الصورة من جريدة الأخبار اللبنانية

الصورة من جريدة الأخبار اللبنانية


أكثر من 2 مليار عامل مجاني.. متى سنجني المال نظير تصفّح فيس بوك؟

«مجاني، وسيبقى مجاني دائمًا» هي الجملة البارزة التي تقع عليها عينيك كلّما فتحت الواجهة الرئيسية للدخول لحسابك على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، فهل تسائلت من قبل لماذا هو مجاني؟

في يونيو الماضي، بلغ عدد مستخدمي «فيس بوك» الناشطين شهريا ملياري شخص في أنحاء العالم، يصنعون محتوى موقع التواصل الاجتماعي الأشهر من خلال الصور التي يحمّلونها، والمنشورات التي يكتبونها، والصفحات التي ينشئونها، والتعليقات والإعجابات وغيرها.

بيع بيانات المُستخدمين

ذلك الكم الهائل من المعلومات الشخصية الذي ينتجه ملياري شخص لصالح شركة «فيس بوك» تبيعه بدورها إلى شركات الإعلانات.

تأتي أرباح «فيس بوك» والتي تُقدر بالمليارات وتضع مؤسسه مارك زوكربيرج بين قائمة أغنى عشرة رجال بالعالم، من مساعدة المُعلنين في التعرف على البيانات الشخصية للمستخدمين: العمر، الرغبات، الآراء، الوضع الاجتماعي، الاهتمامات، الصفحات التي يتم زيارتها، والأصدقاء، وكل شئ آخر يساعد المُعلن في توجيه الإعلان لفئاته المستهدفة.

هذا يعني أن الشركة تحقق أرباحا مما ينتجه المستخدمون من محتوى، ومن دون المحتوى لما كان هناك أهمية للشبكة، فأشارت تقارير صحفية صدرت في الربع الأخير من عام 2016 إلى أن عائد الشركة من المستخدم الواحد لمدة عام يصل إلى ما يقارب 16 دولارا.

​​​​​​​

لماذا لا تدفع الشركة للمستخدمين

طرحت فكرة الربح التي يقوم عليها «فيس بوك» نقاشا حول إلزام الشركة بدفع أجر للمستخدمين مقابل المحتوى الذي ينتجونه، ووُصف هذا النظام بأنه عمل بدون أجر في الاقتصاد الرقمي.

يقول الصحافي جون ثورنيل في مقال بصحيفة «Financial Times» إن أكثر الأصول قيمة التي تمتلكها الشركة هي البيانات التي يسلمها إياها المستخدمون عن غير قصد مجانا قبل أن يتم بيعها في الواقع للمعلنين.

ورد تيم وورستوال في مجلة  «Forbes»البيانات ليست قيّمة على الإطلاق، بل النظم التي تعالجها هي التي تعطيها قيمة، وهذا يعني اقتصادياً أن المستخدمين لا يخلقون القيمة، فالقيمة يتم إنشاؤها من قبل غوغل وفايسبوك من خلال معالجة البيانات.

في عام 2013 أصدر جارون لانيير كتاب «من يملك المستقبل؟»، الذي يتوقع فيه كيف ستحول التكنولوجيا العالم، ويُظهر كيف تستغل شركات التكنولوجيا الكبرى البيانات الكبيرة وتقاسم المعلومات مجانا، ما عرّض الخصوصية للخطر، ويرى أنه لابد من مكافأة الناس العاديين لما يفعلونه ويشاركونه على شبكة الإنترنت مقابل بياناتهم ونشاطهم.

ويقول لانيير إن قوى جبارة في صناعة التكنولوجيا قد أقنعتنا بذكاء بأن نعمل مجانا، واقتصاد المعلومات لديه القدرة على أن يكون مربحا ومهما مثل الاقتصاد الصناعي، ولكن معظم النشاط الاقتصادي يجري «خارج السجلات»، واللاعبين الوحيدين الذين يستخرجون أي قيمة نقدية هم الشركات الكبيرة مثل جوجل و «فيس بوك».

وفي العام التالي، أعلنت الأستاذة الجامعية والفنانة لوريل بتاك إطلاق مشروع «Wages for Facebook» في حركة مماثلة للحملة النسوية التي انطلقت عام 1970 بعنوان «أجور للعمل المنزلي»، المطالبة بأن تدفع الدولة للمرأة مقابل عملها المنزلي غير المأجور والرعاية التي تقدمها.

وترتكز الحملة على فكرة أن الشركة تنظر للمستخدمين على أنهم أصدقاء محتملين وليس كعمال، ونجحت في إخفاء عملهم من خلال إنكار حقهم في أجر، في حين تستفيد الشركة مباشرة من البيانات التي ننتجها وتحوّلها إلى فعل صداقة.

ووصفت الحملة «فيس بوك» بأنه أوسع أداة تلاعب وأكثر عنف ماكر ورقيق ارتكبته الرأسمالية تجاه البشر.

المصدر

  • جريدة الأخبار اللبنانية

أحمد عبده

أحمد عبده

صحفي مصري متخصص في الشأن الطلابي، يكتب تقارير بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام من جامعة الأزهر، ومقيم بمحافظة القاهرة