المؤهلات العلمية والإدارية لمحمد بن سلمان.. هذا هو ملك السعودية القادم

المؤهلات العلمية والإدارية لمحمد بن سلمان.. هذا هو ملك السعودية القادم

أصبح محمد بن سلمان ولي عهد السعودية أو بمعنى أدق «حاكم المملكة المنتظر»، بعد أن أصدر والده الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، قرارا بإعفاء ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، من منصبه.

الأمير الشاب محمد بن سلمان هو ملك المملكة القادم والمتحكم في مفاصل كثير من الدولة وفق مراقبين، رغم أنه يعيش في بداية عقده الرابع؛ في سابقة هي الأولى في الحكم بالمملكة.

في هذا التقرير مؤهلات محمد بن سلمان العلمية والمهنية.. فهل حقا يملك من المؤهلات ما يجعله وليا للعهد؟

مؤهلات محمد بن سلمان العلمية

يبدو أن محمد بن سلمان كان متفوقا دراسيا منذ صغره، فعندما حصل على الشهادة الثانوية العامة كان ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة.

يختار «محمد» أن يدرس الحقوق في كلية القانون والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود، ليتخرج بدرجة البكالوريوس وقد حصد الترتيب الثاني على الدفعة بأكملها.

وبذلك يسلك محمد بن سلمان طريقا مختلفا بعكس الأمراء السعوديين الذين يفضلون الدراسة بالخارج وخصوصا الجامعات الأمريكية، كما تذكر شبكة «بي بي سي».

ويقول عنه معلمه المعلم الدكتور عبدالمجيد بن عبدالله الغامدي، أن من أهم سماته هو النشاط الدراسي والابتكار في الأنشطة التعليمية؛ كما تنقل عنه صحيفة «المرصد» الليبية.

ورغم هذا التفوق الدراسي، لا يبدو على الأمير أنه من هواة الدراسة الأكاديمية، فقد اتجه إلى مجال التجارة والأعمال فور تخرجه.

محمد بن سلمان وريادة الأعمال

 

يتخرج محمد بن سلمان من الجامعة ويتجه للعمل الحر وريادة الأعمال؛ ثم يصبح محمد بن سلمان رئيسا لـ«مركز الملك سلمان للشباب»، وهو مركز لدعم الشباب في مجالات ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة.

وبسبب دوره في هذا المركز تمنحه مجلة «فوربس» جائزة شخصية العام القيادية لعام 2013.

بعدها يقرر أن يؤسس كلية «الأمير محمد بن سلمان» لإدارة الأعمال في العام 2016، للتتبنى الكلية معايير تقول إنها تهدف لخدمة خطة السعودية لعام 2030 بالاستغناء الاقتصادي عن النفط.

محمد بن سلمان والمناصب السياسية

بعد تخرجه وتجربة العمل التجاري، يبدأ  الأمير الشاب الذي لم يتجاوز وقتها الـ22 عاما، في التنقل بين المناصب الرسمية؛ ويصبح مستشارا في مجلس الوزراء في العام 2007.

وعندما يأتي العام 2009 يصبح مستشارا لوالده، سلمان بن عبد العزيز، عندما كان لا يزال أميرا للعاصمة الرياض.

ومن هنا تبدأ علاقة الأمير بوالده تتخذ طابعا آخر، فسلمان بن عبد العزيز يصبح البوابة التي تفتح أمام ابنه الشاب  العديد من الفرص والمناصب، خصوصا بعد أن أصبح سلمان ولي العهد في العام 2012، ويتم تعيين محمد مستشارا لولي العهد.

السنوات التي تلت هذا العام تثبت مدى النفوذ الذي أعطاه له والده، فلم تمر إلا شهور قليلة حتى عين محمد بن سلمان مستشارا لوزير الدفاع.. وكان وزير الدفاع هو والده سلمان.

وعندما يأتي العام 2015 ويصبح سلمان بن عبد العزيز ملكا للسعودية؛ فإن ابنه محمد يصبح أصغر شخص يتولى وزارة الدفاع في العالم كله، وثاني أصغر وزراء الدفاع في السعودية.

لم تقف صلاحيات الأمير الصغير عند هذا الحد، ففي العام نفسه يصبح رئيس الديوان الملكي ومستشارا خاصا للملك، وفي العام 2017 يصبح رسميا ولي العهد، ومن ضمن من بايعوه ولي العهد السابق محمد بن نايف.

هذه الصلاحيات دفعت وسائل الإعلام إلى إطلاق العديد من الأوصاف عليه.. منها: «رجل المناصب» و«صاحب السلطات القيصرية» و«الأمير الطموح».

لكن رغم كل هذا، فلولا وصول الملك سلمان إلى الحكم لكنا بالكاد نسمع عن محمد بن سلمان أو مناصبه، كما يذكر تقرير وكالة «رويترز».

خطة 2030 الاقتصادية

يمزج محمد بن سلمان بين مناصبه السياسية ورؤيته الاقتصادية؛ ففي العام 2016 يقدم لمجلس الوزراء رؤية اقتصادية جديدة تحمل اسم 2030.

وضع الأمير الشاب رؤية  تتلخص في إيجاد بدائل اقتصادية عن النفط مع العام 2030 من خلال مشروعات اقتصادية وتنموية بديلة، وزيادة الاسثمارات الأجنبية، وتمكين المرأة أكثر في سوق العمل، وزيادة السعة الاستعابية للحجاج والمعتمرين، وغيرها من المشروعات الاقتصادية التي تلغي اعتماد السعودية على النفط خلال 14 عاما فقط.  

وكان من أبرز مظاهر تطبيق هذه الرؤية هو الاتفاقيات الاقتصادية التي وقعتها السعودية مع الولايات المتحدة، خلال زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأخيرة للسعودية.

تخوف من الملك الصغير 

في العام 2015 تولى محمد بن سلمان وزارة الدفاع، وهو العام نفسه الذي شهد عملية «عاصفة الحزم» وهي أول عملية عسكرية سعودية في اليمن.

وكوزير للدفاع وصفه تقرير «بي بي سي» في العام نفسه بأنه مصدر قلق للعالم، وأن شخصيته تميل إلى الاندفاع والجموح الذي يتميز به الشباب؛ ويُخشى أن تتخذ المملكة قرارات خطرة في عهده كما تنقل «بي بي سي» عن تقرير للمخابرات الألمانية.

لكن هذا الأمير  شديد الطموح والذي قد تتجه السعودية على يديه إلى رؤية جديدة وشابة؛ قد لقي الكثير من الانتقادات الدولية بسبب حرب اليمن؛ كما تذكر صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

 

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال