لماذا أصبح طموح الفتيات الشاب «متعدد العلاقات»؟

لماذا أصبح طموح الفتيات الشاب «متعدد العلاقات»؟

كانوا قديمًا يفضّلنه خجولًا متدينًا، ولكن مع تغير الزمن تبدلت مقاييس اختيار الفتيات لشريك حياتهن؛ وأصابتهن ملامح عصر «السوشيال ميديا»، وتغيرت المعايير التي تجذب الفتيات للشباب، فبدلًا من الانجذاب لـ«الشاب الشقي» أصبح طموح بعض الفتيات «الشاب الصايع» متعدد العلاقات، ظنًا منهن أنه الأكثر خبرة والأفضل في إدارة العلاقات العاطفية.

أصبح «الشاب الصايع» جاذبًا لشريحة من الفتيات وهدفًا لهن؛ خاصة في مرحلة الجامعة، حيث تبدأ الواحدة منهن في البحث عن الاستقرار، فلا تجد أفضل من الشاب المشهور بين الطلاب للارتباط به وتفضيله لها عن باقي الفتيات. «شبابيك» سأل فتيات عن سبب انجذاب بعض البنات لـ«الشاب الصايع» وتفضيله عن غيره.

«الشباب صايعة» وخطيبي منهم

«ماهيتاب»، طالبة في السنة الرابعة بكلية تجارة جامعة حلوان، مرتبطة بـ«شاب صايع» حسب وصفها، لكنها تقول إنها لم تكن تسعى للإرتباط بهذا النوع من الشباب، وعلى العكس كانت تفضله ملتزما.

تقول: «معظم الشباب دلوقتي صايعة وده اللي بيجذب البنات.. وخطيبي واحد منهم على فكرة». تؤكد «ماهيتاب» لـ«شبابيك»، أنها كانت تتمنى الارتباط بشاب ملتزم ولا يعاكس البنات، إلا أنها وقعت في حب أحد أقاربها، وعقب حوالي 4 سنوات من الارتباط تمت الخطوبة بشكل رسمي وهي في السنة الثانية بالجامعة.

بنعاكس البنات سوا

وعن كيفية التعامل مع خطيبها، تقول: «في بداية الارتباط كان يحدث بيننا خلافات عديدة، ولكن بعد تفكير في الموضوع وجدت أنه ترك جميع البنات وارتبط بيا أنا، وبعدين الارتباط ده بقى خطوبة رسمية، علشان كده بقيت أخد الموضوع عادي، ولما بنبقى مع بعض قبل ما هو يقول على بنت حلوة أنا بقولها ونعاكسها سوا».

«الشاب الصايع» مش معقد

وتشير «ماهيتاب» إلى ميزة في «الشاب الصايع» وهي أنه يعطيها حريتها الكامل، حيث أن خطيبها يسمح لها بالخروج مع صديقاتها وبالتعامل مع زملائها الشباب في الجامعة ولا يغضب، وتضيف: «كمان هو قالي بلاش تتحجبي دلوقتي واتفقنا أني هأجل الخطوة دي، لأني كنت ناوية أتحجب قبل الخطوبة أصلًا، وبلبس براحتي هو مش معقد خالص».

«ماهيتاب» تؤكد أنها سعيدة للغاية مع خطيبها، وترى أن فكرة التعامل مع «الشاب الصايع»، مريحة للغاية وتؤدي إلى زيادة التفاهم والانسجام بين الشاب والفتاة، وتساعد على تقليل الخلافات بينهما، إذا تقبلت البنت الوضع، أما إذا كانت «نكدية الحياة هتتحول لجحيم وأحسن يسيبوا بعض».

نقص عند البنات

«البنات بتنجذب للشاب الصايع لأن هي عندها نقص»، هكذا علقت سارة صادق، خريجة الأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام، على انجذاب الفتيات إلى «الشاب الصايع» متعدد العلاقات، وأكدت أنه كلما زادت شهرة هذا الشاب في «الصياعة» كلما زاد انبهارها به «وبتبقى مبسوطة وفرحانة جدًا عشان كل العيون عليها لأنه ساب كل البنات وارتبط بالبنت دي».

«الشاب الصايع» بيفهم 

 

 

وتضيف أن: «الكل بيبص عليها عشان يشوف مين البنت الجامدة اللي الولد الصايع ارتبط بيها، وإزاي عرفت توقعه، وهي طبعًا بيبقى عندها نقص جواها وعشان تظهر وتبان بترتبط بولد زي ده، وكمان البنات بيبقوا شايفين إن الولاد الصايعة عشان ارتبطت ببنات كتير بقت بتفهم في البنات كويس وهيعرف يفهمها ويفهم دماغها».

وترى «سارة»، خريجة كلية إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية، أن الفتيات يتوقعن أن التعامل مع «الشاب الصايع» سيكون أسهل كثيرًا، وقالت إن: «مش هبقى محتاجة أقوله عايزة الحاجة دي ليه أو أبرر عملت كده ليه، لأن هو المفروض عرف بنات كتير، فالنسبة له البنات معروفة وفاهم دماغها».

«هيدلعني» قدام الناس

وأضافت «سارة»: «وكده هريح دماغي لأن التعامل هيبقى سهل لما احتاج حاجة هيعملها، وهياخد باله مني ويدلعني قدام الناس، بس دي بتبقى بنات غبية».

بيكسر البنت

سلمى رمضان، الطالبة في كلية حقوق جامعة القاهرة، أكدت لـ«شبابيك»، أن «البنات بتنجذب للشاب الصايع اللي عرف بنات كتير، عشان فاكرين أنه هيبقى فاهم دماغهم كويس ومش هيحصل مشاكل مع بعض، وكمان عشان الكل يبص عليها ويركز معاها، لأن هو ساب كل البنات وبقى معاها، بس مع الأسف في الآخر بيكسر البنت».

وتضيف «سلمى»: «البنت بتبقى فرحانة في بداية العلاقة مع الولد، بس بعد كده عيوبه بتظهر وبتكتشف أنها مخدوعة وأن الحياة مش وردية زي ما هي متخيلة، ولما بتحاول تيجي على نفسها عشان تكمل العلاقة بتتصدم أن هو مش بيقدر يتخلى عن عاداته، وخاصة الارتباط الكتير ومعاكسة البنات، وهي اللي بيتكسر قلبها وبتخرج خسرانة من علاقتها بالشاب الصايع».

البحث عن الابتسامة

استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز، قال إن البنات يتوقعن أن ينضبط الشباب عقب الارتباط الرسمي، لذلك تنجذب الفتيات إلى «الشاب الصايع» بحثًا عن الشهرة التي لا تدوم كثيرًا، حيث أنها تكون شهرة زائفة.

وأشار «فرويز» إلى أن الفتاة تبحث عن أي شيء غريب يسبب لها ابتسامة، ولكنها تكون مؤقتة، خاصة أن هذا الشاب «الصايع» يكون مشهورًا في منطقته؛ في الوقت الذي تبحث الفتاة فيه عن شهرة زائفة.

ثقة الفتيات في التغيير تنتهي بـ«الطلاق»

وعن انتشار هذه الظاهرة بين طالبات الجامعات تحديدًا، قال «فرويز»، إن البنات مراهقات في هذه المرحلة العمرية؛ ولا يتجاوزن العشرين عامًا، وفي هذه الفترة يكون لديهن ثقة كبيرة أنه «هيتعدل»، ومصدر هذه الثقة مجهولًا، لكنهن يحاربن المجهول على افتراض قدرتهن على تغييره، وتنتهي العلاقة بالطلاق والمحاكم.

«الصايع» يفك شفرة أي بنت

«بيعتقدوا أنه خبير ولما يقرب من بنت يعني أنه فضلها عن باقي البنات وأنها الأجمل»، هكذا علقت مدربة الأنوثة وخبيرة التنمية البشرية، الدكتورة أسماء الفخراني، على انجذاب الفتيات إلى «الشاب الصايع».

وقالت «الفخراني» إن رأيها الشخصي في هذا الموضوع وهو أن «الشاب الصايع» أو متعدد العلاقات يستطيع أن يقوم بفك شفرة أي بنت أو ست، لأنه مكتسب لجميع أنواع الطاقة من العلاقات المتعددة؛ بمعنى أي ست أو بنت تشوفه تنجذب له لا شعوريًا حتى لو غير وسيم أو أخلاقيًا مش كويس.

متعدد العلاقات مثل «النصاب»!

وشبهت الدكتورة أسماء الفخراني «الشاب الصايع» بالشخص «النصاب»، وقالت إن: «الصايع أو متعدد العلاقات مثل الشخص النصاب، وهي نفس النظرية في النصاب من كثرة النصب بقى سهل يضحك على أي حد».

البنت بترضي غرورها

وأضافت مدربة الأنوثة، خلال تصريحاتها الخاصة لـ«شبابيك»: «سبحان الله وكأنها طبيعة البنت الانجذاب إلى الشاب الصايع والغيرة الفطرية من بنات جنسها ومنافستهن، والولد الصايع بقى لو كسبته هي بترضي غرورها كأنثى، ولكن ده يعرضها للنصب العاطفي والخداع أيضًا».

مروة نبيل

مروة نبيل

صحفية مصرية تكتب في ملف العلاقات والرياضة بموقع شبابيك، حاصلة على كلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة 6 أكتوبر، وعملت في عدة صحف مصرية