«صوت طلاب مصر».. بالونة وفرقعت
مع بداية عام 2015 ظهر ائتلاف«صوت طلاب مصر» داخل الجامعات المصرية، وطفى على السطح كذراع طلابي محسوب على الدولة داخل الجامعات - بحسب العديد من الحركات.
المنسق الإعلامي للائتلاف، سعد النديم، قال إن «صوت طلاب مصر" تم تشكيله مطلع العام الحالي عن طريق تجميع عدد من القيادات الطلابية أصحاب المبادرات، ورؤساء الأسر النشطة والفعالة، لافتا إلى أنهم نجحوا في تكوين الائتلاف في وقت قصير.
قبل بدء الانتخابات الطلابية، نظم «شبابيك» ندوة «اعرف ممثلينك لاتحاد الطلاب» ودعا عدد من الحركات الطلابية لطرح برامجهم الانتخابية، إلا أن «صوت طلاب مصر» تخلف عن الحضور، دون إبداء أي أسباب.
الحركات الطلابية تكشف أوراقها لـ«شبابيك» (ملف)
في 16 نوفمبر الماضي، بدأ ماراثون الانتخابات الطلابية، وأعلن ائتلاف «صوت طلاب مصر» ترشيح 20 ألف و 771 طالبا، من أصل 22 ألف و 626 طالبا وطالبة تقدموا بأوراقهم لخوض الانتخابات، بنسبة تخطت الـ90%، ثم أصدروا بيانا أعلنوا فيه فوزهم بأغلبية مقاعد رؤساء اتحاد الكليات والأمناء المساعدين بـ16 جامعة حكومية من بين 23 جامعة.
وأكد البيان حصول الائتلاف على 144 أمينًا للاتحادات، ومثلهم مساعد بالكليات في جامعات: « عين شمس، والإسكندرية، والمنوفية، وكفر الشيخ، ودمنهور، والزقازيق، وأسوان، والسادات، ودمياط، وأسيوط، والمنيا، والفيوم، وسوهاج، وبنها، وجنوب الوادي، قناة السويس».
«صوت طلاب مصر» تسيطر على 90% من الاتحاد
بخلاف ما أعلنه الائتلاف، فإن منظمات مهتمة بالشأن الطلابي أعلنت - في مسح أجرته - أن غالبية الفائزين في انتخابات اللجان داخل الجامعات الحكومية من المستقلين، وقليل من ائتلاف «صوت طلاب مصر».
استمر ائتلاف صوت مصر بإصدار البيانات التي تعطي انطباعات أنهم سيطروا على مجالس الاتحادات، ففي 5 ديسمبر صرح المتحدث الإعلامي للائتلاف، سعد نديم، لـ«شبابيك» أنهم سينافسون على منصب رئيس اتحاد طلاب مصر، ونائبه، وجميع مقاعد مجلس الاتحاد.
شُكلت اللجان السبع في المكتب التنفيذي لاتحاد طلاب مصر يومي 6 و 8 ديسمبر، وفاز 12 من الطلاب المستقلين واثنين ضمن ائتلاف «صوت طلاب مصر»، ثم احتدمت المنافسة على منصب رئيس الاتحاد ونائبه الذي أجري انتخابه 10 ديسمبر.
مصدر من داخل لجنة الاقتراع كشف لـ«شبابيك»، أن وزارة التعليم العالي - من خلال ممثلين لها - وجهت رؤساء اتحادات الجامعات ونوابهم، لدعم عضو ائتلاف صوت طلاب مصر ورئيس اتحاد طلاب جامعة عين شمس، محمد القاضي، لمنصب رئيس اتحاد طلاب مصر، إلى جانب التصويت لرئيس اتحاد طلاب المنيا مهند العريني، على مقعد نائب رئيس الاتحاد العام.
وأشار المصدر إلى أن رؤساء بعض الجامعات، أجروا اتصالا هاتفيا قبيل الاقتراع، برؤساء اتحاد طلاب الجامعات ومساعديهم ممن لهم حق التصويت، وشددوا على ضرورة دعم المرشحين المشار إليهما.
وظهر الدعم لائتلاف «صوت طلاب مصر» من قبل الحكومة، بعد توزيع استمارة تحمل شعار وزارة التعليم العالي، موقعة باسم الدكتور حسام الدين مصطفى مستشار الدكتور أشرف الشيحي، للأنشطة الطلابية.
«انتخابات الاتحاد».. هل فشلت الدولة في انتزاع إرادة الطلاب؟
مع ظهور نتيجة الاقتراع، تبين عدم مصداقية اكتساح ائتلاف صوت طلاب مصر لمناصب الاتحادات بالجامعات - كما أعلنوا - فقد خسر مرشحهم «القاضي» من الجولة الأولى، وتم إعادة الانتخابات بين رئيس اتحاد جامعة القاهرة المستقل، عبد الله أنور، ورئيس اتحاد جامعة الإسكندرية، هشام عبد الله، الذي تبين أنه مرشح الائتلاف المستتر.. حسب قول رئيس اتحاد إحدى الجامعات.
كما فاز المرشح المستقل عن جامعة طنطا، عمرو الحلو، بمنصب نائب رئيس اتحاد طلاب مصر.
قبل إجراء الإعادة، فجّر نائب رئيس اتحاد طلاب جامعة السادات، محمد سعيد، مفاجأة، حين كشف أمام جميع الطلاب تلقيه تهديدا من نائب رئيس إحدى الجامعات إذا لم يصوت لصالح مرشح جامعة الإسكندرية «المدعوم من الوزارة»، حسب قوله، وهو ما يكشف وقوف الوزارة خلف هذا الائتلاف.
أعلنت اللجنة المشرفة على الانتخابات بعد إعادة الانتخابات فوز الطالب المستقل، عبد الله أنور، على منافسه رئيس جامعة الإسكندرية، هشام عبدالله، ودشن رؤساء الاتحادات المستقلين هاشتاج «دولة الطلاب تحكم»، في إشارة منهم إلى خسارة مرشحي الدولة- كما وصفوهم.
عبد الله أنور.. رئيسا لاتحاد طلاب مصر (صور)
مرشح جامعة عين شمس والخاسر من الجولة الأولى، محمد القاضي، والذي وصفه منافسوه بـ«مرشح الوزارة»، شارك هو الآخر في الهاشتاج الذي دشنه الطلاب المستقلون، وأعلن استقلاله عن أي انتماءات أو توجهات.
«صوت طلاب مصر» بحسب المنسق الإعلامي للائتلاف بجامعة دمنهور، محمد وجيه، تم إنشاءه ككيان يضم قيادات طلابية، وجزء من لجنة التواصل الطلابي الذي أسسه وزير التعليم العالي السابق، السيد عبد الخالق، ويرأسه مستشاره الدكتور حسام الدين مصطفى.
«لجان التواصل الطلابي» أحدثت حالة من الغضب في الجامعات المصرية، حيث اعتبرها رئيس جامعة بنها، الدكتور على شمس الدين، كيانات موازية داخل الجامعات وتفتح الباب للتفكير التآمرى وتثير البلبلة داخل الأوساط الجامعية.
البداية يرويها المنسق العام للائتلاف بجامعة بورسعيد، محمد خميس، أن وزارة التعليم العالي أعدت معسكر «المبادرات الطلابية» بأسوان مطلع العام الجاري، وتم الاتفاق هناك على تأسيس الائتلاف من الطلاب أصحاب المبادرات ومؤسسي الحركات والأسر داخل الجامعات.
وكذّبت حركة «طلاب مصر القوية» ما تردده قيادات ائتلاف «صوت طلاب مصر» من استقلاليتهم وعدم تبعيتهم للدولة أو أي من الأحزاب السياسية، موضحة أن مستشاري وزير التعليم العالي السابق، الدكتور سيد عبد الخالق، كانوا يعقدون اجتماعات بشكل مستمر معهم.
وأخذ ائتلاف «صوت طلاب مصر» حجما كبيرا في الجرائد والمواقع الإلكترونية والبرامج الحوارية، على أنه الأكبر حجما كحركة طلابية رغم حداثة عمره، إلا أنه سرعان ما انهار أمام صناديق الاقتراع.