ابنك فاشل زي «حكمت»؟.. طيب بالطريقة دي هيبقى متفوق
ظلت «حكمت» (اسم مستعار) تعاني من تدني المستوى الدراسي لطفلها لفترة طويلة، وتشكو: «ابني كان فاشل دراسيا بمعنى فاشل. الميس بتبعتلي تقريبا كل يوم تشتكي من قلة تركيزه وتشتته، وأنا كمان نفسيا تعبت لأنه معايا كده».
إذا كنتِ تعانين من نفس المشكلة، فإليك عددا من النصائح ستساعدك في تشجيع طفلك على التفوق.
المتابعة بهذه الطريقة
المتابعة لها دور كبير في تشجيع الطفل على المذاكرة والتفوق في الدراسة، لكن يجب أن تتم بحذر خاصة في بداية التحاق طفلك بالحضانة أو المدرسة، هذا ما توصي به الاستشاري النفسي والتربوي الدكتورة رانيا صابر.
وتضيف «صابر»: «لا تبالغي في الاهتمام بطفلك عندما يبدأ في التعلم للمرة الأولى، كأن تجلسي بجواره طوال الوقت في أثناء المذاكرة أو كتابة واجباته لتُسمعيه عبارات التشجيع والثناء على ما يفعل، لأنك بعد فترة ستشعرين بالملل أو ربما تنشغلين في أعمالك المنزلية مثلا وبالتالي لن تمنحي طفلك نفس الاهتمام الذي اعتاد عليه من البداية، وبالتالي سيرى طفلك أن كتابة واجباته أو المذاكرة أصبحت أمرا ليس له قيمة، لأنه سيكون لديه رابط شرطي بين كتابته لواجباته أو المذاكرة وبين جلوسك بجواره لتشجيعه طوال الوقت».
ولتجنب ذلك عليكِ متابعة طفلك فقط وليس مراقبته في أثناء قيامه بمهامه الدراسية، وتختلف هذه المتابعة تبعا لسن طفلك، فإذا كان في الحضانة أو يبلغ من العمر 5 سنوات مثلا، فيجب متابعته كل 15 دقيقة في أثناء قيامه بمهامه الدراسية بحيث تعطي له بعض التعليمات وكلمات المديح، أما إذا كان سنه أكبر من 5 سنوات فيمكن متابعته كل 20 دقيقة»، وفقا لـ«صابر».
ومن جانبه يؤكد مدرس الأمراض النفسية والاستشاري التربوي، الدكتور ياسر نصر، في كتابه «كيف تصنع طفلا متميزا؟» ضرورة متابعة طفلك عن طريق فتح حوار يومي معه عن أحواله الدراسية وما يواجهه من صعوبات سواء في معاملته مع معلميه أو أصدقائه، فهذا يشعره بقيمة الدراسة، والاطلاع على نتائج طفلك لكن دون تأنيبه أو السخرية منه في حال حصوله على درجات ضعيفة.
تهيئة جو المذاكرة
لكي يصبح طفلك أكثر إقبالا على المذاكرة ورغبة في أداء مهامه الدراسية امنحيه الفرصة لتهيئة مكان مذاكرته بالشكل الذي يريد، فدعيه يختار بنفسه المكتب الذي يرغب في الجلوس عليه، والأقلام والألوان التي يستخدمها في أثناء كتابته الواجبات المدرسية، فكل ذلك يجعله أكثر إقبالا على المذاكرة»، هذا ما تؤكده «صابر».
هذا هو السن المناسب لتعليم طفلك لغة أجنبية.. بشرط
لوحة المكافآت
مدرس الأمراض النفسية والاستشاري التربوي، الدكتور ياسر نصر، يوضح أن الطفل يحتاج بطبيعته إلى محفزات مادية ومعنوية، وفي الغالب يستجيب للتوجيهات بصورة أكبر عند وجود هذه المحفزات، ويمكن تحفيزه عن طريق:
-
تشجيعه على مواصلة الدراسة بذكر العناصر الناجحة في الدراسة.
-
تشجيعه بهدايا رمزية من وقت لآخر.
-
تخصيص أوقات للعب والراحة.
- ترديد الكلمات التشجيعية على مسامعه والتي تزيد من ثقته في نفسه مثل: «أنا واثقة إنك هتجيب درجات أحسن»، «أنا واثقة في إنك تقدر تكتب بخط أحسن».
لوحة المكافآت تعتبر من الوسائل المجدية جدا في تشجيع طفلك على التفوق في دراسته، حيث شددت «صابر» على أهميتها، وتعتمد فكرتها على تحديد 5 مهام دراسية ترغبين في أن يُنجزها طفلك خلال اليوم أو الأسبوع (وفقا لعمره)، وتعليق اللوحة في غرفته.
وكلما تمكن من إنجاز مهمة من هذه المهام ضعي بجوارها «استيكر» نجمة، واتفقي مع طفلك على المكافآت التي سيحصل عليها وفقا لعدد النجمات، فمثلا إذا حصل على 3 نجمات فقط يمكن أن يذهب للنادي، أما إذا حصل على 5 نجمات في اليوم الواحد يمكن أن يذهب لرحلة ترفيهية في مدينة الملاهي مثلا ويمكن أن تتركي له حرية تحديد هذه المكافآت.
ويمكن أن تتضمن هذه اللوحة السلوكيات الخاطئة التي يفعلها طفلك في أثناء أداء مهامه الدراسية (كثرة الحركة مثلا) وتتسبب في تشتيت انتباهه، حيث تمنحيه مكافأة في حالة تمكنه من الإقلاع عنها لمدة معينة.
اتبعي هذه النصائح
«حكمت» تقول: «قررت أشوف الغلط فين وأحاول أعالجه بأي طريقة كانت، وفعلا جابت نتيجة ومستوى ابني اتحسن كتير»، ووفقا لتجربتها تقدم النصائح التالية التي ساعدتها في تحسين مستوى طفلها الدراسي:
-
الاهتمام بالغذاء الذي يساعد على التركيز، خاصة اللبن أو البليلة باللبن في الصباح، ومكسرات وخضار.
- التخلص من العصبية نهائيا ومحاولة السيطرة على مشاعر الغضب من طفلك بداخلك، حتى في حالة عدم تمكنه من الإجابة على سؤال ما، فيجب أن تحاول كسب طفلك بدلا من تخويفه.
- تحديد مكان للمذاكرة، والانتهاء من كل المهام الأخرى قبل البدء فيها سواء الأكل أو اللعب أو غيره.
- التحفيز بترديد كلمات مثل «أنت شاطر»، «أنت شاطر وذكي».
وتضيف: «كمان جبت منبه شكله حلو وبقيت اظبطه على ساعة معينة وأقوله لو خلصت قبله هخليك تشتري لعبة بتحبها أو أجبله شوكولاتة وبرسم نجمة في ورقة بالألوان وأحطها في قلبها واديهاله أو ارسم نجمة بتلمع على إيده، كل ده بيأثر فيه وبلاقي نتيجة ومستواه بقى أحسن كتير».
ومن جانبها تنصح الدكتورة رانيا صابر بضرورة ألا تكون جميع طلبات طفلك مجابة في الطبيعي، لأن المكافآت لن تكون مجدية في هذه الحالة وربما لا تؤثر فيه لأنها متاحة بالفعل أمامه في أغلب الوقت، مشيرة إلى أنه عليك معرفة اهتمامات طفلك المختلفة بفتح نقاش معه أغلب الوقت، حتى تتمكني من تحديد المكافآت الأكثر جدوى معه.
«صابر» تقدم عددا من النصائح الأخرى:
- لا تجعلي توقعاتك أكبر من مستوى طفلك وقدراته حتى لا يُصاب بالإحباط ومن ثم تقل ثقته في نفسه.
- احرصي على تنفيذ وعودك معه، لكسب ثقته ومن ثم ينصاع لتوجيهاتك المختلفة فيما يخص الدراسة أو غيرها.
- امنحيه الفرصة لاختيار المادة التي يرغب في مذاكرتها أولا، من الأفضل أن تكون مادة سهلة.
- لا تجعلي المذاكرة أول اختياراته بعد الرجوع من الحضانة أو المدرسة، بل امنحيه وقتا كافيا للراحة والترفيه أولا.
- تجنبي مقارنته بأخواته أو زملائه في المدرسة.