فتحي الشرقاوي يكتب عن دراما رمضان: هل أصبح المجتمع خالي من القيم؟
ألف.. باء.. الإعلام..
اللي بيعلموه لأولادنا في لكليات ومعاهد الاعلام.
أن كل ماده أو رسالة إعلامية.. تطلع إعلان..أو دراما.. أو حتى حوار.. سواء كان مكتوب.. أو منطوق.. أو مرئي.
لابد أن يكون ورائه هدف ما ومغزى، يتم تحديده وبلورته وفقا لخصائص المستقبلين من الناس والجمهور.
وهذه القاعدة شبه البديهية، تفرض علينا سؤالا يبدوا ساذجا في طرحه، شديد الخطورة في تفسيره، ما الحكمه في أن معظم مسلسلات رمضان الدرامية تتضمن مشاهد، الخيانه والقتل والرشوة والجاسوسية والتحرش والعنف بشتى أنواعه.
هل أصبح مجتمعنا المصري خاليا من أي قيمة مجتمعية إيجابيه يمكن تسليط الضوء عليها دراميا. أشك!
بالقطع سيطالعنا بعض المتحزلقين والمتفلسفين، أصحاب البدل والخرافات والساعات الشيك، الذين يتصدرون المشهد الإعلامي في كل العصور، واللي جابونا ورا، واللي كل همهم مصالحهم الذاتيه فقط، ومن الذين يثبتون الشيء ونقيضه في آن واحد، دفاعا عن صنعتهم، وتحقيقا لأعلى معدلات ممكنه من المكاسب لهم، أن الإعلام والدراما تعكس الواقع المعاش.
وبالتالي هم بأعمالهم الدرامية يعكسون الواقع كما هو، ونظرا لأنني لا اقتنع بسهوله إلا في ظل البراهين، أسأل أنا بدوري هؤلاء المتحزلقين سؤالا مباشرا
ألا يوجد في واقعنا المجتمعي شيء إيجابي يمكن إظهاره وإبرازه دراميا؟
على الأقل الناس تلتف حوله وتعتقد فيه، وبالتالي يتم دعمه وتأصيله في نفوسهم، سأطرح على سبيل التوضيح وليس الحصر، موضوعا واحدا فقط من هذا الواقع المسكوت عنه من قبل صانعي العلب الدرامية.
أين قصص حياة شهدائنا الذين قدموا أرواحهم، لكي نحيا نحن كراما على أرض هذا الوطن، ألا يوجد مؤلف ومنتج ومخرج واحد، ينقب عن سير هؤلاء الشهداء، ويقدمها لنا دراميا.
حتى يتمثل الجيل الجديد من شبابنا قيم الإنتماء والتضحية والولاء، يا صناع الدراما، اختشوا على دمكم، عيب، قرفتونا، وسودتم عيشتنا، كروشكم وعروشكم، من دم المواطن الغلبان، إلا يستحق هذا المواطن أن تقدموا له وجبه شهية، من القيم النبيلة.
المواطن يحتاج للمساعدة في خضم صعوبة الحياة اللي بيعيشها.