المذاكرة مش فارقة معاك والامتحانات قربت؟.. الحق نفسك من هنا
«أنا في 3 ثانوي وعندي حالة لا مبالاة فظيعة، ومبعملش حاجة، ومبذاكرش، والمصيبة إني مش حاسة بمشكلة خالص. نفسي أحس إني في ثانوي وإن الامتحانات قربت»، هذا ما كتبته الطالبة هبة قاسم على إحدى «جروبات الفيس بوك» أملا في العثور على حل لمشكلتها.
ولأن اللا مبالاة نحو الدراسة والامتحانات مشكلة يعاني منها الكثير من الطلاب، يوضح «شبابيك» في هذا التقرير أسبابها، ويقدم عددا من النصائح التي تساعدك في التغلب عليها وتزيد من حماسك للإقبال على المذاكرة.
الأسباب
خبير التنمية البشرية، الدكتور كمال نعيم، يُرجع حالة اللا مبالاة التي يعاني منها الكثير من الطلاب رغم اقتراب الامتحانات إلى فقدان الثقة بالنفس، وعدم الإحساس بالمسئولية، والرؤية المستقبلية السلبية.
يضرب «نعيم» مثالا على ذلك، ويقول: «كأن تقول مثلا طالما لن أتمكن من الالتحاق بكلية طب أو هندسة فلا داعي لبذل مجهود في المذاكرة، أو لا فائدة من بذل مجهود في الدراسة مع عدم وجود فرص عمل للخريجين، فلمِ اُرهق نفسي في المذاكرة وفي النهاية سأجلس في المنزل».
كل هذه الأفكار السلبية تزيد من شعورك بالإحباط الذي يتحول بمرور الوقت إلى حالة من اللا مبالاة تفقدك الرغبة في الدراسة والمذاكرة.. هذا ما يؤكده «نعيم»، مضيفا أن التفكير السلبي عن النفس (لا أقدر، لا أستطيع) أو حتى عن الأسرة (كأن تُرجع مطالبة والديك لك بالمذاكرة لحب السيطرة وليس خوفا على مستقبلك)، يعتبر من الأسباب الرئيسية لحالة اللا مبالاة.
أخصائي الطب النفسي، الدكتور حاتم صبري، يرى أن حالة اللا مبالاة التي تصيب بعض الطلاب ترجع إلى الاعتقاد الخاطئ الذي يترسخ في أذهانهم سواء من جانب الأسرة أو المحيطين بهم، وهو «لو ذاكرت في ثانوي هترتاح بعدين»، فالاعتقاد بذلك يصيب بعض الطلاب في المرحلة الجامعية بحالة من اللامبالاة لأن هدفهم من المذاكرة هو الحصول على مجموع في الثانوية، وبالتالي يفتقدون هذا الهدف بمجرد الانتهاء من هذه المرحلة، سواء تمكنوا من تحقيقه أو لم يتمكنوا.
وبالتالي فإن غياب الهدف هو الذي يخلق حالة اللامبالاة نحو الإمتحانات، هذا وفقا لما يؤكده «صبري»، مشيرا إلى أن اختيار تخصص دراسي بعيدا عن اهتماماتك أو قدراتك سواء في الثانوية أو المرحلة الجامعية، يخلق نوعا من اللا مبالاة أيضا، حيث يشعر بعض الطلاب في حالة عدم تمكنهم من الالتحاق بالتخصص أو الكلية التي يرغبوا فيها بحالة من الإحباط، وإذا استسلم لها الطالب فإنها تتطور إلى حالة من اللا مبالاة تفقده الرغبة في المذاكرة حتى مع اقتراب الإمتحانات.
المذاكرة وقت الفجرية صحية ومفيدة.. اعرف ازاي تتعوّد عليها
وربما تنتج حالة الإحباط التي يصاحبها نوع من اللامبالاة في حالة عدم قدرة الطالب على تحقيق أهدافه الدراسية (الحصول على مجموع أو تقدير عالي) رغم بذل جهد كبير في المذاكرة من أجل تحقيقها، ما يفقده الرغبة في المذاكرة فيما بعد، حيث يشعر بخيبة الأمل التي تفقده الحماس، هذا ما وفقا لما أضافه دكتور حاتم صبري.
اهزم اللا مبالاة
لكي تتمكن من التغلب على حالة اللا مبالاة التي تشعر بها نحو الدراسة وتحول بينك وبين الاستعداد للإمتحانات، يقدم خبير التنمية البشرية، الدكتور كمال نعيم، عددا من النصائح، نوضحها فيما يلي:
- زود ثقتك بنفسك
يكون ذلك عن طريق تغيير أفكارك تجاه ذاتك ومن حولك وتجاه التعليم ذاته، لتصبح أكثر إيجابية، فيجب أن تنظر للتعليم مثلا على أنه وسيلة لتصبح شخصا مثقفا ولك دور ومكانة اجتماعية لتحظى باحترام الآخرين في المجتمع.
- الخروج من الحالة
المشاكل الأسرية تمثل ضغطا نفسيا على الطالب يمكن أن ينتج عنها حالة من اللا مبالاة نحو الدراسة، نظرا للانشغال بهذه المشاكل على حساب مستقبلك الدراسي، لذلك ينصح الدكتور كمال نعيم بالخروج من المناخ المسبب لحالة اللا مبالاة، بمحاولة عدم التفكير في هذه المشاكل أو البحث عن أماكن أكثر هدوءا بعيدا عن المنزل للمذاكرة فيها.
- التفاعل مع الأصدقاء
التخلص من حالة اللامبالاة يتطلب التفاعل مع أشخاص محفزين، لذلك عليك الابتعاد عن أصدقائك المحبطين ممن يبثون فيك طاقة سلبية تزيد من قلة رغبتك في المذاكرة، والتفاعل مع الإيجابيين منهم، لتشجيع بعضكم البعض على المذاكرة.
«ملكش نفس تذاكر؟».. 5 نصائح تساعدك
من جانبه، يقدم الدكتور حاتم صبري، عددا من النصائح الأخرى، هي:
- لا تستسلم للإحباط
عدم القدرة على تحقيق ما تريد لا يعني الاستسلام للأمر الواقع أو لحالة الإحباط بل يجب عليك التفكير في الخطأ الذي ارتكبته وحال وبينك وبين تحقيق أهدافك الدراسية بدلا من البحث عن المبررات، لأنها حالة دافعية سلبية هدفها الأساسي الهروب من تحمل المسئولية، وتزيد من شعور اللا مبالاة.
- لا تفكر في المكافأة اللحظية
يجب أن يكون تفكيرك بعيد المدى، فلا تبحث عن المكافأة أو الفائدة التي تعود عليك مباشرة بعد المذاكرة، لأن ذلك يجعلك تردد جمل سلبية «لماذا أرهق نفسي في المذاكرة؟ ماذا سأستفيد بعد أن أذاكر طوال العام؟»، فمثلا فكر في المكاسب التي تحصل عليها بعد الحصول على مجموع عالي في الثانوية، كالالتحاق بالكلية التي تريدها، الحصول على فرصة عمل متميزة بعد التخرج، غيره.
- ركز في الحاضر
التفكير في الوقت الضائع الذي لم تستغله في المذاكرة يزيد من الشعور باللا مبالاة، فبدلا من أن تردد «كده كده معملتش حاجة طول السنة يبقى المذاكرة دلوقت ملهاش لازمة»، عليك التفكير في كيفية استغلال الوقت المتاح لديك، ولكي تتغلب على حالة اللا مبالاة هذه لابد أن تشعر بوجود إنجاز على أرض الواقع، كأن تضع جدول للمذاكرة يساعدك على استغلال الأيام المتبقية قبل الامتحان.
- الموازنة بين الاهتمامات والدراسة
لا تجعل اهتماماتك تنسيك مستقبلك الدراسي، بل عليك الموازنة بينهما، لأن الانشغال بممارسة هواية أو نشاط ما وتخصيص وقتك بالكامل له على حساب الدراسة، يجعلك تشعر باللا مبالاة نحوها، الأمر الذي يمكن أن يكون سببا لفشلك دراسيا.