إيمان محمد تكتب: لا أريد أن أتذكر

إيمان محمد تكتب: لا أريد أن أتذكر

نعيش في دوامة الحياة، يقترب الموت رويداً رويداً، ونصطدم كل يوم بفاجعة ما، نبكي قليلاً ونتألم كثيراً لمجرد تذكُر ألم الفقد والفراق الأبدي، والوداع الذي أكره تلك الحروف التى تشتمل عليها تلك الكلمة .

أريد أن أنأى بعيداً مع أهلى أحبتي ورفقاتي، أريد ألا يدركنا ذلك الشبح، ولكن دائماً ما أعود خائبة بفكري عند تذكُري لتلك الآيات الكريمة:

*أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ۗ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِنْدِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا* من سورة النساء الآية 78

لا أريد أن أتذكر نعم أريد ان أنسى ذلك اليوم، لا أريد ان أتذكر سوى تلك العينين اللامعتين عند حديثنا عن الأحلام التي كنا نظن أنها بانتظارنا، ذلك الوجه البريء وذلك الهدوء، بعد عناء اليوم وقضاءه في الكلية وتعبها، واتفاقنا بأن نسير معاً، وتذكرنا لذلك الموقف نضحك قليلاً ونتألم من بعض المواقف والأحداث التي مرت خلال اليوم أو نستشيط غضباً من غيرها، ونرسم سوياً أحلامنا وماذا عسانا أن نفعل بعد تخرُجنا الذي نحلم به من السنة الأولى بالكلية، فمَنْ يدخل علوم ولا يتمنى من أول يوم فيها بالتخرج، وفي ظل انشغالنا بكل هذا لم أعلم بأن تلك الضحكة ستكون الأخيرة وذلك الحديث سيكون الأخير.

ياليتني كنت أعلم بأن تلك اللحظة ستكون لحظة الوداع، لم أكن سأهرب كما أفعل في أوقات كثيرة مع الكثير ممن حولي ولكن كنت سأطلب من الله أن يطيل ذلك الوقت حتى أشبع من تلك الضحكة وذلك الصوت وذلك الوجه وكنت سأمنعك من عبور ذلك الطريق اللعين الذي فرَّق بيني وبينك، ولكن مشيئة الله كتبت علينا الفراق، فلتنامي بسلام عزيزتي سلمى وليرحمك الرحمن، وليحفظ الله لنا أحبتنا فلم نعُد نتحمل الفراق.

فالفراق كثيراً يبعثه الله لنا مُحمَّلاً برسائل، في طياتها طريق العودة لله سبحانه وتعالى، ألم يأن الوقت لتلك العودة المحمودة كفى ذلك اللهو الذي نعيش فيه ولننعم بالكثير من السلام في ظل رضا الرحمن سبحانه وتعالى، فلنعيد حساباتنا من جديد، ولنتعالج من ذلك التقصير الذي نعاني منه فيقول الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم:

( يقول الله عز وجل: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، ومن تقرَّب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن تقرَّب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة).

هذا المقال مشاركة من كاتبه في إطار مسابقة «شبابيك» التي أطلقها في الذكرى الثانية للموقع

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر