همس محمد تكتب: أساس خاطىء
منذ كنت صغيرا، وأنت تعجب بوظائف أشخاص من حولك، بل وتعتبرهم مثلا أعلى لك. وحين يتم سؤالك السؤال المعتاد: ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟
ترد بعفوية: أريد ان أصبح مهندسا، مثل: أبى، أو أريد أن أصبح معلمة، مثل: ميس أمل.
ولكن رحلة التفكير الحقيقية فى ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر، تبدأ عندما يتعين عليك اختيار الكلية التى تود الالتحاق بها. فالبعض يكون حاسما لقراره، ولكن على أساس خاطىء، فعندما تسأله: لماذا تريد أن تلتحق بكلية الطب؟ يرد قائلا: لأنها كلية من كليات القمة، أو لأن الأطباء يربحون أموالا كثيرة، والبعض الأخر يستسلم لرغبة والديه، وهناك من يكون مترددا فيأخذ بآراء الأخرين من حوله، أما الأسوأ فهو الذى يلتحق بأى كلية متاحة أمامه؛ لمجرد أن يكون طالب جامعى.
بينما من المفترض أن تتعرف أولا على كل الكليات الموجودة، وأقسامها، وماذا سوف تدرس بها، ومجالات العمل التى توفرها لك، كما يمكن أن تسأل الخريجين من أقربائك ومعارفك عن مميزات وعيوب الكليات التى التحقوا بها، فكما يقال: «التجربة خير برهان».
ثم تحدد ميولك ورغباتك، وبعدها تسجل مهاراتك التى إذا لم تستطع اكتشافها بمفردك، فبإمكانك الاستعانة بالأشخاص المقربين لك ليخبروك ببعض منها، وبعد ذلك يمكنك اختيار عدد من الكليات المناسبة لك مع ترتيبهم حسب الأولوية، واحذر أن تختار كلية واحدة فقط؛ لأنه يفضل دائما أن تمتلك بدائل .
وبعد التخرج، وعند البحث عن عمل، تجد معظم الأشخاص يبحثون عن المرتب المجزى، أو الوظيفة غير المتعبة، أو أى وظيفة فقط لشغل وقت الفراغ. مع أنك يجب أن تبحث عن الوظيفة التى تستمتع بتأديتها، وتستطيع أن تضيف لها، ولديك القدرة على تحقيق ذاتك فيها. الوظيفة التى تشعرك أنك الشخص المناسب فى المكان المناسب.
لذلك من الأفضل أن تتعرف أولا على الوظائف المتاحة بالنسبة لك، وطبيعة كل وظيفة منهم، ومسئوولياتها، والمهارات التى تتطلبها، ثم تجاوب على هذه الأسئلة: هل تمتلك المهارات التى تتطلبها هذه الوظيفة؟ هل هذه الوظيفة تناسبك؟ والسؤال الأهم هو: هل تروقك هذه الوظيفة؟
وبعد ذلك سوف تتوصل إلى بعض الوظائف التى يمكنك القيام بها، اختر أفضلهم بالنسبة لك، واعتبر البقية بدائل فى حال لم تعجبك الأولى، ثم ابدأ بتنمية المهارات التى تتطلبها هذه الوظيفة، واذا كنت لا تمتلك بعضها، فحاول اكتسابها، وبذلك تكون جاهزا للعمل.
اذا أحببت عملك استمر فيه، وطور من نفسك دائما حتى تحافظ عليه وتتميز فيه، أما اذا لم تحبه فاتركه، وابحث عن عمل تكون شغوفا به، المهم ألا تستسلم حتى تضع لنفسك هدفا فى الحياة تحبه وتسعى الى تحقيقه؛ لأن حياة بلا هدف تساوى حياة بلا معنى.