شيخ الأزهر يصدر بيانا شديد اللهجة ضد «السبسي»
أصدر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، اليوم الأحد بيانا للرد على ما أثير في الأيام القليلة الماضية من مساواة الرجل بالمرأة في الميراث مؤكدا أن آيات المواريث قطعية الثبوت لا مجال لإعمال العقل والاجتهاد فيها.
وأوضح البيان أن النصوص الشرعية منها ما يقبل الاجتهاد الصادر من أهل الاختصاص الدقيق في علوم الشريعة، ومنها ما لا يقبل، فالنصوص إذا كانت قطعية الثبوت والدلالة معًا فإنها لا تحتمل الاجتهاد، مثل آيات المواريث الواردة في القرآن الكريم، والنصوص الصريحة المنظمة لبعض أحكام الأسرة؛ فإنها أحكام ثابتة بنصوص قطعية الثبوت قطعية الدلالة بلا ريب، فلا مجال فيها لإعمال الاجتهاد، وإدراك القطعي والظني يعرفه العلماء، ولا يُقْبَلُ من العامَّةِ أو غير المتخصِّصين مهما كانت ثقافتهم.
وأشار البيان إلى أن الاجتهاد يكون في النصوص ظنّية الثبوت أو الدّلالة أو كليهما معًا، فهذه متروكة لعقول المجتهدين لإعمال الفكر واستنباط الأحكام في الجانب الظَّنِّي منها، وكل هذا منوط بمن تحققت فيه شروط الاجتهاد المقررة عند العلماء؛ وذلك مثل أحكام المعاملات التي ليس فيها نص قاطع ثبوتًا أو دلالةً.
وتابع البيان أن الأزهر مسئول عن بيان الحقائق الشرعية ناصعة أمام جماهير المسلمين في العالم كله، وأن من واجبات الأزهر منذ ما يزيد عن الألف عام أنه لا يتوانى عن أداء دوره، ولا يتأخر عن واجب إظهار حكم الله للمسلمين في شتَّى بقاع العالم الإسلامي، والتعريف به في النوازل والوقائع التي تمس حياتهم الأسرية والاجتماعية، كما أن هذا الدور هو ما ينتظره المسلمون من الأزهر، مشيرا إلى أنه لا ينبغي أن يُفْهَمَ منه أنه يتدخَّلُ في شؤونِ أحدٍ ولا في سياسةِ بلد.
وفي الوقت ذاته يرفض الأزهر رفضًا قاطِعًا تدخل أي سياسةٍ أو أنظمة تمس –من قريبٍ أو بعيد- عقائد المسلمين وأحكام شريعتهم، أو تعبثُ بها، وبخاصةٍ ما ثبت منها ثبوتًا قطعيًّا.
وأوضح البيان أن مثل هذه الأحكام لا تَقْبَلُ الخوضَ فيها بفكرةٍ جامحةٍ، أو أطروحةٍ لا تستندُ إلى قواعد عِلم صحيح وتصادم القطعي من القواعد والنصوص، وتستفزُّ الجماهير المسلمة المُستمسكة بدينها، وتفتح الباب لضرب استقرار المجتمعات المسلمة على حد تعبير البيان.
وكان الرئيس التونسي، باجي قايد السبسي قد دعا إلي تكريس المساواة بين المرأة والرجل في جميع المجلات بما فيها مسألة الميراث، مما أثار جدلا واسعا في الأوساط الإسلامية.
