بعد حادثة الواحات.. أساتذة يضعون خطة لتعامل الإعلام مع الأزمات
كتب- معتز أبو ضيف:
التعتيم الإعلامي عن حادث الواحات البحرية والذي راح ضحيته أفراد من الشرطة بعد اشتباكات مع عناصر متطرفة، دفع كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي لتناقل المعلومات الصحيحة والمغلوطة عن الحادث.
«شبابيك» توجه بالسؤال لأساتذة الإعلام لتقييم تعامل الإعلام مع الحادث، خاصة بعد صعوبة الوصول إلى المعلومة من مصدر رسمي خلال الساعات الأولى من الحادث.
تعتيم غير مبرر ولا يفيد الأمن القومي
استنكر أستاذ الإذاعة والتليفزيون بجامعة القاهرة، الدكتور محمد المرسي، التعتيم الإعلامي في تناول حادث الواحات البحرية، قائلًا: «ليس في صالح الأمن القومي، بل يؤدي إلى كثير من الشائعات ويمنح وسائل الإعلام المغرضة تناول الحدث كيفما شائت».
وأوضح لـ«شبابيك»، أن عدم تناول الحادث إعلاميا نوع من الحذر المبالغ فيه، مؤكدًا أن ما حدث يحتاج لساعات وأيام حتى يتم الرد عليه للقضاء على كم الشائعات التي خرجت.
وطالب بإعادة النظر في تناول الإعلام للأزمات وطرح أشكال للتناول، بديلا عن الصمت الغير مبرر، فساحة التناول كانت لوسائل التواصل الاجتماعي، التي بها كثير من المعلومات المغلوطة، معتبرًا أن الشفافية أقصر طريق للقضاء على الشائعات.
جغرافيا مكان الحادث سبب تأخر المعلومات
عميد كلية الإعلام جامعة الأزهر، الدكتور عبدالصبور فاضل، أوضح أن جغرافية مكان حادث الواحات، وضعف وسائل الاتصال هي السبب في التأثير على نقل المعلومات إلى الوسائل الاعلامية، وتأخر صدور بيان وزارة الداخلية.
وقال فاضل لـ«شبابيك» إن تناول وسائل الإعلام لمثل هذه الحوادث يتوقف على جانبان، الأول الجانب الأمني المتعلق بسلامة الإعلاميين وعدم تعرضهم للخطر، بمنع «الداخلية» وصول الطواقم الإعلامية لأماكن الحوادث.
أما الجانب التقني يتعلق بجودة وسائل الاتصال المتمثلة في الأقمار الصناعية، والتي بدورها لم تكن متوفرة لتوصيل المعلومات إلى الجميع.
الإعلام أخطأ في عدم تناول حادث الواحات
واعترف فاضل، بخطأ الإعلام في تناوله حادثة الواحات، قائلًا: «وجب على وسائل الإعلام تعريف الجمهور بصعوبة نقل المعلومات حتى لا يضطر إلى مشاهدة وسائل إعلامية أخرى تنشر الشائعات دون التأكد من صحتها، فمخاطبة الرأي العام بحقيقة الأوضاع أفضل من تجاهلها».
واستبعد العميد، منهجية التعتيم الإعلامي بأمر من وزارة الداخية، لأن ذلك ليس في مصلحتها، مؤكدًا «لازم نعذر الداخلية بسبب صعوبة الاتصال في مكان وقوع الحادث».
واستطرد: «الإعلام المصري ليس لديه رؤية لمعالجة قضايا الإرهاب، فإعلامنا ناقل للحدث ولا يعتمد على التحليل في تناوله للقضايا، حيث تنتهي فاعليته بإنتهاء الحادثة»، معتبرًا أن الحل يكمن في مواجهة الفكر الإرهابي من خلال رؤية مستقبيلة شاملة، تتبناها كل الوسائل؛ لمنع انتشار الإرهاب.
جيهان يسري: الإعلام يحتاج لخطة تأهيل
بينما رأت عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، الدكتورة جيهان يسري، أن الاعلام المصري الخاص، يحتاج إلى خطة تؤهله للتعامل مع «حوادث العنف» والأزمات المفاجئة، باعتباره يتابعه الجمهور أكثر من الإعلام الرسمي.
وبررت يسري لـ«شبابيك»، تأخر تعامل وسائل الإعلام مع الحادث، يعود إلى عدم توافر المعلومات الصحيحة من المصادر المسؤولة، مطالبة بضرورة تنويه المشاهدين بوجود حادثة ما في مكان معين يتم التعامل معها من قبل الجهات المختصة، مع تقديم المعلومات كاملة حال وصولها.
واتهمت عميدة إعلام القاهرة، وسائل الإعلام باهتمامها ببرامج «الالهاء» التي تغفل القضايا الرئيسية، أكثر من برامج التوعية التي يجب الاهتمام بها والعمل على انتشارها لمواجهة الفكر المتطرف.
ردود أفعال:
استنكر عدد من رواد مواقع التواصل الإجتماعي والمسئولين بعدد من وسائل الإعلام، والجامعات المصرية، التعتيم الإعلامي على حادث الواحات والي راح ضحيته أكثر من 50 من أقراد الشرطة بعد الاشتباكات مع عناصر متطرفة.
وكيل كلية الحقوق لشئون التعليم والطلاب، بجامعة القاهرة، الدكتور عبدالمنعم زمزم، قال: «أنه يجد صعوبة في الوصول لقناة فضائية تبث تفاصيل عن الحادث».
بينما طالب الصحفي أحمد جبريل عبر صفحته بموقع «فيس بوك»، السلطات بنشر معلومات صحيحة وفي وقتها، حتى لا يلجأ الصحفيون إلى مصادرهم الخاصة التي تدلي بتصريحات منقوصة.
وفي السياق ذاته، استنكر الإعلامي رامي رضوان، صمت الدولة ووزارة الداخلية وجهازها الإعلامي عن الحادثة متساءلا: «ألن يخرج أحد ليُحدث المصريين بحقيقة ما حدث في الواحات؟!!!».