سبيل العقادين.. مرثية محمد علي باشا الذي تحول لمدرسة بنات

سبيل العقادين.. مرثية محمد علي باشا الذي تحول لمدرسة بنات

تحفة مبنية على طراز عمارة اسطنبول منذ 200 عام، فالرخام مستورد من تركيا، والشبابيك مدهّبة، والمدخل مصنوع من البرونز الصلب.

في هذا التقرير نأخذك في جولة داخل سبيل محمد علي بالعقادين، الواقع على رأس حارة الروم بالغورية المتفرعة من شارع المعز لدين الله في منطقة الأزهر الفاطمية.

​​​​​​​

وصف سبيل محمد علي

كريم محمود، مرشد السبيل، يقول إن محمد علي باشا بناه عام 1820م على روح ابنه أحمد طوسون بعد أن مات بالطاعون وهو يبلغ من العمر 22 عاما، نافيا المعلومة الشائعة عن أن السبيل بُني على روح إبراهيم طوسون.

يعلو سليل محمد علي بالعقادين مجموعة شبابيك، لكل شباك لوحة رخامية مكتوب بها أشعار تركية مترجمة باللغة العربية

واجهة السبيل مقوسة مكسوة بالرخام الأبيض أُلصقت عليها شبابيك من النحاس المصبوب بأشكال زخرفية، يعلو كل شباك لوحة رخامية مكتوب بها أشعار تركية مترجمة للعربية، وفقا لـ«محمود». وباب المدخل الرئيسي للسبيل مصبوب بالبرونز الصافي، أما القبة فهي مغطاة بالرصاص وبها زخارف من الداخل.

جانب من واجهة السبيل والشبابيك

 

المدخل

 

باطن قبة السبيل

ماذا عن العمق وسعة التخزين؟

يضم السبيل، صهريج «خزان مياه»، عمقه 9 أمتار وهو مغطى بثمان قباب حجرية وجدرانه مبطنة بمونة مقاومة للماء شبيه بتلك المستخدمة في المباني الرومانية القديمة، وسعة الصهريج أو الخزان من المياه 455 ألف لتر، هذا وفقا لما ذكره «محمود» وجاء بإحدى اللافتات المعلقة بداخل السبيل.

الصهريج «خزان المياه» من أعلى

بُني أعلى السبيل كُتّاب ثم تحول الكُتّاب إلى مدرسة، وأضيفت حجرات دراسية إبى الطابق العلوي لاستقبال الطلاب

طريقة استخراج المياه

الهدف الأساسي من السبيل، وفقا لـ«محمود»، هو توفير مياه عذبة ونظيفة للجميع مجانا، حيث كانت مياه الأسبلة تخزن في صهاريج ضخمة تحت الأرض تُملئ بمياه النيل خلال موسم الفيضان، كانت تُحضر في قرب على ظهور البعير، ثم أصبحت المياه تضخ في مواسير من السواقي المنصوبة على الخليج المصري الذي كان يشق المدينة في ذلك الوقت.

كان يتم سحب المياه من الخزان «بالجرادل» لتوضع في صناديق لتنقيتها من الأتربة والرواسب ثم تضخ في المواسير لتخرج إلى الأحواض الخارجية التي يملأ منها الناس، ذلك وفقا للمرشد المسئول عن السبيل.

كان ملحق بالسبيل استراحة لتناول الطعام والشراب فيها، وبُني أعلاه كُتّاب ثم تحول الكُتّاب إلى مدرسة، فيما بين عامي 1828 و1831 وأضيفت الحجرات الدراسية بالطابق العلوي.

جانب من الاستراحة الملحقة بالسبيل
الطابق العلوي الذي ضم المدرسة
جانب من المدرسة


وفي الثلاثينات من القرن العشرين وبعد أن أصبحت المياه تُضخ لتصل إلى هذه المنطقة توقف استخدام السبيل وأصبح الكتاب مدرسة للبنات، واستمرت المدرسة في العمل في هذا الموقع إلى أن وقع زلزال عام 1992 حيث تم نقلها إلى مكان آخر.



أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب