خلّي بالك.. الصعوبات دي هتقابلها مع ابنك في التعليم المنزلي

خلّي بالك.. الصعوبات دي هتقابلها مع ابنك في التعليم المنزلي

عندما قررت «عبير» أن تُخرج طفلها من المدرسة ليتعلم منزليا، كانت تساؤلات كثيرة تدور في رأسها؛ فهل تستطيع فعلا أن توفر له نظاما تعليميا أفضل بعيدا عن المدرسة التي تقيد مواهبة وتحطم قدراته؟ وهل ستتحمل نفقات التعليم المنزلي المتهم دائما بأنه تعليم الأغنياء؟ وهل تستطيع توفير الوقت والجهد لمتابعة تعليم طفلها من الألف إلى الياء أم ستتركه يغرق؛ فلا هو تعلم في المنزل ولا المدرسة؟

أسئلة ومخاوف كثيرة تدور في رأس كل أم أو أب يختاران التعليم المنزلي لطفلهما. في هذا التقرير «شبابيك» يجيبك عن هذه الأسئلة من تجارب الأمهات الحقيقية مع أطفالهن في التعليم المنزلي.

مجهود كبير

بالتأكيد سيكون الأسهل على الأم أن تعتمد على المدرسة في تعليم ابنها، ثم تذاكر له آخر النهار و«تحفظه كم كلمة وخلاص»، كما تقول هبة أيمن التي اختارت التعليم المنزلي لطفلها ذي الخمس سنوات.

فالتعليم المنزلي يحتاج لمجهود كبير من الأم ومتابعة منها للأنشطة والخروجات والورش التعليمية.

لكن الأم تتعب في أول خمس سنوات فقط، كما تقول «هبة»، حتى يكبر الطفل ويستطيع الاعتماد على نفسه في التعليم الذاتي، مقارنة بالنظام المدرسي الذي يضيّع عمر الطفل ويجعله يخسر أحلى سنوات عمره.

ومع تنظيم الوقت ستستطيع الأم تجاوز هذه المشكلة. تقول «هبة» لـ«شبابيك»: «أنا أذهب للعمل ولدي 3 أطفال منهم 2 تحت سن 3 سنوات، لكنني أستطيع تنظيم وقتي وحياتي لأتابع تعليم أطفالي في المنزل».

التكلفة المادية

التعليم المنزلي متهم بأنه تعليم الأغنياء؛ فالأنشطة والخروجات والأدوات التعليمية والمناهج ستجعلك تصرفين كثير من الأموال.

تقول نور محمود: «لو قارنا بين سعر المدرسة الخاصة المتوسطة إضافة لأسعار الدروس الخصوصية، فالتعليم المنزلي تكلفته في الحقيقة أقل، رغم كل المصاريف التي يحتاجها.

ومن خلال تجربتها مع ابنها تحكي «نور»: «إذا كنت أضع ميزانية للمدرسة في الشهر 150 جنيها على سبيل المثال؛ ففي التعليم المنزلي وجدت أني صرفت 100 جنيه فقط».

وتضيف «إذا كانت الأم لا تقدر على التكلفة المادية المتوسطة فهناك حيل كثيرة لتعليم طفلها منزليا بأقل قدر من المصاريف، مثل تصميم الأنشطة التعليمية بخامات بسيطة في المنزل (هاند ميد) وشراء الكتب والقصص من الأماكن الرخصية مثل معرض الكتاب أو سور الأزبكية. ونحن الأمهات نتبادل الأدوات والمناهج التي لم نعد نستخدمها وتظل بحالة جيدة بأسعار بسيطة».

كلام الناس

إذا قررت اتخاذ الخطوة الأولى وتعليم طفلك منزليا؛ فكل الناس حولك ستجعلك تشعرين أنك «بتضيعي مستقبل ابنك».

تقول هبة أيمن: «أنا مستمتعة جدا بتعليم أولادي في المنزل، لكن الناس محبطة بدرجة كبيرة جدا؛ فالمدرسة بالنسبة لهم شيء مقدس. وحتى عندما يتعرض الطفل للضرب في المدرسة فهم  يعتبرونه شيئا ضروريا، حتى لا يتعود الطفل على النقاش والرد على الكبار».

وتضيف «هبة» أن الناس عندما يلاحظون تفوق الطفل في المهارات الشخصية والقدرات العقلية، فهم يقللون من كل هذا ويعتبرون أن «الطفل بيتعلم حجات أكبر من سنه».

المتابعة وتنظيم الوقت

إذا كان التعليم المنزلي لا يتطلب تفرغا من الأم؛ فهناك كثير من الأمهات يذهبن للعمل ويتابعن تعليم الأطفال في المنزل، لكنك لن تستطيعي متابعة طفلك في كل شيء أو كل المواد بنفسك، كما تنصحك «مي محمد» وهي أم لطفلين يتعلمان منزليا.

تضيف «مي» لـ«شبابيك»: «في التعليم المنزلي الأمهات يتجمعن حسب المنطقة، ونقسم أنفسنا لمجموعات، وكل أم أو كل معلمة تتابع مجموعة من الأطفال في مادة معينة كالعربي أو الحساب أو الإنجليزي، ثم يكون على والدة الطفل المتابعة والمراجعة النهائية فقط ولا تكون ملزمة بالتواجد معه طوال اليوم».

هناك أيضا الحضانات والكورسات الخاصة بالتعليم المنزلي والتي تختار الأم ما هو موثوق منها، ويختار المعلمة التي تتابعه في مواد أو أنشطة معينة.

 كثرة الأبناء والمسئوليات

التعليم المنزلي هو تعليم مرح، يتعلم الطفل فيه ما يحبه فقط، ويمارس هواياته ويخرج للطبيعة وللكورسات التفاعلية مع أطفال من مختلف الأعمار. لكن كل هذا سيجعل من التعليم المنزلي مهمة شاقة بالنسبة للأم إذا كان لديها عدد كبير من الأبناء أو لديها القليل من الوقت أو لا تستطيع الخروج كثيرا من المنزل؛ وفق ما تقول «أم يحيى» والتي فضلت عدم ذكر اسمها.

تقول «أم يحيى» إن: «في هذه ستحتاج الأم لنظام دقيق جدا حتى تستطيع تنظيم وقتها ووقت الأطفال، فتستعين بالكورسات التعليمية، وبمن يساعدها في تنظيف المنزل أو إعداد الطعام، حتى توفر هذا الوقت لمتابعة طفلها».

ضغط نفسي ولكن؟

رغم اختيارها قرار التعليم المنزلي؛ لكن مروة حسين تؤكد أن الأم تكون تحت ضغط عصبي كبير، بسبب كثرة المجهود وتأنيب الضمير لأنه «تأتي عليك أوقات لا تعرفين هل تقدمين للطفل فعلا أفضل الوسائل التعليمية أم أن القرار كان خاطئا».

لكن في النهاية الأمر يستحق المجهود، هكذا تستدرك «مروة» وتضيف «ففي الحالتين ستحتاج المدرسة إلى متابعة ومجهود كبير أيضا، لكن بدون فائدة تذكر».

التعليم المنزلي يدفع الأمهات أيضا إلى تطوير أنفسهن. وتضيف «مروة»: «حتى نكون على قدر المسؤولية ونقدم الأفضل لأطفالنا، فنحن نطور أنفسنا باستمرار، ونقرأ في التربية والتنمية البشرية واللغات وعلم النفس».

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال