لكي يتحدث طفلك اللغة العربية دون عناء.. هذه أكثر الطرق نجاحا

لكي يتحدث طفلك اللغة العربية دون عناء.. هذه أكثر الطرق نجاحا

هل تريد لطفلك أن يتأسس جيدًا في اللغة العربية ويستطيع تحدثها بطريقة سليمة مناسبة لسنة؟ الأمر إذا لا يقتصر على تعلم مفردات اللغة وقواعدها، فهو في الأساس تنمية وغرس للهوية العربية بداخل الطفل، والتي إن ضاعت فلن تنفع مع الطفل أي وسيلة لتعليم اللغة العربية، كما يؤكد خبراء اللغة والتربية.

مهما كان عمر طفلك، يمكن أن تبدأ معه بعض الخطوات لتأسيسه في اللغة العربية، بطرق تناسب سنة وأكثرها مليء بالمرح والفائدة.

* النصائح الواردة في التقرير مقدمة من أستاذ اللغة العربية بالجامعة الأمريكية، أحمد العشري الجمل، ومعلمة رياض الأطفال وأخصائية تنمية مهارات الأطفال وتعديل السلوك، سوزي ربيع.

مدرسة لا تُعلم الإنجليزية

في سنوات الطفل الأولى، وتحديدًا في المرحلة الابتدائية بأكملها، لا يفضل أن يذهب الطفل إلى مدارس لغات أو مدارس تعلم اللغة الإنجليزية بقدر الإمكان.

يقول العشري: «لا أعلم إذا كان هذا النوع من المدارس موجدًا الآن أم لا؛ ولكن في جميع الدول «المحترمة» هناك قاعدة أساسية متفق عليها، وهي أن يتعلم الطفل لغته الأم فقط في المرحلة الابتدائية بأكملها».

التعليم المنزلي


وإن لم يوجد هذا النوع من المدارس وكنت تريد لطفلك أن يتأسس جيدًا في اللغة العربية أو ينشأ محافظًا على هويته؛ فالبديل سيكون في «التعليم المنزلي» لأن هذه المدارس لا تعلم الطفل اللغة الأجنبية فقط، ولكن تغرس فيه هوية مختلفة.

والتعليم المنزلي ببساطة يعتمد على دراسة الطفل في المنزل، ولكنها ليست دراسة تقليدية، تعتمد على شقين؛ الشق الأول هو يختار الوالدان المناهج المناسبة للطفل وفقا لمهاراته وقدراته وماذا يريدان أن يعلمانه ويغرسان فيه منذ الصغر؛ ثم يذهب إلى المدرسة لأداء الامتحانات فقط.

والشق الثاني هو المهارات الحياتية، بأن يتعلم الطفل من خلال زيارة مثلا للمزرعة أو التعامل مع خبرات مختلفة، حتى يكتسب المهارات الحياتية التي تمكنه من  تحديد هدفه وما يريد في هذه الحياة عندما يكبر.

تعلم القرآن الكريم

وبالنسبة لخطوات تعليم اللغة العربية؛ فالحل الوحيد والأهم بالنسبة لمعلمة رياض الأطفال سوزي ربيع، هو أن يتعلم الطفل القرآن الكريم، منذ سنواته الأولى.

هناك الكثير من الدورات الخاصة بتحفيظ القرآن الكريم للأطفال وبالتجويد، وكلما اعتاد الطفل الصغير على الاستماع للقرآن، ساعده ذلك تعلم اللغة العربية الصحيحة من حيث النطق ومخارج الحروف والتشكيل.

ويفضل أن تبدأ مع طفلك بقصار السور، والتركيز على حفظها بالتجويد.

قصص الأطفال باللغة العربية

إذا أردت أن يتعلم طفلك اللغة العربية، فيجب ألا يشعر أن الأمر مرهقًا بالنسبة له أو أكبر من سنة؛ فمثلا يمكنك أن تشجعه على قراءة القصص الخاصة بالأطفال، فهذه القصص تكتب باللغة العربية وليس بالعامية بالطبع، وهي لا تساعد الطفل على تحسين اللغة فقط، ولكن تنمي لديه الإبداع والخيال.

ولكن أخصائية تنمية مهارات الأطفال تحذر الآباء من القصص المترجمة إلى اللغة العربية، خصوصا إذا كان عمر الطفل صغيرًا، لأن الترجمة في الغالب تكون سيئة وقد تشوه اللغة في عقل الطفل.

أفلام الكرتون

يجب أن تخاطب الطفل بما يحبه وما يتوافق مع عقله الصغير، إذا أردت أن يتعلم اللغة العربية، وهنا يمكنك أن تعوده على مشاهدة أفلام الكرتون باللغة العربية.

ولكن على الآباء أن يحترسوا في اختيار هذه الأفلام، فيبحثوا عن الكرتون المليء بالقيم، لأن بعضها قد تكثر به المشاهد المخلة.

تعليم المهارات وليس القواعد

عندما تُعلم طفلك اللغة العربية، فيجب أن تبتعد تمامًا عن تحفيظه القواعد الجوفاء، ولكن ركز على المهارات. فمثلا ركز على تعليم الطفل كلمات جديدة، والنطق الصحيح لها، أو عوده على قراءة فقرات قصيرة ومناسبة لسنه باللغة العربية.

الاستماع إلى الراديو


قد تراها وسيلة تقليدية بعض الشيء، ولكن أخصائية تنمية مهارات الأطفال تؤكد على أن الراديو يجب أن يكون جزءًا مهمًا من المنزل مثل الكومبيوتر أو التابلت.

فمثلا عندما يكون الراديو مفتوحًا في المنزل باستمرار على إذاعة القرآن الكريم أو إذاعة البرانمج الثقافي أو غيرها مما تتحدث باللغة العربية، سيمتص عقل الطفل اللغة ونطقها وتعبيراتها الصحيحة، حتى لو كان في سن صغيرة جدًا أو لا يستطيع الحديث إلا بكلمات قليلة، فعقل الطفل عقل ماص، يمتص كل شيء في البيئة المحيطة ويخزنه، ثم يعكسه في تصريفاته بعد ذلك عندما يكبر سنه قليلا.

لا تجعل من طفلك نسخة كرتونية

الهدف من كل ما سبق هو أن يتقن الطفل اللغة العربية من جميع جوانبها، قراءة وتحدثا وكتابة، ولكن هذا لا يعني أن يحدث الطفل في الشارع وبين زملاءه باللغة العربية بطريقة كرتونية، وإلا سيكون موضعًا لسخرية الجميع.

لا مانع من أن يكون لك مع طفلك أحاديث قصيرة باللغة العربية كنوع من التدريب، أو أن تتخلل الجمل العامية كلمات عربية؛ فالطفل لا يزال بحاجة للحديث في الشارع بالعامية حتى لا يكون شاذا عن المجتمع.

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال