حتى اليهود عارضوا ترامب.. حاخامات ومنظمات يهودية يرفضون نقل سفارة أمريكا للقدس

حتى اليهود عارضوا ترامب.. حاخامات ومنظمات يهودية يرفضون نقل سفارة أمريكا للقدس

منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، اعترافًا منه بتبعية المدينة المقدسة لإسرائيل؛ ولم يشعل هذا القرار غضب المسلمين فحسب؛ بل إن كثيرًا من اليهود في أمريكا عارضوا هذا القرار، من بينهم سياسيون ومنظمات يهودية وحاخامات يهود أيضًا.

منظمات يهودية ضد نقل السفارة

  • «صوت اليهود»: إدارة ترامب تدعم الاحتلال الإسرائيلي

شعار يحمل عبارة «#قولوا "لا" لترامب » أو «#Tell Trump No» يتصدر الصفحة الرئيسية لمنظمة «صوت اليهود من أجل السلام» والتي أصدرت عدة بيانات تؤكد فيها أن نقل السفارة الأمريكية للقدس، يمثل خطرًا على حقوق الفلسطينيين، وسيجعل الولايات المتحدة وحيدة في موقفها هذا في مواجهة المجتمع الدولي.

«فمنذ 70 عامًا والولايات المتحدة تعطي إسرائيل موافقة ضمنية لسرقة الأراضي الفلسطينية، وبناء مستوطنات غير قانونية، وتنكر حق الفلسطينيين في القدس الغربية التي تقع تحت الاحتلال الإسرائيلي اليوم، وجميع حقوقهم الأخري في جميع فلسطين المحتلة».. كانت هذه كلمات «ريبيكا فيلكوميرسون» المديرة التنفيذية للمنظمة.

«القدس تعتبر رمزًا للقداسة والأمل، للعديد من الناس من ديانات مختلفة، نحن نريد القدس كعاصمة مشتركة يعمها السلام؛ ونقل السفارة الأمريكية للقدس لا يعتبر تحديا للقانون الدولي بل يعزز كذلك الحركة الصهيونية التي تريد انتزاع الأرض على أساس ديني».. هكذا علقت نائب مدير المنظمة «أليسا وايز» في بيان نشره الموقع الإلكتروني لـ«صوت اليهود من أجل السلام».

وبينما تبدو هذه المنظمة معارضة لسياسية «ترامب» كلية وتبدي تعاطفًا مع قضايا الشرق الأوسط والبلاد الإسلامية؛ فهناك يهود آخرين بأمريكا عارضوا نقل السفارة للقدس لأسباب مختلفة؛ حتى مع كونهم داعمون لحق اليهود في إقامة وطن لهم بإسرائيل.


 

  • منظمة جي ستريت: نقل السفارة سيريق الدماء بالقدس

«يجب أن تعلم الإدارة الامريكية أن عدد قليل جدًا من اليهود الأمريكيين – لا يتجاوز الـ20%- يؤيدون قرار ترامب؛ الذي سيكون له عواقب وخيمة على علاقة أمريكا بحلفائها العرب وخصوصا السعودية والأردن».. كانت هذه كلمات «جيرمي بن عامي» مدير منظمة «جي ستريت»؛ رغم أنها المنظمة التي تؤمن بضرورة وجود وطن آمن لليهود في فلسطين.

«نقل السفارة الأمريكية سيريق المزيد من الدماء بالقدس ولن يجلب السلام».. و «معظم اليهود الأمريكيين وكذلك الأمريكيين بصفة عامة، لا يدعمون قرار ترامب، ويرون أنه لابد أن تكون هناك مفاوضات سلام شاملة بحضور قوي للدول العربية، وعلى أساسها يتم إعلان القدس كعاصمة للدولتين».. هذا ما يؤمن به «بن عامي» وفق ما نقلته عنه صحيفة هآرتس الإسرائيلية.

سياسون أمريكيون ضد ترامب

  • بيرني ساندرز: نقل السفارة خطأ قد لا يمكن تداركه

«كان هناك سبب وجيه دفع جميع رؤساء أمريكا السابقين لعدم اتخاذ مثل هذا القرار، وهو السبب نفسه الذي جعل جميع قادة العالم يحذرون ترامب من نقل السفارة، فهي تضر بعملية  السلام الفلسطيني – الإسرائيلي بشدة، وبشكل قد لا يمكن تداركه أو إصلاحه».. هكذا علق عضو الكونجرس اليهودي، «بيرني ساندرز» على قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس، في تغريدة له بموقع «تويتر».

«ساندرز» اختار أن يعارض «ترامب» في قراراه بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل؛ رغم كونه أحد المرشحين الذين نافسوا على الانتخابات الأمريكية السابقة، والذي يصف نفسه بـ«اليهودي المؤمن» والذي قال أنه «لو لم تكن لديه مشاعر روحية ودينية قوية جدا؛ لما رشح نفسه لرئاسة الولايات المتحدة».


 

  • رون كلين: ترامب تخلى عن دور أمريكا في المنطقة

«لقد تخلى ترامب عن الدور التقليدي لأمريكا في المنطقة، وخصوصا في دعم السلام الفلسطيني – الإسرائيلي،  متجاهلا جميع جهود الرؤساء السابقين، وهو بذلك يخلق فراغًا خطيرا، ستملؤه روسيا بسرعة» هذا يقول عضو الكونجرس السابق «رون كيلن»، وفقا لصحيفة «الجاردين» البريطانية.

حاخامات يهود يعارضون ترامب

لم يقف انتقاد «ترامب» عند المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، فقد تلقى «ترامب» انتقادات حادة من الحاخامات البارزين بالولايات المتحدة.

  • الحاخام ديفيد شنيار: ترامب يستخف بكل شيء

«بالنظر إلى حساسية القضية وما يمكن أن تثيره من قلق؛ فلا أعتقد أن نقل السفارة إلى القدس هو قرار يجب أن يتخذه شخص واحد، حتى لو كان رئيس الولايات المتحدة نفسه» هكذا علق  الحاخام اليهودي الأمريكي «ديفيد شنيار».

«إنه قرار لا يمكن الاستخفاف به، وكان يجب أن تتم مناقشته جيدا من أصحاب الخبرة في هذه القضايا الشائكة، ولكن الاستخفاف جزء من تاريخ «ترامب» وكذلك إلقاءنا خارج القضايا الحساسة كهذ»؛ كما تنقل صحيفة «الجارديان» البريطانية، كلماته.
  • الخاخام ريك جاكوبس: ليس في هذا التوقيت

ورغم أن الحاخام الأمريكي ومدير منظمة «الاتحاد من أجل إصلاح اليهودية»  «ريك جاكوبس» يعلن اتفاقه مع «ترامب» في كون القدس عاصة لإسرائيل، لكن هذا لا يعني أن نوافق على قرار ترامب بنقل السفارة الآن، دون أن تكون هناك مفاوضات كبيرة للسلام، ودون اعتبار وضع القدس، باعتبارها مدينة مقدسة لكل من اليهود والمسيحيين والمسلمين». وفقا للصحيفة البريطانية.

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال