طالب جامعة في الصباح وعامل في المساء.. هكذا يقضي عبدالعزيز ورفاقه يومهم
يستيقظ طالب الفرقة الثانية بمعهد الألسن أحمد إيهاب في الساعة التاسعة مساءً ليبدأ عمله بأحد المولات الشهيرة حتى السابعة صباحا، ثم يسرع مهرولا ليلحق بمحاضراته دون ملل، رغم معارضة الأهل ورغبتهم في التركيز بالدراسة.
حال أحمد يشبه الآلاف من طلاب الجامعات ممن يجمعون بين التعليم والعمل، لكن ماذا عن الدراسة ومتطلباتها وكيف يستطيع الطالب القيام بمهام الجامعة وتكليفات العمل في ذات الوقت.
محمد شحاتة وبيتزا هت
الطالب بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، محمد شحاته، يعمل في تقديم الوجبات بمطعم «بيتزا هت» بمدينة الرحاب منذ 3 سنوات، يختار العمل بالشيفت المسائي الذي ينتهي في الساعة الثالثة فجرا حتى يستطيع الرجوع إلى المنزل ليرتاح قبل ذهابه للجامعة صباحا.
طبيعة دراسته النظرية وعدم وجود امتحانات عملية ساعدته كثيرا في التوفيق بين الدراسة والعمل؛ فيجمع محاضراته أسبوعيا ويذاكرها يوم الأجازة، وفي أوقات الامتحانات يراعي مدير الفرع ظروف دراسته ويمنحه أجازة.
يحكي «شحاته» لـ«شبابيك» أنه بدأ يعمل منذ فترة الإعدادي في مهن مختلفة سواء في مصنع أو أحد المطاعم، موضحا أنه يرغب الاعتماد على نفسه وتحمل مصاريفه الشخصية.
الأهل والأصدقاء حوله كان لهم دور في تشجعيه عن العمل رغم عدم حاجته المادية، وتتلخص فكرة الوظيفة داخله بجملة «لازم اعتمد على نفسي ومبقاش فاضي».
مصطفى وطلبة ابتدائي
مصطفى فوزي طالب بكلية الإعلام جامعة القاهر يعطي دروس في اللغة الإنجليزية لطلاب الابتدائي والإعدادي، مستغلا يومين في الأسبوعين لإعطائهم الحصص، بدأ في العمل كمدرس بعد الثانوية.
مُدرسة محترفة تعشق عملها كانت وراء حب «مصطفى» للغة الإنجليزية الذي اختار أن يعمل فيما يحبه على الرغم من اختلاف مجال دراسته.
يتحمل كافة مصاريفه الشخصية ولا يحتاج شيء من والده سوى مصاريفه الدراسية في بداية العام، وأثناء امتحانات الميديترم يُغير مواعيد الحصص لتتناسب معه.
أما في الإجازة الصيفية يعمل بسنترال بجوار منزله رافضا الجلوس بالمنزل دون عمل، وعلى الرغم من توجيه نقد له عن طبيعة دراسته وعمله الحالي، ليرفع شعار « الناس هتفدني بايه وأنا قاعد فاضي مليش شغل ولسه باخد مصروفي من أهلي».
الحفيد ومهنة الجد
مصطفى حسين طالب بالفرقة الثالثة كلية التمريض جامعة اسكندرية، يعمل في تجارة الملابس وتسويقها عبر الإنترنت استطاع خلال 3 سنوات تحقيق ربح بدأت بـ400 جنيه ليصل بمبالغ عالية تؤهله لشراء شقته الخاصة.
خبرته الجيدة في نوعية القماش نتيجة عمله في محل جده وهو صغير كانت وراء نجاحه في العمل بتجارة الملابس.
واجه في البداية اعتراضا من أهله الذين يريدون منه التركيز في دراسته العملية، لكن مع شراء سيارته واجد ترحيبا منهم، خاصة في احتفاظه بالتقدير الدراسي المطلوب، فعلى الرغم من انشغاله بالعمل أغلب الأوقات إلا أنه وقت الامتحانات يؤجل كل ما يفعله للتركيز والدراسة.
عبدالعزيز يستفيد من النشاط
الغُربة ووجود وقت كافي، كانت وراء بحث «عبد العزيز» عن طريقة قضاء وقت فراغه ليبدأ بالاشتراك في الأنشطة الطلابية التي أهلته للالتحاق بوظيفة في مجال دراسته بريادة الأعمال.
«عبد العزيز طلبة» طالب بالفرقة الرابعة بكلية التجارة الإنجليزية جامعة الأزهر، يعمل بشركة «Yellow Pages» في مجال التسويق.
بدأ «طلبة» ممارسة النشاط الطلابي بالكلية ومن خلال علاقاته مع الشركات استطاع الوصول للعمل، يحاول التوفيق بين الدراسة والوظيفة لكن في أغلب الأوقات الظروف تحكم، فمع الضغط يتخلى عن بعض المحاضرات.
يحاول التواصل مع الأساتذة الذين يساعدونه في بعض الأوقات لكنه يعتمد على المذاكرة الجيدة في وقت الامتحانات كحل للتعويض عما فقده، ويساعده في التحصيل الدراسي التطبيق العملي الذي وجده في الشركة ويخفف عنه بشكل كبير في المناهج النظرية.
«الاعتماد على ذاته وعمل الجميع حوله وإعطاء أسرته مطلق الحرية له لاختيار ما يريده» كانت دوافع قوية للاستمرار في العمل والدراسة معا.