بدور السيد تكتب: الطموح يقتل الإنسان أم يحييه؟

بدور السيد تكتب: الطموح يقتل الإنسان أم يحييه؟

طول عمرنا عارفين أن الطموح شئ عظيم، وبيعلي من قيمة صاحبه، وبينقله من مكانة لمكانة أعظم وأحسن.

 طموحك عامل زي المغناطيس اللي بيجذبك نحو هدفك

 بس عمرنا فكرنا ولو لحظة إن الطموح ممكن يبقي عامل زي السلاسل الدهب!!

ايدك مربوطة بيها ومخلياك واقف محلك سر!!

لو بصينا لجملة «بمقدور نفس الطموح أن يدمر وينقذ، وأن يصنع من أحد بطلا ومن آخر وغدا»

هنلاقي إن الاجابة آه، الطموح الزائد مع عدم كفاية امكانياتك ليه، وعدم تفهمك للطريقة اللي هتوصلك لطموحك هيبقي مجرد طموح بس مع إيقاف التنفيذ!

هتفضل واقف في مكانك ومستني معجزة الهية تحصل وتنقلك لطموحك في غمضة عين

بس في فرق كبير بين إن يبقي عندك طموح وعارف ايه المطلوب منك بالظبط عشان توصله، وفرق بين إنك باصص للنجوم ورجليك لسة على الارض، على أمل إن النجوم ممكن تنزلك أو إن في مركبة فضائية هتطلعك لنجومك دي

 بس في الحقيقة إن عمر النجوم ما هتنزل الارض وزمن المعجزات عدى وفات، دلوقتي زمن المعافرة والنحت في الصخر

في ناس كثيرة حددت هدفها ودورت على طريقها ومشيت فيه، لكن في ناس أكثر لسة واقفة على أول الطريق مستنية الوسيلة اللي هتركبها عشان توصل أسهل وأسرع بس هي بكدة لا هتوصل ولا هتتحرك كمان

في جملة عظيمة دايما بتيجي في بالي لما بسمع كلمة طموح وهي « أصحاب العقول العظيمة لديهم أهداف وغايات، إما الآخرون فيكتفون بالاحلام»  

كلنا محتاجين نفكر احنا من أي نوع بالظبط؟

من الناس اللي بتكتفي فعلا بالاحلام وبس !!

ولا اللي عندهم خطط وأهداف واضحة بيسعوا وراها ويحققووها واحدة وراء الثانية ويوصلوا في النهاية لغايتهم الكبيرة

كل واحد مننا عنده طموح وكلنا نفسنا نوصل لأعلى المناصب

بس بننسي نسأل نفسنا السؤال الأهم

هل أنا مؤهل في الوقت الحالي إني أوصل لقمة طموحي؟

 هل عندي الامكانيات الكافية وقادر أوظفها صح واللي هتخليني مؤهل لطموحي العظيم ده؟

طيب أنا ليه عايز أوصل للآخر مرة واحدة؟

ليه مش عايز اطلع السلم خطوة بخطوة؟

لو أنت بتحلم إنك تبقي صاحب شركة مثلا أو توصل لمكانة مرموقة في المجتمع ومش قادر تقبل بأقل من كدة

طيب لو فكرت معايا شوية ، مش علشان تقدر تمتلك بيت وتبقي مسئول عنه لازم تعيش في البيت ده الأول

تتعلم تعرف تديره ازاي ، تعرف الناس اللي جواه عايشة ازاي ،  محتاجة إيه ، مواصفتهم وسلوكهم عاملين ازاي

ازاي هتعرف تبقي مسئول عنهم وتنجح بيهم

مش يمكن لو جالك الفرصة ولقيت الفانوس السحري وحققلك حلمك وبقيت صاحب أكبر شركة ولا وصلت لأعلى منصب متنجحش فيه ،متعرفش تديره، تفشل لإنك بدأت مشوارك بنهاية الطريق ونسيت نقطة البداية !

أصحاب الاحلام العالية اللي مش راضيين يتنازلوا عنها وفي نفس الوقت مش عايزين يتحركوا تجاهها عاملين زي الراجل اللي مفيش في جيبه غير 10 جنيه وواقف قدام محل كبابجي ومضايق قوي من صاحب المحل إنه مش راضي يديله طلبه بالفلوس اللي معاه

الراجل ده لو فكر لحظة واحدة إن امكانياته مش متوافقة مع طلباته، هيفكر ألف مرة في 100 طريقة يحسن بيها امكانياته دي ويتحرك عشان لما ييجي يطلب اللي هو عايزه يلاقيه بدل وقفته دي اللي ولا هتقدم ولا هتأخر !

في قصة عظيمة قوي سمعتها زمان عن الطموح وهي إنه في يوم وصل الموظفون إلى مكان عملهم وكان في لوحة كبيرة متعلقة علي الباب الرئيسي للعمل مكتوب عليها «لقد توفي البارحة الشخص الذي كان يعيق تقدمكم ونموكم في هذه الشركة ونرجو منكم الدخول وحضور العزاء في الصالة المخصصة لذلك»  

فضلوا الموظفين محتارين يا ترى مين هو الشخص ده؟!

وبدأوا كلهم يدخلوا إلى قاعة الكفن لرؤية الشخص داخل الكفن وكل شخص يري ما بداخل الكفن يفقد الكلام تماما وكأن شئ لامس أعماقه !!

وكل ده كان بسبب أن اللي كان موجود في الكفن وقتها كانت عبارة عن مرآة تعكس صورة كل من ينظر إلى داخل الكفن وبجانبها لافتة مكتوب عليها «هناك شخص واحد في هذا العالم يمكن أن يضع حدا لطموحاتك ونموك وهو أنت»

مفيش حد هيصنع مجدك غيرك، ومفيش حد هيحقق طموحك غير ذاتك، ومفيش حد هيوصلك لاحلامك غير عملك ومجهودك

عشان كدة لازم كلنا نعرف أن مش كل البيوت فيها اسانسير في بيوت كثيرة مفهاش وفي الحالة دي أنت مضطر تطلع السلم خطوة بخطوة !!

فكما قال المتنبي «إذا كانت النفوس كبارا...تعبت في مرادها الاجسام».

هذا المقال مشاركة من كاتبه في إطار مسابقة «شبابيك» التي أطلقها في الذكرى الثانية للموقع
 

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر