أنت تقدر تبطل السجاير زي الناس دي.. تجارب حقيقية

أنت تقدر تبطل السجاير زي الناس دي.. تجارب حقيقية

هل قررت الإقلاع عن التدخين بعد الزيادة المستمرة في أسعار السجائر؟ إذا أنت ربما في حيرة من أمرك الآن، فلا تدري من أين تبدأ، وربما أقلعت لعدة أيام لكنك عدت مرة أخرى. لا عليك فيجب ألا تفقد عزيمتك وإصرارك. هناك تجارب واقعية لشباب تمكنوا من الإقلاع عن التدخين نهائيا، و«شبابيك» ينقل لك تجاربهم في هذا التقرير، فربما تكون البداية التي تشجعك على الإقلاع.

لا تبدأ فوراً

كان محمد قنديل ينفق مبلغا شهريا لا يُستهان به على السجائر، الأمر الذي دفعه إلى الإقلاع عنها، خاصة مع ارتفاع الأسعار وزيادة تكاليف المعيشة. يقول «قنديل»: «في البداية لما قررت أبطل تدخين أخدت قرار إن آخر يوم النهاردة هشرب فيه سجاير، لكن تاني يوم بعد ما فطرت ولعت سجارة عادي جدا، فعرفت إن لازم يكون عندي دافع أبطلها عشانه».

لم يتسرع محمد قنديل في الإقلاع عن التدخين بمجرد تحديد الدافع والهدف، بل قرر أن يمنح نفسه بعض الوقت حتى لا يتراجع مرة أخرى

ويتابع: «الدافع ده كان مادي، بدأت أفكر هوفر كام في الشهر لما أبطل تدخين، بما إني كنت بشرب علبة في اليوم، فحسبتها لقيت إني بشتري سجاير بـ750 جنيه في الشهر، فقررت أبطل السجاير وأوفر فلوسها اشتري بيها حاجة مفيدة، وحددت أول حاجة هشتريها بعد أول شهر».

لم يتسرع «قنديل» في الإقلاع عن التدخين بمجرد تحديد الدافع والهدف، بل قرر أن يمنح نفسه بعض الوقت حتى لا يتراجع مرة أخرى، يوضح: «اديت لنفسي ميعاد وقولت بعد 10 أيام هبطل تدخين، ده زود حماسي أكتر بقيت مستني اليوم اللي هيجي وهبطل فيه».

اليوم الأول من الإقلاع ربما يكون أصعب الأيام على الأطلاق، إلا أن «قنديل» قرر الصوم في هذا اليوم. وبناءً على تجربته ينصح: «أول يوم ده لازم تصوم، هتصوم لربنا بنية أنه يساعدك أنك تستمر، غير إن الرغبة في التدخين وإنت صايم بتبقى ضعيفة».

اخدع عقلك

امتلاكك نقودا كثيرة في أثناء تواجدك خارج المنزل يشجعك على شراء السجائر وبالتالي يحول دون اتخاذ الخطوة الأولى في طريق الإقلاع، إلا أن أحمد عبد الحميد، الذي أقلع عن التدخين نهئيا تحايل على ذلك، موضحا: «أول حاجة عملتها لما أخدت قرار إني أبطل تدخين، إني قللت الفلوس معايا بدل ما كنت بنزل بـ50 جنيه، خليتها 15، لما كنت برجع البيت كنت بفرح العيال الصغيرة وأجبلهم ملبس وشيبسي وبلالين بالـ35 جنيه اللي كانت بتتصرف على السجاير، بعد أسبوع عزمتهم بره البيت».

امتلاكك نقودا كثيرة في أثناء تواجدك خارج المنزل يشجعك على شراء السجائر وبالتالي يحول دون اتخاذ الخطوة الأولى في طريق الإقلاع

خداع العقل حيلة أخرى لجأ إليها «عبد الحميد» حتى تتمكن بالفعل من الإقلاع عن التدخين. يحكي تجربته: «بعد كده وأنا في الشغل بقيت احط جنبي لتر ميه كل شويه أشرب وأكل ملبس ولبان، مع الوقت عقلي بدأ يفكر في إني بحارب الملبس واللبان مش السجاير، في الأول كنت بجيب بـ5 جنيه ملبس بعد كده بـ4 وبعدين بـ3، هكذا مع الوقت إرادتي بقيت تكبر».

وحتى لا يُثنيه أصدقائه عن قراره، قرر «عبد الحميد» خداعهم أيضا، قائلا: «لما حد كان بيعزم عليا بسجاير كنت باخدها وبعدين بكسرها وارميها. وفيه أصدقاء سوء كانوا زعلانين إني بطلت، فضحكت عليهم وقولتلهم إني بشرب شيشة دلوقت عشان عندي أزمة في الفلوس، عشان ميحولوش يقنعوني إني أرجع أدخن تاني».

حصالة

إدخار النقود التي تنفقها على شراء السجائر لاستثمارها في شئ أكثر جدوى، كالصدقة أو شراء مستلزمات تحتاجها، ربما يكون حافزا قويا يشجعك على الإقلاع عن التدخين مثلما فعل محمد ناجي، الذي يقول: «قدرت أبطل تدخين بعد سنين طويلة، واللي شجعني على كده إني قررت أحوش فلوس السجاير لبنتي الصغيرة، وفعلا خلال 5 أيام كنت حوشت تمن ترينج اشتريته ليها».

لا تفقد الأمل

محاولاتك السابقة للإقلاع عن التدخين باءت بالفشل؟ إذا لا تفقد الأمل، بل عليك تكرار المحاولة حتى تحقق ما تُريد، فرغم فشل هيثم عزت في الإقلاع عن التدخين أكثر من مرة إلا أنه لم يفقد الأمل خاصة بعدما عايش تجارب زملائه الذين تمكنوا من الإقلاع عنه لسنوات طويلة.

إدخار النقود التي تنفقها على شراء السجائر لاستثمارها في شئ أكثر جدوى، كالصدقة أو شراء مستلزمات تحتاجها، ربما يكون حافزا قويا يشجعك على الإقلاع عن التدخين، مثلما فعل محمد ناجي.

يحكي «عزت» تجربته: «بعد ما الأمل اتجدد تاني، حددت يوم هبطل فيه، طبعا في اليوم ده كنت عامل حسابي فمشتريتش سجاير، في البداية كنت بفكر أشرب سيجارة واحدة في اليوم، لكن طبعا لو شربت سيجارة مش هكتفي بيها، فكان لازم مشربش خالص».

ويضيف: «كنت بتكلم مع أصدقائي اللي عندهم تجربة في تبطيل التدخين، وكانوا بيشجعوني ويدوني قوة وأمل. في أول شهر استخدمت مسليات زي اللب، والسوداني، والنعناع، الاسكوتش مينت، وفي الأول حاولت ابعد عن المدخنين قدر الإمكان لكن حاليا بقعد معاهم عادي، بقالي بالظبط 9 شهور و11 يوم مبطل تدخين».

الاستعانة بالله

عشرون عاما لم يمتنع فيها عمرو نوار، 35 سنة، عن التدخين يوم واحد تقريبا، فكان يدخن يوميا من علبة ونصف لعلبتين، إلا أن عزيمته وإصراره ورغبته في الإقلاع عن تلك العادة السيئة مكّنته من التخلص منها رغم مرور سنوات طويلة على اعتياده عليها.

الاستعانة بالله واللجوء إليه كانت هي وسيلته الوحيدة التي اعتمد عليها حتى تمكن من الإقلاع عن التدخين، يقول «نوار»: «كنت بدعي ربنا إني أبطلها، واشتريت سبحة وكنت كل ما أفتكر السيجارة ابتدي أسبح على السبحة، أول أسبوع كان صعب جدا لكن بعد كده حسيت بفرق في كل حاجة حتى التذوق والشم.. ده شجعني أكتر إني استمر».

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب