رئيس التحرير أحمد متولي
 «محمد صلاح» والمنتخب في عيون الأجانب.. الفوز ليس صدفة

«محمد صلاح» والمنتخب في عيون الأجانب.. الفوز ليس صدفة

المنتخب المصري أصبح نجم الليلة الماضية، وأصبح محمد صلاح أشبه بـ«البطل الشعبي»، بعد أن أحرز هدفي المباراة التي أهلت «الفراعنة» لكأس العالم 2018، بعد 28 عاما من الحلم..

يخرج المواطنون للشارع للاحتفال بهذا النصر غير المتوقع الذي يرونه وليد الصدفة البحتة، بسبب الهدف الذي أحرزه «صلاح» في الوقت الضائع من ركلة جزاء.. لكن الصحافة الأجنبية كانت لها رؤية مختلفة للمبارة كلها.. فطريقة اللعب التي أغضبت المشجعين في البداية، وهدفا المباراة، لم تكن أشياء وليدة الصدفة وحسب.

مصر كادت أن تشاهد كابوس مرعب

تبدأ المبارة بأداء يستفز المشاهدين بعض الشيء؛ فالشوط الأول ينتهي بالتعادل السلبي بين مصر والكونغو.. السكون والترقب كان هو حال المشجعين المصري في المقاهي والمتسمرين أمام شاشات التلفاز، وربما بعض عبارات السخط التي تتطاير هنا وهناك.

حتى كانت الدقيقية الـ63 من المباراة عندما أحرز محمد صلاح الهدف الأول.. تتعالى الصيحات والهتافات وكلاكسات السيارات في الشوارع معبرة عن الكثير من الأمل.

لكن ما لبث الحلم المصري أن دخل في مرحلة الكابوس المرعب، بعد تعادله مع منتخب الكونغو في الدقيقية الـ87، كما يقول موقع «يوروسبورت» الرياضي، وبات هذا الحلم معلقا بالدقائق الأخيرة من المباراة.

هدف محمد صلاح ليس صدفة

كان مستقبل مصر على المحك.. لم يستمر الذهول في الشارع المصري وعلى المقاهي فقط، فاللاعب المصري محمد صلاح الذي أحرز الهدف الأول للمنتخب  يبدو أنه أصيب بشيء من الصدمة كذلك، كما تقول صحيفة «ميرور» البريطانية.

لم يستطع «صلاح» إخفاء مشاعر غضبه في الملعب، لكن ما لبث أن أعاد التركيز بسرعة كبيرة، ليحزر هدفا تاريخيا في الدقيقة الـ95 من المباراة.. لم يكن الأمر محض صدفة، فلا شك أن «صلاح» ينوي الفوز بكل تركيزه ومشاعره؛ كما تقول الجريدة البريطانية.

 محمد صلاح عقد العزم على الفوز

كانت مصر تلعب في الوقت الضائع، دقائق حرجة جدا ولم يتبق إلا القليل.. وفجأة أحرز «صلاح الهدف».

لم يصدق أحد من هول المفاجئة أو من شدة الفرح ربما؛ الجميع وصفها بـ«الصدفة البحتة».. الصحافة المصرية والمشجعون ومستخدمو السوشيال ميديا، لكن صحفية «ديلي ميل» البريطانية كانت لها رؤية أخرى.

فلاعب «ليفربول» قد عقد العزم – منذ بداية المباراة - على الفوز.. استجمع كل تركيزه ومشاعره في ضربة الجزاء، ليحرز نصرا غير متوقعا بالمرة منذ 28 عاما كاملة.

«كان بالنسبة لي حلم يتحول إلى حقيقة أمام عيني. لم يكن هذا حلمي كلاعب كرة قدم، ولكن كمواطن مصري يريد أن يرى منتخبه في كأس العالم. كم أنا فخور بهذا».. هكذا ينقل موقع «ليفربول إيكو» كلمات محمد صلاح بعد المباراة.

هي «لعبة كبيرة، وهدف كبير» إذًا، أصبح بعدها «صلاح» بطل مصر الأول الذي يقودها إلى كأس العالم، كما يمتدحه موقع «B/R Football» الرياضي، والذي نشر له أكثر من كاريكاتير يعتبر عن المكانة التي وصل إليها بعد المباراة.

فمصر وصلت إلى كأس العالم على يديه

محمد صلاح في طريقه إلى روسيا


 

لعبة كبيرة وهدف كبير


 

عصام الحضري ورقم قياسي جديد 

وعلى عكس الدقائق الأخيرة، مر الشوط الأول بحالة من الترقب والتوتر، بسبب تعادل مصر والكونغو، ولكن الجماهير الغاضبة في الاستاد وأمام الشاشات لم تكن تعلم أن حارس المرمى عصام الحضري، يحقق – في صمت – رقما قياسيا آخر؛ خصوصا بعد أن أنقذ المرمى من هدف محقق في الدقيقة الـ49 من المباراة، وقبل أن تحرز مصر هدفها الأول.

تتعالى بعض صياحات الفرح ثم تهدأ في ترقب.. تحقق مصر هدفا وراء الآخر، ويحقق «الحضري» نحاجه الخاص، ويصبح حارس المرمى الأكبر سنا، الذي يشارك في مباريات كأس العالم.

فمع بدء مباريات كأس العالم في الصيف المقبل، سيكون الحضري قد بلغ الـ45 من عمره، ليتفوق بذلك على حارس المرمى الكولومبي « فريد موندراجون» الذي شارك في مباريات كأس العالم لعام 2014، وكان عمره لا يتجاوز الـ43 عاما؛ كما تقول جريدة «التليجراف» البريطانية.

الفوز يكسر حالة اليأس المصري

تتعالى الصيحات من المقاهي والبيوت، ويتسلل المواطنين للشوارع والميادين بعد الفوز.. أعلام مصرية، وكلاكسات العربيات والأغاني الوطنية تغمر الميادين حتى بعد منتصف الليل.. وفرحة تكسر حالة اليأس المخمية على المصريين، منذ سنوات طويلة، ليس بسبب عدم تأهل المنتخب المصري لكأس العالم منذ 28 عامًا فقط؛ فالمصريون لا ينسون حتى الآن خيبة الأمل الكبيرة بعد مبارة «مصر – الجزائر» في عام 2009، بما فيها من خروج من تصفيات كأس العالم، وتعدي على اللاعبين والجمهور؛ كما تقول شبكة «بي بي سي» في نسختها الإنجليزية.

 «كوبر».. خطط جيدا للفوز

سيزول عن مدرب المنتخب «هيكتور كوبر» لقب العبقري المنحوس أخيرا، بعد أن خطط جيدا للفوز بتصفيات كأس العالم، كما يقول بنفسه .. كانت الضغوط كبيرة عليه جدًا قبل المباراة، كما يصف تقرير «بي بي سي»، بسبب الطريقة التي اختارها للعب - والتي أغضبت الجماهير في الشوط الأول - وهي طريقة الدفاع بدل الهجوم.

«كنت قلقا من هذه الطريقة، فكرت كثيرا أني ربما قد أكون مخطئا، وكنت أتناول أدوية الضغط قبل المباراة.. لكن طريقتي هذه هي ما ساعدت المنتخب على التأهل للمونديال».. هكذا يوضح في تصريحات صحفية.

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال