رئيس التحرير أحمد متولي
 التعليم المنزلي.. علّم أولادك بدون معلم

التعليم المنزلي.. علّم أولادك بدون معلم

قبل إختراع المدارس كان الأطفال يتعلمون في منازلهم، ويتولى مهمة تعليمهم الأب أو الأم أو يحضران لهم معلما خاصا يتولى تعليمهم في جميع العلوم المتاحة في ذلك الزمن.

وعندما يكبر الطفل ويبلغ سن الشباب تكون أمامه حرية الاختيار في قراءة وتعلم علوم بعينها. هكذا تعلم أعظم الكتاب والعلماء قديما. وهكذا ظهر مؤخرا ما يسمى بالتعليم المنزلي، بمعنى أن يتلقى الطفل تعليمه بعيدا عن المدرسة بما يناسب مهاراته وقدراته.

التعليم المنزلي الآن يبدو النسخة المطورة من التعليم القديم؛ فالطفل لا يتعلم في المدارس سواء الحكومية أو الخاصة، بل يتولى والداه تعليمه في المنزل أو يحضران معلما يتابعه. ويختلف التعليم المنزلي عن الالتحاق بالمدارس في أنه لا يتقيد بالمناهج الحكومية. بل تكون الحرية متاحة أمام الوالدين لاختيار المواد التعليمية  التي تناسب الطفل، بما في ذلك الأنشطة التعليمية والتركيز على ميول الطفل واهتماماته.

​​​​​​​

ففي سن معين يكون الطفل على استعداد لتعلم شيء معين كالرياضيات مثلا، وحينها يركز الأبوان على تعليم الطفل مباديء الرياضيات والأنشطة المتعلقة بها. كما توضح مؤسسة ابن خلدون للتعليم المنزلي، وهي مؤسسة ناطقة بالعربية، وتهتم بكل ما يخص التعليم المنزلي ومقرها بالولايات المتحدة الأمريكية.

وتؤكد مؤسسة ابن خلدون في موقعها على الإنترنت، أن التعليم المنزلي يتطلب من الأبوين التزاما أكثر من التعليم المدرسي، وأن يقسما الوقت بينهما أو يحضرا لأطفالهما معلما خاصا، كما يتطلب الأمر وضع خطة محكمة وتنظيم الوقت حتى لا تحدث فوضى ويتخلف مستوى الطفل التعليمي وتصبح النتيجة عكسية تماما.

التعليم المنزلي ونظام المنازل

في نظام المنازل يكون الطفل مقيدا بالمدارس المصرية، ويدرس مناهجها وموادها الدراسية، لكنه غير ملتزم بالحضور إلا في الامتحانات. وبعد مرحلة الدراسة الثانوية تكون أمامه الفرصة لالتحاق بالجامعات المصرية. لكنه لا يدرس مناهج أخرى غير المدرسية. أما التعليم المنزلي فيعد أشبه بالتعليم الذاتي، غير أن الأبوين هما من يتوليان مسئولية تعليم الأطفال ومتابعتهما حتى سن الجامعة.

لماذا التعليم المنزلي؟

يعد التعليم المنزلي حلا لمشاكل التعليم التي يواجهها الطلاب في المدارس، إضافة إلى عدم مراعاة الفروق الفردية، وكيف يختلف كل طفل في الطريقة التي يتعلم بها أو كيف يبدي الطفل استعدادا لتعلم شيء ما دون غيره. في كل هذه الحالات يكون التعليم المنزلي هو الخيار الأكثر مرونة، بدلا من وضع الطفل في قوالب لا تناسبه وتقتل استعداده الفطري للتعليم. طبقا لما أوردته مؤسسة ابن خلدون.

هل التعليم المنزلي معترف به؟

لايزال التعليم المنزلي غير معترف به في مصر؛ وفي بعض حالات التعليم المنزلي يكون الطفل مقيدا فقط اسما بالمدارس، لكنه لا يدرس في المنزل المواد المدرسية، بل يختار له الأبوان المناهج التعليمية الخاصة به.  ويكون التسجيل في المدارس فقط لمجرد ضمان أن يلتحق الطفل بالجامعة. البعض الآخر قد لا يسجل الطفل في المدارس المصرية ويكتفي بإلحاقه بالجامعات الأجنبية في الدول التي تعترف بالتعليم المنزلي.

مناهج التعليم المنزلي

الأساس في التعليم المنزلي أنه لا يعتمد مناهج محددة، بل يترك الحرية لتقدير الوالدين، ثم الطالب حينما يبلغ سن يستطيع فيها اختيار المواد التي يحب دراستها ويرغب في التخصص بها. وهناك كتب متنوعة ومتخحصة في التعليم المنزلي تقدم مقترحات ومناهج بديلة ممكن للأهل الاختيار منها. وفي الأساس ينقسم التعليم المنزلي إلى التركيز على المادة العلمية والانشطة التعليمية إضافة إلى الأنشطة الاجتماعية والتجارب الواقعية، حتى لا ينعزل الطفل في منزله.

ويمكنكم زيارة موقع مؤسسة ابن خلدون للتعليم المنزلي والتعرف على هذه المناهج المقترحة،من  هنا.

المصدر

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال