علم النفس يحلل سلوك يوسف زيدان.. شخص نرجسي أم متفرد؟
من حين لآخر يطل علينا الكاتب يوسف زيدان بتصريحات مثيرة للجدل، آخرها التصريح الذي هاجم فيه أحمد عرابي حين اتهمه بالتسبب في ضياع البلد ودخولها في نفق مظلم واستعمار دام لأكثر من 70 عاما.
فما دافع يوسف زيدان من مثل تلك التصريحات؟ وهل يحاول تصحيح التاريخ حقا أم له مبررات أخرى؟
التصريحات المثيرة
الكثير من الشخصيات التاريخية لم تسلم من يوسف زيدان. هاجم من قبل صلاح الدين الأيوبي واعتبره من أحقر الشخصيات في التاريخ الإسلامي، ووصف قطز وبيبرس بالمزيفين والسفاحين الحقراء.
وتصريحات أخرى نفى فيها «زيدان» صحة معلومات تاريخية ودينية، منها: أن مصر لم تدخل الإسلام في عهد عمرو بن العاص، بل دخلته في العصر الفاطمي وتحدثت باللغة العربية، أن المسجد الأقصى الموجود في مدينة القدس بفلسطين ليس هو المسجد الأقصى المذكور في القرآن الكريم، الصراع عليه لعبة سياسية وليس له أي قدسية، كما شكك في معجزة الإسراء والمعراج.
ماذا يقول الطب النفسي؟
استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز يقول لـ«شبابيك» إن يوسف زيدان شخصية مثيرة للجدل يحاول هدم ثوابت وحقائق تاريخية، رغم أنه دارس فلسفة في الأساس وليس تاريخ، مشيرا إلى أن «زيدان» دائما ما يهاجم شخصيات ماتت، ولم يحاول من قبل مهاجمة شخصيات قيادية أو هامة لا تزال على قيد الحياة ولها نفس مكانة الرموز التي يهاجمها.
ويرى «فرويز» أن دوافع «زيدان» من هذه التصريحات المثيرة للجدل، هى:
-
لفت الانتباه ومزيد من الشهرة
«خالف تُعرف» مبدأ يؤمن به يوسف زيدان، فهو يحاول لفت الانتباه إليه بهذه التصريحات، ففي كل مرة يصرح بأي منها يلقى اهتماما إعلاميا واسعا، يُحدث «شو إعلامي» فتستضيفه البرامج التليفزيونية وتتحدث عنه الصحف والمواقع الالكترونية، أي أن دافعه الأساسي تحقيق مزيد من الشهرة.
-
إلى أي شخصية ينتمي؟
إذا كان «يوسف» زيدان يحاول لفت الانتباه إليه بمثل هذه التصريحات المثيرة، فهل هذا يعني أنه ينتمي إلى أحد الشخصيات التي تُصنف بأنها غير سوية نفسيا؟
الدكتور جمال فرويز يؤكد أن هناك 3 شخصيات يسعوا دائما إلى لفت الانتباه إليهم، هم: الشخصية النرجسية أي الي يستمتع باللعب على مشاعر الآخرين، الشخصية الهستيرية، الشخصية التشككية، وهذه الشخصية تحديدا ترى أن رأيها صواب دائما وآراء الباقين خاطئة وليس لها أساس من الصحة.
من الصعب تحديد أيا من هذه الشخصيات الثلاث ينتمي لها «زيدان» بالاعتماد على تصريحاته فقط، فلابد من التحاور معه في الكثير من الأمور، للوصول إلى تحليل كامل لشخصيته، وفقا لدكتور «جمال».
-
التفرد والتميز
من جانبه، يحلل استشاري الطب النفسي، الدكتور ماجد عزمي شخصية «يوسف زيدان» بناءً على تصريحاته بأنه شخص يحب التفرد والتميز، ويحقق ذلك بالتحدث عن أمور لم يتطرق إليها أحد من قبل، يساعده في ذلك أنه يملك قدر كبير من العلم لا يمكن إنكاره، لكن المشكلة أنه دائما ما يطرح أفكاره بصورة صادمة.
أما عن مدى تأثر المجتمع بمثل هذه التصريحات، خاصة تلك التي ترتبط بمعتقدات دينية مثل تشكيكه في معجزة الإسراء والمعراج، فيؤكد «عزمي» أنه من الممكن أن تؤثر في شريحة من الناس، خاصة «المراهقين» المتابعين لكتاباته والمعجبين به، لدرجة تشككهم في معتقداتهم الدينية واقتناعهم بالإسلام، لأن هذه المرحلة العمرية تحديدا تكون متمردة على كل شئ، بالتالي يكون من السهل تأثرها بمثل هذه التصريحات.