أشرقت ياسين تكتب: أبلغهم مني السلام
"احكي للعالم احكي له، عن بيت كسروا قنديله " دائما ما استمع يا بُني إلى تلك الكلمات التى تغنيها الفلسطينية الجميلة ريم بنا، تحكي فيها عن الألم الذي يشعر به أهلنا في فلسطين، ثم تسحبني الراحلة العظيمة رضوى عاشور في قراءة روايتها "الطنطورية"، فأشعر أننى بينهم فى فلسطين اتألم معهم و ننتفض سوياً، وأتذمر من العالم الصامت الذي لا ينتفض أبدا .
أكتب إليك يا صغيري قبل أن أراك .. إذا أتيت إلى هذا العالم فلا تتبع ظالماً، ولا تتردد فى إغاثة المظلومين، وحاول أن تحافظ على كونك إنسان..لا تتركهم يخبرونك أنك لن تتأثر سلباً بما يحدث فى البلاد من حولك، وألا تشغل بالك بالحدث إذا كان خارج حدود بلدك. لم نختر أبداً أن يتم تقسيمنا، بل هم أرادوا ذلك لقد كنا بلاد واحدة حتى قسمنا الإحتلال فاتبع فينا سياسة التفريق و التخوين فيما بيننا حتى نظل تحت رحمتهم إلى الأبد .
أريدك ألا تعتاد أبدا على الظلم، والهوان، والخنوع، والاستسلام، بل كُن قوياً يا فتى وحاول تقديم المساعدة حتى ولو بسيطة، تعلم من المناضلين الصبر دائما ولا تسئ الظن في عدل الله فمهما دام ظلمهم فسيزول، وستنكشف الحقيقة .
إذا كتب الله لي أن أراك سوف أحكي لك الكثير من الحكايات عن أطفال وشباب ونساء وشيوخ.. سأحكي لك عن محمد الدرة، والشيخ محمود ياسين، وهديل الهشلمون ذات الـ18 عاما ، لقد هزموا الذل وحدهم ولم يخشوا من الطاغوت الذي يخشاه العديد من حكام العالم.
أخيراً يا صغيري .. لا تخاف الموت ،فالموت حقيقة لا تستحق الخوف و لكن عليك أن تخاف من غايتك التي تموت من أجلها وحالتك التي تموت عليها، إنها حياة واحدة و ميتة واحدة .. فلتكن ذات قيمة، وأوصيك يا بني أن تذهب إلى تلك البلاد إن استطعت وأن تخبر أهلها انى كنت اتمنى لقائهم ،و حلمت كثيرا بزيارة بلادهم .. وأبلغهم مني السلام .