التلميذ الذي عشق معلمته فاصطحبته للقصر.. تابِعوا قصة صعود الرئيس الفرنسي
قصة حب عجيبة حيرت الكثيرين. تلك التي جمعت بين الرئيس الفرنسي الجديد «إيمانويل ماكرون» وزوجته «بريجيت ترونيو».
كان «ماكرون» شابا صغيرا جدا، طالبا في الثانوية لم يتجاوز عمره الخامسة عشرة عاما، عندما رآها وقرر استكمال حياته معها.
وكانت «بريجيت» هي معلمة اللغة الفرنسية والمسرح.. لم تكن شابة تخرجت للتو من الجامعة ليعجب بها الطالب الصغير؛ بل كانت سيدة تقترب من الأربعين عاما، متزوجة ولديها ثلاثة أطفال.
تجمعهما دروس المسرح، بشكل شبه يومي. من الظاهر هي علاقة عادية بين طالب ومعملته، لكن مشاعر مختلفة بدأت تنمو بداخل «ماكرون» ليقول أن شيئا أكبر من هذا سوف يحدث.
ثلاثة أعوام تمر تنشأ خلالها علاقة خفية بين الطالب ومعلمته، حتى يقرران ارتباطهما رسميا عندما يبلغ «ماكرون» الثامنة عشرة عاما. وهنا يحدث الطلاق بين «بريجيت» وزوجها الأول، وتترك أطفالها الثلاثة.
تحكي سيدة فرنسا الأولى عن زوجها في تلك الفترة: «لقد هزم ماكرون مقاومتي.. لقد كنت مفتونة به حقا، ومفتونة بذكاءه».
عقبات تواجه «ماكرون» و«بريجيت»
لم ينجح «ماكرون» و«بريجيت» في أن تكون علاقتهما خفية تمامًا قبل قرار زواجهما، اكتشفت عائلته الأمر وقررت أن ترسله للدراسة الجامعية في باريس، حتى ينسى ويتعافى من قصة حب يرونها غير منطقية.
وعلى قدر جديته في دراسته الجامعية بالمدرسة الوطنية للإدراة، وإصراره على النجاح فيها رغم المشاكل التي أثارها مع أسرته؛ فقد كان جادا كذلك في نيته الزواج من «بريجيت».
يقول الرئيس الفرنسي الجديد: «كان لدي فكرة ثابته لا تتغير أن أبذل ما في وسعي لأحيا الحياة التي أريدها ومع المرأة التي اخترتها»؛ كما جاء في كتابه «ثورة». كان حبا غير مفهوم للجميع لكنه فرض نفسه على الجميع، كما يقول.
يهمس لها قبل أن يغادر مدينته «أميان» إلى باريس: «مهما حدث سوف أعود لأتزوجك».
هذا الفيديو يظهر فيه «ماكرون» خلال تأديته أحد العروض المسرحية بالمدرسة، وتشرف عليها زوجته «بريجيت».
المجتمع الأوروبي يستنكر زيجة الرئيس الجديد
ورغم اعتراض الجميع على قصة الحب الغريبة هذه حتى على المجتمع الفرنسي الذي يعتبر من أكثر المجتمعات الأوروبية تحررًا؛ فإن «ماكرون» يبدو ممتنا للغاية لهذه المخاطرة التي اتخذتها «بريجيت» وتخلت عن كل شيء من أجل أن تكون معه فقط .
يقول الرئيس الفرنسي عن زوجته: «لقد تخلت عن كل شيء من أجلي، هي لم تفعل ذلك لأني كنت سأقدم لها مالا أو وضعا اجتماعيا أو المزيد من الرفاهية».
كيف ينجح مثل هذا الزواج؟ كان هذا هو التساؤل الذي طرحته الصحافة الأجنبية للمرشح الفرنسي المحتمل قبل فوزه بالانتخابات؛ ليجيب «ماكرون»: بأنهما مصممان على أن ينجح هذا الزواج لأنها «تخلت عن كل ذلك من أجلي». وفقا لمجلة «Gala» الفرنسية.
«لولاها لما كنت أنا» كلمة يكشف بها الرئيس الفرنسي دور زوجته في حياته، والذي كان أكبر بكثير من مجرد مشاعر عابرة. كان «ماركون» يعتمد على زوجته في التخطيط لحياته ومستقبله.
«بريجيت» كانت تعمل مدرسة للغة الفرنسية والمسرح والثقافة الفرنسية، وكانت عائلتها من كبار صناع الشوكولاته في فرنسا. شيء يبدو بعيدًا تماما عن عالم السياسية الذي اختاره «زوجها»، لكنه كان يريدها بجانبه، كانت جزءا داعما وأساسيا لتحقيق أحلامه.
عايز تدرس في فرنسا؟.. اعرف الشروط والأوراق المطلوبة
كيف ساعدت «بريجيت» زوجها في الوصول للحكم؟
يضع الزوجان خطتهما معًا. يقراران عدم الإنجاب؛ فالزوج الشاب يريد التركيز في عمله ومستقبله السياسي، أما هي فقد اكتفت بأن تكون أمًا لثلاثة أطفال، ثم جدة لسبعة أحفاد فيما بعد.
تقول زوجة الرئيس الفرنسي: «هذا القرار يعطيني الكثير من الاستقرار النفسي، يمكنني من أداء واجباتي جيدا نحو أطفالي وأحفادي، ويعطيني الكثير من الوقت والهدوء لدعم زوجي»، وفقا لصحيفة «The telegraph».
يصبح زوجها وزيرا للتجارة في عهد الرئيس الفرنسي السابق «فرنسوا هولاند» بعد أن تدرج في المناصب السياسية. ينضم للحزب الاشتراكي بعد تخرجه من الجامعة ثم يقرر ترك وظيفته في بنك «روتشيلد أند سي» عام 2008؛ ليصبح نائبا للأمين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية، وأخيرا وزيرا للاقتصاد والصناعة والاقتصاد الرقمي، في عام 2014؛ وفقا لـ«Business Insider».
وعندما يكشف «ماكرون» لزوجته أنه يريد الترشح للانتخابات الفرنسية القادمة، فإنها تعقد العزم وتقرر التقاعد من عملها في العام 2015، لتتفرغ لدعمه في حملته الانتخابية.
يؤسس الرئيس الفرنسي المحتمل حزبه الجديد «إلى الأمام». حزب وسطي له توجهات اشتراكية، ويستهدف به الشباب في المقام الأول.
ومن هذه اللحظة يصبح دور «بريجيت» أكبر من مجرد زوجة تدعم زوجها في أحلامه ومستقبله؛ تصبح ذراعه الأيمن فعليا في حملته الانتخابية.
لا تفوت «بريجيت» أي شيء يخص زوجها وحملته الانتخابية.. تمضي الوقت كله بجانبه، تقرأ كل شيء يخصه في الإعلام. الخطابات الوردة إليه.. تفكر طويلا ثم تقدم له النصائح فيما يفعله، كما يطلب هو منها دائما؛ وفقا لمجلة «Paris Match».
وكما لم يخجل الرئيس الفرنسي من حبه لامرأة تكبره بأكثر من عشرين عاما؛ فإنه لا يخفي دورها المستقبلي بجانبه بعد وصوله للحكم. يستخدم في حملته الانتخابية كلمات مثل: «إذا انتخبنا».. «إذا وصلنا للحكم».. يقول في إحدى خطاباته: «إنها ستكون معي دائنا إذا انتُخِبت، لا، آسف عندما نُنتَخب، فهي ستكون موجودة وتؤدي دورها».