دليلك للتعامل مع تدخل الأهل في اختيار شريك حياتك
اختيار شريك الحياة حق لأصحاب الشأن فقط، لكن بعض الآباء يتدخلون ويعطون لأنفسهم حق اختيار زوج أو زوجة المستقبل لأبنائهم.
في هذا التقرير من «شبابيك» يروي شباب وبنات معاناتهم مع إصرار الأهل على اختيار زوج وزوجة المستقبل، كما سنتعرف أيضا على الطريقة الأفضل للتعامل مع تدخلات الأهل.
توقف عن الاختيار لنفسك!
«أنت اخترت مرة وكان اختيارك غلط، مش هنسمحلك تختار تاني لأنك مش بتعرف تختار، لو عايز تتجوز يبقى أنا وباباك اللي هنختارلك»، هكذا روى «محمد» لـ«شبابيك» معاناته مع أهله في اختيار شريكة حياته.
«محمد» سبق وخطب فتاة كان يعرفها، ولكن لم تدم الخطبة طويلًا لحدوث مشاكل كثيرة مع خطيبته وبين الأهل عمومًا، ومنذ هذه اللحظة قرر أهله عدم ارتباطه بأي فتاة سوى التي سوف يختارونها له.
ومرت الأيام وتعرف «محمد» على فتاة أخرى وقرر التقدم لخطبتها، ليصطدم برفض أهله التام لها دون معرفة أي معلومات عنها أو زيارة أهلها والتعرف عليهم، وأكدوا له أنه لن يتزوج إلا بفتاة من اختيارهم حتى وإن ظل بدون زواج.
وحاول أهله خطبة فتاة له عن طريق زواج الصالونات، ولكنه كان يرفض، وعندما أراد أن يخطب زميلته في العمل، أبدى أهله رفضهم التام لمبدأ زواجه من أي فتاة من اختياره.
غير «أبوها استريح منها».. الجواز حلو بس إيه؟
الاختيارات الخطأ
قصة «هدير» لا تختلف كثيرًا عن «محمد»، حيث أنها تمت خطبتها لزميلها بعد التخرج من الجامعة مباشرة، وحدثت مشاكل عديدة مع خطيبها ولم يكن هناك أي علاقة بين الأهالي لتقرر فسخ الخطوبة، وفق حديثها لـ«شبابيك».
ويرفض أهل «هدير» فكرة ارتباطها بأي شخص عن طريقها سواء كان زميلها في العمل أو شقيق صديقتها مثلًا، وتقول: «أي حد يتقدملي بيترفض من قبل ما يجي البيت، هما شايفين أني مش بعرف اختار واختياراتي كلها غلط ولازم هما اللي يختاروا الزوج المناسب ليا، وفي الآخر هضطر أسمع كلامهم لأني بنت».
مهمة الأهل التوجيه فقط
استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية الدكتورة صافيناز المغازي تقول إن: «الموضوع مش عملية اختيار أو تسلط، ولكن يجب على الشاب تحمل المسئولية حتى لو فشل في اختياره السابق، ومهمة الأهل تقتصر على الإرشاد والتوجيه فقط».
وترفض «المغازي» فرض اختيار معين على الأبناء بشكل قاطع، خاصة أنهم في عمر الشباب: «ومن المفترض أنهم كبروا ونضجوا ولديهم حياتهم الخاصة، وإذا وافق الشاب على اختيار أهله دون اقتناع فربما تقابله عثرات مستقبلا».
تحمل مسؤوليتك
وتضيف «المغازي» أن معظم الشباب والبنات أصبح لديهم خبرة بعكس الماضي، ويجب أن يفكروا جيدًا في مدى ملائمة شريكـ/ة الحياة لهم. ومن المواقف الحياتية تأتي الخبرات، ويجب استطلاع رأي الأهل في شريكة الحياة، وفي النهاية يعتمد الشاب على نفسه ويفكر ويأخذ القرار المناسب.
تقول استشاري الصحة النفسية لـ«شبابيك» إن بعض الأهالي يرتكبون خطأ كبيرًا بالتدخل في شئون أبنائهم واختيار الزوجة بدلا منه، وهذا يجعل الشباب يشعر بانعدام قيمته في المجتمع، فكيف إذا سيقوم المجتمع على شباب يأخذ قرارته المصيرية من أهله؟ لذلك يجب أن يكون رأي الأب والأم استشاري فقط.
وتشدد «المغازي» على ضرورة تعليم الأطفال الصغار حرية الاختيار ومساعدتهم وتقديم أفضل الحلول لهم، حتى تكون هذه الأمور هي البدايات العملية على الاختيار واتخاذ القرارات المصيرية ومنها بالطبع شريك الحياة فيما بعد.
اختيارات الأهالي «نمطية»
وعن إصرار بعض الأهل على اختيار شريك أو شريكة الحياة للأبناء، تقول استشاري العلاقات الأسرية: «مينفعش يوصل الموضوع للدرجة دي، مش هما اللي هيتجوزوا، يجب أن تكون هذه الأمور بالتنسيق والمساعدة، مينفعش هما اللي يختاروا لأن كل واحد عنده اختياراته، ونماذج الأهالي نمطية ثابتة من زمان».
ويأتي هنا دور الشاب أو الفتاة في عملية اختيار الشريك المناسب وإقناع الأهل، وذلك عن طريق مشاركتهم الرأي والتحدث معهم، ولكن في النهاية يكون الاختيار لصاحب الشأن، وهذه الأمور تساعد على تعليم الشباب كيفية الاختيار السليم وقيادة أسرته بعد ذلك.
الأهل سبب ارتفاع نسبة الطلاق
تؤكد «المغازي» أن تدخل الأهالي بطريقة أو بأخرى ضمن أسباب ارتفاع معدلات الطلاق، وتضيف: «ولذلك في حالة وجود أي اعتراض أو مشاكل من الأهل على الزواج، يجب أن يكون دورهم تقديم النصيحة للأبناء فقط، لكن التدخل يشكّل ضغطا على حريات الإنسان. وهذه أبسط الحقوق وهي حرية اختيار الشريك المناسب».
نصيحة للأهالي والأبناء
ووجهت استشار العلاقات الأسرية نصيحة للأهالي: «ساعدوا أبنائكم ولكن سيبوهم يدخلوا المجالات اللي عايزينها، ويختاروا زي ما هما عايزين، لو الاختيار كان غلط خالص بيبقى ليه ملامح ودورنا نوضح أن ده غلط، ولكن إذا كان الاختيار صحيحًا يجب أن يقفوا مع الأبناء، وتكون هناك مرونة في التعامل».
أما نصيحتها للشباب، فكانت: «على الشباب التمسك باختياره ويكون لديه حرية في الاختيار كما عليه أن يعي جيدًا النواقص التي يفتقدها في التعامل مع الجنس الآخر ويتعلم كيفية التعامل والتغلب على عيوبه، ولا يعني ذلك رفض رأي الأهل مطلقا فيجب وضعه في الاعتبار والاستناد إليه في حال عدم القدرة على اتخاذ قرار واضح».