طاهر عبدالرحمن يكتب: «قلم جاف فرنساوي»
أجمل جايزة حصلت عليها فى حياتى كانت عبارة عن «قلم جاف فرنساوى» بـ35 قرش، لما جاوبت على سؤال فى مسابقة طابور المدرسة فى الإعدادى.
فى اليوم ده حصلت حاجة عمرها ما تحصل معايا وهى إنى أنسى القلم بتاعي فى البيت، وطبعا ماكانش معايا فلوس أشترى قلم جديد لأن مصروفى كله كان ربع جنيه، وكنت مش عارف أعمل إيه؟
كان مدير المدرسة الإعدادى الأستاذ عبدالمقصود عامل مسابقة يومية فى طابور الصباح عبارة عن سؤال فى المعلومات العامة واللى يجاوب ياخد قلم جايزة، وفى اليوم ده كان السؤال هو: ماهى عاصمة المملكة العربية السعودية؟
كل اللى رفعوا إيديهم علشان يجاوبوا أجمعوا - بحماس شديد وثقة مرعبة - إنها «مكة المكرمة» (!) إلا أنا العبد الفقير قلت «الرياض».. وحصلت على القلم.
بصراحة شديدة الموضوع بالنسبة ليا يومها ماكانش له علاقة لا بثقافة ولا إطلاع ولايحزنون بقدر ماكان لعبة مصادفات أو حظ كويس، وببساطة شديدة فى الوقت ده كنت - لسبب لا يعلمه إلا الله - مدمنا على متابعة ومشاهدة برنامج «صباح الخير يامصر»، خصوصا فقرة الكرتون والفقرة الزراعية بتاعة الأستاذ «عيد حواش»، ودايما كانت بداية البرنامج هى نشرة الأخبار، وفى اليوم العظيم ده كان أول خبر عن زيارة يقوم بيها السيد عمرو موسى وزير الخارجية للعاصمة السعودية الرياض.
الحقيقة لما سمعت السؤال كنت محتار بين مكة والرياض لكن طبعا لما مدير المدرسة قال إنها مش مكة تشجعت وقلت الرياض، وفزت بالجائزة، والأهم طبعا نظرات الإخوة الزملاء «الجهلة» التى كانت تنم عن حقد وغل ليس له مثيل.
والنهاردة وأنا بفتكر الحكاية لازم أتوجه بالشكر العميق لكل العاملين فى ماسبيرو وبرنامج «صباح الخير يا مصر» وشكر خاص جدا للأستاذ عيد حواش و.... صباح الهنا والسعادة والخير عليكم.