزرعتي خوفه في قلبنا.. مهما عملنا مش هنعرف نوفيكي حقك علينا بس بدعي لربنا دايما اننا دايما نفضل رافعين راسك و يطولنا بعمرك».
لم تمض أيام على عيد الأم، التي كانت أقصى أماني طالب كلية العلوم في هذه المناسبة أن تظل الأسرة متماسكة ولا يكتوون بألم الفراق، وركز أمنيته ودعواته لأمه «كل سنه وانتي طيبة وانتي معانا في وسطنا»، لكن فادي لم يبق وسط العائلة ورحل.
كان يشغله مستقبل أختيه وسعادتهما، وكان بمثابة السند والصديق لهما، ووقت الحادث استجيبت دعوة فادي لأمه «ربنا يخليكي لينا»، فأصيبت هي في الانفجار ورحل هو وخطيب أخته مريم، لتعيش الأم وابنتيها ألم فراق الابن وقبله الأب.
مواظبا بالكنيسة.. متفوقا بدراسته
عُرف عنه الهدوء والسمعة الطيبة التي نالها بين أصدقائه، ويحكي عنه صديقه بالكنيسة أبانوب نبيل، قائلا «كان من أطيب الناس، مواظب على الصلاة بالكنيسة، عمره مزعل حد منه وبيقف جمب أي حد».
يقول «أبانوب» لـ«شبابيك»: فادي تمنى أن يرى أخوته بمكانة طيبة، ويسعدهما بتخرجه مع نهاية العام الجاري، ونعاه متأثرا: «كل مواقفه كويسة وعمره ما زعلني.. بالعكس دايما بينصحني ده أخويا».
وعلى مستوى الدراسة، «فادي» طالبا متفوقا يعرفه الكثير من الطلاب والمعيدين، «مساعدا للجميع وشخصية محترمة» وفق زميلته بالكلية، ريوان سامح.
نعي الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي:
بعدما أعلنت الكنيسة عن وفاته، كان أثر الخبر شديدا على أصدقائه وهو ما ظهر في تدويناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كالتالي: