هبة خليف.. كفيفة قررت إضاءة حياة الطلاب المكفوفين
وجدت خريجة كلية الآداب جامعة الإسكندرية، هبة خليف، في افتتاح أفرع لمكتبة الإسكندرية بالجامعات المصرية ضالتها؛ لنقل ما تُعلمه للمكفوفين داخل محافظتها إلى الجميع خارج هذا النطاق المحدود.
هبة خليف مكفوفة قادها عدم تمكنها من التعين كمعيدة بالجامعة بعد تخرجها من قسم اللغة الإنجليزية في الترتيب الثالث على الدفعة إلى العمل حتى نيل الماجيستير في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعليم العام في الدول النامية، والآن لا تجدها إلا مبتسمة وهي تستقبل تحيات الإعجاب بما تقوم به.
تحكي أخصائي برامج ذوي الاحتياجات الخاصة لـ«شبابيك»، عن بداية عملها بمكتبة طه حسين للمكفوفين التابعة لمكتبة الإسكندرية عام 2001، قضت فيها سنوات تُعلم المكفوفين كيفية استخدام الحاسب الآلي.
وعندما علمت بإنشاء أفرع لمكتبة الإسكندرية بالجامعات تحت مسمي «سفارات الجامعة» سعت لنقل الخدمات التي تُقدم بمكتبة طه حسين لجميع المحافظات، ومن هنا انتقل عملها لداخل المجتمع الطلابي.
وأهّلها الماجيستير الذي حصلت عليه من جامعة «برمنجهام» البريطانية، إلى تحديد الاحتياجات التي تنقص طلاب الجامعات المكفوفين، فتعمل على تعليمهم المهارات الأساسية التي لا تلقى الاهتمام الكافي قبل إلحاقهم بمراحل بالتعليم العالي.
تقول أخصائي برامج ذوي الاحتياجات الخاصة، إنها تقوم من خلال عملها بسفارة المعرفة بجامعة القاهرة بعقد ورش عمل لتعليم المكفوفين طريقة استخدام العصا البيضاء؛ لمساعدتهم في صعود ونزول السلالم والتعامل مع الأبواب والتعرف على محتويات الأماكن التي يتواجدون فيها، إضافة لتعليمهم القراءة والكتابة بطريقة «برايل».
وتتذكر دائما ورش العمل التي حاضرتها في جامعة الأزهر، عندما وجدت مهارات المكفوفين لديهم منعدمة، والمعاهد الأزهرية لا تعلم الطلاب القراءة بطريقة «برايل»، وتؤكد على أهمية تلك المهارات للطالب المكفوف لعيش حياة مستقلة لا يحتاج فيها لمن يساعده في المشي أو يكتب أو يقرأ له.
ولا تقف خدمة هبة خليف للمكفوفين عند تمكينهم من التعامل مع الأشياء من حولهم؛ بل إنها تحاول توعية المبصرين عن كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
حيلة ذكية تستخدمها لتوعية المبصرين بطريقة غير مباشرة عن طريق تنظيم أنشطة لهم عن مهارات الحوار والتواصل باللغتين العربية والإنجليزية، وتنتظر خلالها أسئلة الحضور عن كيف تعلّمت وذاكرت حتى وصلت إلى ما هي فيه وهي كفيفة؟، وحينها تكون الفرصة مناسبة لإيصال رسائلها التوعوية دون لفت الانتباه أنها مقصودة.
وتطمح لتقديم أنشطة أكثر للمكفوفين عن المهارات التكنولوجية المساعدة وأجهزة الكومبيوتر وطريقة التعامل مع الهاتف المحمول وبرامجه.