منار عيد تكتب: تقاليع السوشيال ميديا والضياع الاجتماعى

منار عيد تكتب: تقاليع السوشيال ميديا والضياع الاجتماعى

منذ أن انتشر الاهتمام الكبير بالسوشيال ميديا والاعتماد عليها بشكل كلى فى كل مجالات الحياة، وهى أصبحت الشاغل الأكبر لدى الكثير من الشباب حيث أصبح أكبر همهم عدد الليك والشير التى يحصلون عليها من وراء منشوراتهم وهذا ما يمكن أن نسميه «صراع على اللاشيء»، لذا فأصبحت السوشيال ميديا هى «البلاعة» التى تبتلع أفكارهم ووقتهم وأخلاقهم. 
أدى هذا الصراع إلى اختلاق مصطلحات جديدة كل يوم، أصبحت تتردد بشكل مستمر ومزعج، إلى ان أصبحت تتردد فى أفواه البنات بشكل عادى وكأنه الطبيعى بل أكثر من الطبيعى، الكلمات التى كنا نستنكرها عندما نسمعها من الشباب وننظر لهم بإزدراء أصبحت هى الكلمات التى تدل على «الروشنة والشياكة» كما يدعون، دون النظر إلى معانيها البغيضة والمنافية للإحترام والأخلاق. 
 الأمر لم يتوقف على هذه الألفاظ فقط ولكن تطور إلى أفعال بداية من نشر فيديوهات  لا معنى لها مجرد محاكاة للغرب ما أدى إلى بث أفكار دخيلة لمخيالاتهم على أنها شىء طبيعى وأصبحوا يقلدونها تقليد أعمى، مرورًا بالجروبات التى تجمعهم والأفكار التى يجتمعون عليها، وينقلون أفكار دخيلة دون محاسبة لأنفسهم هل هذا يوافق الدين؟! هل هذا يوافق قيم وأخلاق المجتمع العربى عامةً والمصرى خاصةً؟! هل هذا يحمى كرامتنا خاصةً كبنات؟! ، ومن ضمن هذه الجروبات ما يسمى بجروبات «الكراش»، دون خجل يقول كلًا منهم أسماء ومواصفات الأشخاص المعجبين بهم بأسلوب غزل ركيك، ومنها إلى الصاعقة الكبرى «كيف تشقطين ذكرًا؟!»
والجدير بالذكر ان الكثير من البنات والشباب عبروا عن غضبهم الشديد من هذه الجروبات وبما يحدث فيه من جرأة تخطت حدودنا كمجتمع عربى، مستنكرين هذه التصرفات.
منذ متى كانت البنات بهذه الجرأة دون حياء وخجل؟!  لماذا لا يفكرون بكرامتهم وأن هذه الأفعال تسىء لهم؟!  وهل يوجد شخص فى الدنيا يستاهل التضحية بأكبر شىء فى الحياة وهى الكرامة والتخلى عن حيائنا وأخلاقنا من أجله؟!  .
والجدير بالذكر أن المشاعر والعواطف لا دخل لها بهذا، فقط الشكل والمظهر هى التى تجرهم وتجذبهم. 
فهل شكل أى بنى آدم فى الحياة مهما كانت درجة وسامته تجعلك تغامرين بحيائك كبنت؟!
المصيبة الأكبر أن معظم هذه الجروبات أكثر المترددون عليها لا يتعد سنهم عشرين عاماً، فأين الأباء والأمهات من كل هذا؟! لماذا لا يحاولون التقرب من أولادهم وسد الفجوة التى بينهم لمنع كل هذا؟!  أى ضغوط تمنع الأهالى من مراقبة تصرفات أولادهم؟!  فهل دورهم فقط متوقف على المصاريف دون التربية؟!.
 هوس الشهرة :- 
أدت السوشيال ميديا أيضًا إلى جنون الشهرة لدى البعض  وانتشار ظاهرة مشاهير السوشيال ميديا التى تخطت شهرة البعض منهم شهرة بعض النجوم، والكثير من هؤلاء لا يقدمون محتوى مفيد فمعظمها فيديوهات غير هادفة  بُحجة تصوير الواقع وترفيه الناس ولكن الهدف الأكبر لهم هو الشهرة فقط وكسب الأموال من خلال اكبر نسب مشاهدة لفديوهاتهم بغض النظر عن مضمون هذه الفيديوهات، فهدفهم الأكبر هو الانتشار خاصًة ان معظم الشباب بيستهويهم هذه النوعية من الفيديوهات وركزوا على هذه النوعية من العقول لسهولة الشهرة من خلالها .
ومن الملاحظ أننا أصبحنا نعيش فى مجتمع يبيح أى لفظ خارج وينشره ويكرره، ولكن كلمات الحب والود الحقيقة بين البشر أخذت فى الإندثار مقتربة إلى الإنقراض، ليس الكلمات فقط ولكن الحب الحقيقى أيضًا أصبح وسط هذا الهراء والكذب غير مرئى بالمرة، كلنا أصبحنا فريسة لكذب السوشيال ميديا التى تغرينا وتسيطر على عقولنا وأفكارنا ومشاعرنا الحقيقية، وأصبح الجميع يركد وراء المظاهر، فالبعض  خلق لنفسه عالمه الخيالىعلى السوشيال ميديا ونسوا عالمهم  الواقعى. 
 

هذا المقال مشاركة من كاتبه في إطار مسابقة «شبابيك» التي أطلقها في الذكرى الثانية للموقع

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر