عروسة جديدة؟.. يبقى دليلك هنا لتخطي اكتئاب ما بعد الزواج

عروسة جديدة؟.. يبقى دليلك هنا لتخطي اكتئاب ما بعد الزواج

لم تستطع التأقلم مع الوضع الجديد ما جعلها تشعر بحالة من الكآبة و«الخنقة» افقدتها فرحتها بالاستقرار والزواج، هذا ما عانت منه نُهى عفيفي في بداية زواجها، تقول: «أنا أول الجواز كنت بعيط في الحمام من الخنقة ولما كنت بزور ماما وأنا ماشية بحس بحزن غريب كأني رايحة المعتقل».

ولأن هذه الحالة تمر بها الكثير من الفتيات في بداية زواجهن، وربما تؤدي إلى نشوب خلافات مع الزوج في حالة عدم تفهمه واستيعابه للمشكلة، يقدم «شبابيك» في التقرير التالي مجموعة من النصائح حول كيفية تخطي الشهور الأولى من الزواج بأمان.

الندم بعد الزواج

شعور الفتاة بالندم بعد الزواج ربما يرجع إلى عدم قدرتها على التأقلم مع الحياة الجديدة في البداية، فضلا عن شعورها بافتقاد الأهل وتحمل المسئولية، وأنها لم تعد تتمتع بنفس القدر من الحرية

مشاعر سلبية تسيطر على الفتاة بعد زواجها، لدرجة تجعلها تندم على اتخاذ قرار الزواج، هذا ما شعرت به بالفعل فاطمة الأنصاري في البداية، تقول: «في الأول كنت بحس بخنقة، وبقيت أقول لنفسي أنا اتجوزت ليه ما أنا كنت في بيت بابا معززة مكرمة، وبعدت عن كل الناس وكله كان فاكرني مقضياها، لكن بعد ما عدى 8 شهور على جوازي بدأت أتأقلم مع الوضع».

يوضح استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، الدكتور أحمد علام، أن شعور الفتاة بالندم بعد الزواج ربما يرجع إلى عدم قدرتها على التأقلم مع الحياة الجديدة في البداية، فضلا عن شعورها بافتقاد الأهل وتحمل المسئولية، وأنها لم تعد تتمتع بنفس القدر من الحرية، بل أصبحت مقيدة لأن عليها الانصياع لطلبات زوجها ورغباته حتى في أبسط الأمور.

لكن الكآبة أو الشعور بالحزن الذي تشعر به الفتاة بعد الزواج حالة مؤقتة، وفقا لاستشاري الطب النفسي الدكتور إبراهيم مجدي، الذي أرجع هذه الحالة إلى عدم قدرتها على التكيف، لاكتشافها طباع سلبية في الزوج كالعصبية مثلا أو لشعورها بتحمل المسئولية، إلا أنها بمرور الوقت تعتاد على هذه الحياة الجديدة وتتمكن من التأقلم معها، ما ينعكس إيجابيا على حالتها النفسية.

وهذا ما تؤكده عايدة هشام (اسم مستعار)، التي لم تستطع التكيف مع زوجها في البداية: «في أول الجواز كنت بحس بخنقة لدرجة إن جوزي لما كان يقرب مني كنت بحس إن روحي هتطلع وعايزة أرجع، بس خلاص فترة وعدت».

هكذا تتخطين هذه الفترة

وفقا لتجاربهن، يقدم لكِ عدد من الفتيات بعض النصائح التي تساعدك في تخطي الشهور الأولى من الزواج بأمان:

  • حالة مؤقتة

لا تستسلمي للمشاعر السلبية التي تسيطر عليكِ بل ضعي في اعتبارك أنها فترة مؤقتة ستنتهي مع الوقت. تنصحك هالة أحمد، وتقول: «اللي أنتي بتحسي بيه ده بيبقي حالة توهان لأنك دخلتي حياة جديدة بعيد عن بيت أهلك وسريرك والمكان اللي متعودة عليه، في الأول بتبقى صعبة شوية لكن بعد كام شهر بتتعودي وبتحسي إن حياتك استقرت جدا وبترتاحي في شقتك أكتر من أي مكان تاني».

ورغم ما عانته بسبب عدم قدرتها على التأقلم في بداية زواجها تؤكد «نُهى» أنه بعد مرور 7 شهور على حياتها الجديدة أصبحت أكثر تكيفا معها: «مع أني كنت بعيط في الأول لكن دلوقت اتعودت على بيتي وحياتي الجديدة وبقيت أفضل أني اقعد في البيت اعمل أي حاجة وهو جوزي مش موجود أحسن ما أروح عند ماما».

نجوى علاء (اسم مستعار) تقول: «كنت في الأول كل ما جوزي ينزل من البيت بكون عايزة أنزل معاه أروح لماما ولما بيجي عشان ياخدني كنت أقوله لف شوية بالعربية في الشارع، بكون مش طايقة البيت، دلوقت لو أتأخر عليا وأنا عند ماما ببقى هتجنن علشان أروح».

  • اشغلي نفسك

التغلب على حالة الضيق أو الحزن التي تشعرين بها يتطلب الانشغال بأمور أخرى تستحوذ على اهتمامك وتفكيرك، وتنصحك مي صبري (اسم مستعار) بناءً على تجربتها: «أنا في الأول حسيت بخنقة بس فوقت نفسي بسرعة رغم ان كان فيه مشاكل مادية في أول حياتنا.. لازم تعرفي إن دلوقت حياتك اختلفت تماما ولازم تكوني قدها، فكري في بيتك أنك تعملي أكل حلو مثلا، يعني اشغلي نفسك ببيتك بدل الضيق والخنقة علشان مش هتعرفي تطلعي منها وهيبان عليكي وهتنكدي على جوزك وعلى نفسك».

  • ماء الملح

رنا الغرباوي مرت بالتجربة ذاتها، إلا أنها تقول: «في الأول بيكون في حالة من التوهان وعدم إدراك للحياة الجديدة لكن بعد شهرين تلاتة بالكتير بتلاقي نفسك أحسن وبدأتي تبدعي في حياتك الجديدة، فبلاش تستلمي للحالة دي وشغلي قرآن ورقية شرعية دايما في البيت، وامسحي بمية بملح وحطيها في أركان الشقة لأنها بتمتص الطاقة السلبية، وحاولي اعملي حاجة كانت بتبسطك قبل ما تتجوزي».

التأقلم يبدأ من الخطوبة


لكي تتمكني من التأقلم مع حياتك الزوجية بشكل أسرع، حتى تتجنبي مشكلة الشعور بالحزن والكآبة في بداية الزواج، عليكِ الاستعداد لها في فترة الخطوبة، باتباع النصائح التي تساعد على تأهيلك نفسيا للتكيف معها، والتي يقدمها استشاريا العلاقات الأسرية، والطب النفسي، نوضحها فيما يلي:

  • تعرفي على حياتك الجديدة

خلال فترة الخطوبة يجب أن تتناقشي مع خطيبك حول التفاصيل الكبيرة والصغيرة أيضا في حياتكما معا، حتى تتمكني من معرفة طباعه وتكوني صورة ذهنية واقعية حول حياتك الزوجية، ومن ثم تستطعين التأقلم والتكيف معها بشكل أسرع.

  • لا تبالغي في توقعاتك

لا بد أن تكون توقعاتك عن الزواج خلال فترة الخطوبة واقعية، فلا تجعلي سقف طموحاتك عاليا، بحيث تتخيلي أن الزواج عبارة عن حفل زفاف وخروجات، بل فكري بمنطقية أكثر، فإذا كانت فترة الخطوبة بها مشاكل كثيرة فمن الطبيعي ألا يخلو الزواج من المشاكل أيضا.

لا تحصري تفكيرك حول الزواج في شهر العسل فقط، لأن ذلك يجعل عقلك الباطن يتأقلم ويقتنع أن السعادة في الزواج تكون في الشهر الأول أو الأيام الأولى فقط.

  • تعودي على تحمل المسئولية

حاولي أن تعودي نفسك على تحمل المسئولية قبل زواجك، بحيث تكوني مسئولة عن رعاية أشقائك الأصغر سنا مثلا، إعداد الطعام وتنظيف المنزل وغيرها من الأعمال المنزلية، وبالتالي تحمل المسئولية في حياتك الزوجية لن يمثل عبئا بالنسبة لكِ.

كيف يتعامل الزوج؟

إذا لم يتفهم الزوج الوضع ويستوعب الحالة التي تمر بها زوجته خلال الشهور الأولى ربما يؤدي الأمر إلى نشوب الكثير من الخلافات بينهما، ولتجنب ذلك يقدم استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، الدكتور أحمد علام، النصائح التالية:

  • الاحتواء

ضع في اعتبارك أن مشاعر الضيق التي ربما تسيطر على زوجتك في بداية الزواج أمر طبيعي ناتج عن خوفها وعدم قدرتها على التكيف مع الحياة الجديدة، إلا أنه يستمر لفترة مؤقتة، لذلك احرص على احتوائها وطمأنتها حتى تتمكن من التخلص من هذه المشاعر بسرعة أكبر.

  • المناقشة

تناقش مع زوجتك حول ما يزعجها حتى تمنحها الفرصة للتنفيس عن كل مشاعرها السلبية، ويمكن أن تقترح عليها تغيير جو بعيدا عن المنزل، حتى لا تسيطر عليها هذه المشاعر مع مرور الوقت وتصل إلى نقطة «اللاعودة».

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب