«طلاب من أجل مصر».. كيان وليد استحوذ على الاتحادات الطلابية في 2017 فما قصته؟
ظهر طلاب من أجل مصر في الجامعات المصرية بشكل سريع، كمبادرة تدعمها إدارات رعاية الشباب والقيادات الجامعية.
حفل تدشين المبادرة الطلابية احتضنته جامعة القاهرة –صاحبة الفكرة- في احتفالات ذكرى حرب السادس من أكتوبر بمشاركة 1000 طالب من كل جامعات مصر.
ورغم وجود كيانات طلابية كثيرة في الجامعات المصرية، إلا أن «طلاب من أجل مصر» يستحوذون على اهتمام إدارة الجامعة، ويأتي اسمهم سابقا لاسم إدارة رعاية الشباب في الميل الرسمي لجامعة مثل سوهاج.
ويرتبط اسم المبادرة واللوجو الخاص بها، بجمعية «من أجل مصر» التي دُشّنت في 25 مايو 2016، برئاسة عضو الهيئة العليا السابق لحزب مستقبل وطن السابق، الدكتور محمد منظور.
تدشين الجمعية التي تتضمن أهدافها تأهيل الشباب للحياة السياسية، حضره رئيس البرلمان الدكتور علي عبدالعال وعدد من النواب والشخصيات العامة.
بداية الفكرة
يقول المنسق العام للمبادرة وعضو هيئة التدريس بجامعة القاهرة، الدكتور عمرو مصطفى، إن الفكرة موجودة منذ منتصف 2015 بهدف تدريب الخريجين على المشروعات الصغيرة، ومع صعوبة التواصل مع الخريجين اتجهت الفكرة إلى الطلاب.
تواصل منسق المبادرة مع قيادات في الجامعات المصرية الأخرى لنشر الفكرة، واختير عضو هيئة تدريس وطالب كمنسقين لكل جامعة، وعضو هيئة تدريس وطالب لكل كلية، حتى وصل الإجمالي 330 أستاذ و330 طالبا كمنسقين للمباردة في الجامعات.
وتحكي منسقة المبادرة في جامعة كفر الشيخ ورئيس اتحاد طلاب الجامعة، إيمان كلبوش، أنها عرضت الفكرة على زملائها وإدارة الجامعة، وبدأوا في تجميع أنفسهم محاكاة لباقي الجامعات، وانطلقت أنشطتهم مع بداية العام الدراسي.
وتشير إلى أن طلاب المبادرة في مختلف الجامعات اجتمعوا في احتفالية نصر أكتوبر بجامعة القاهرة، وأصبحوا على تواصل مستمر بعدها.
المنافسة في انتخابات الاتحاد
انتهت الانتخابات الطلابية منتصف ديسمبر، وتولى 11 عضوا بمبادرة طلاب من أجل مصر رئاسة اتحاد 12 جامعة، سواء بالانتخاب أو عينتهم إدارات الجامعات.
لكن المنسق العام للمبادرة أكد قبل انطلاق ماراثون الانتخابات أنهم ليس لهم علاقة بانتخابات الاتحاد ولن يخوضوها بشكل رسمي، لافتا إلى أن الطلاب أعضاء المبادرة لهم الحرية في دخول الانتخابات.
تقول «كلبوش» إن سبب حصد المبادرة لرئاسة اتحاد نصف الجامعات جاء نتيجة انضمام كوادر طلابية للمبادرة في مختلف الجامعات، وخبرتهم في الأنشطة الطلابية.
وصرح منسق الطلاب في جامعة عين شمس، عمرو محمد، أنه نظموا معسكرا لإعداد الكودار الطلابية لتأهيل الأعضاء في ممارسة الأنشطة، وهو ما أهلهم للفوز بـ10 اتحادات بالكليات.
الدعم المادي
دائما ما يؤكد منسق المبادرة أن الدعم المالي معتمد على تبرعات المنسقين من أعضاء هيئة التدريس، والدعم اللوجيستي الذي تقدمه الجامعات من خلال البوسترات وتوفير المدرجات.
لكن منسقة المبادرة في جامعة كفر الشيخ أكدت أن الدعم يكون من الجمعية نفسها أو من الرعاة الرسميين للفعاليات أو من أعضاء المبادرة في الجامعة.
الدور السياسي
تهدف جمعية من أجل مصر إلى تأهيل الشباب سياسيا، وأقامت مؤتمرات في مختلف المحافظات لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية جديدة، شارك فيها رؤساء جامعات مثل قناة السويس وسوهاج.
إيمان كلبوش تشير إلى أنه لا يوجد ارتباط بين الجمعية والطلاب، وأن مشاركة الأعضاء في فعاليات الجمعية السياسية أمر شخصي ليس للمبادرة تدخل فيه.
ويؤكد عمرو محمد من جامعة عين شمس أن «طلاب من أجل مصر» ينظمون فعالياتهم وأنشطتهم بالتنسيق مع رئيس الجامعة ونائبه وإدارة الأمن بعيدا عن الجمعية.
لكن في جامعتي بورسعيد والمنيا، شارك وفد من الاتحاد في مؤتمر الجمعية الداعم للسيسي.
كما شارك رؤساء اتحاد جامعتي المنصورة وكفر الشيخ في مؤتمرات الشباب قبل توليهم المنصب، ممثلين وغيرهم عن شريحة الطلاب.
العبرة من السابقين
رغم أن الكيان الوليد تلاحقه اتهامات بأنه مدعوم من الدولة كسابقيه «طلاب تحيا مصر، وصوت طلاب مصر»، إلا أن «طلاب من أجل مصر» يسيرون بنهج مختلف عن سابقيهم.
ويبتعد هذا الكيان عن المركزية في التعامل، وتستقل المبادرة في كل جامعة بذاتها، بحسب ما أكد عدد من منسقي المباردرة في بعض الجامعات.
كما أن منسقي الجامعات يستنفذون طاقاتهم في الفعاليات والأنشطة بعيدا عن التصريحات الإعلامية، التي انجذب لها سابقيهم من منسقي الكيانات الأخرى.