رئيس التحرير أحمد متولي
 الأطفال والشهرة.. هكذا يضيع ابنك الموهوب تحت الأضواء

الأطفال والشهرة.. هكذا يضيع ابنك الموهوب تحت الأضواء

الشهرة سلبياتها كثيرة على الأطفال الصغار؛ فإذا كان طفلك يتمتع بموهبة من نوع خاص، فإن انتقاله فجأة إلى صفوف المشاهير وتسليط الأضواء عليه، سيجعل منه في أحيان معينة شخصية غير سوية وسيضع على نفسيته ضغوطًا فوق الاحتمال.

تضخم الذات

الشهرة ستعطي طفلك الموهوب إحساسًا بأنه مختلف عن باقي زملاءه في المدرسة أو الأطفال في مثل سنه عمومًا؛ فهو الطفل الذي تحيط به الشهرة والأضواء ويحصل على الكثير من المدح والثناء والأموال أيضا، وبالتالي يحدث لدى هذا الطفل نوع من التكبر وتضخم الذات؛ كما يقول الدكتور ماجد عزمي، أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بكلية الطب جامعة أسيوط في حديثه لـ«شبابيك».

الانعزال

الشهرة ستجعل الطفل منعزلًا عن عالم الأطفال الحقيقي، فطفلك الموهوب ستكون لديه الكثير من المهام والمسئوليات التي ستحرمه من التعامل مع الأطفال الآخرين واللعب معهم؛ ببساطة سيفقد النظام الطبيعي الذي يحتاجه الطفل لينمو نفسيا بصورة سليمة، وفقا لأستاذ الطب النفسي.

«نفسية الطفل تنمو بطريقة سوية عندما يتعلم المشاركة واللعب والضحك مع الأطفال الآخرين، وكيف يتعاطف مع مواقفهم اليومية وكيف «يأخذ حقه» عندما يتعرض للظلم وكيف يتعامل عندما يحدث ما يضايقه، كل هذا من المواقف اليومية البسيطة سيفتقدها عندما يتعامل فجأة مع الكبار؛ كما يقول «عزمي».

  • شخصية مضطربة

وبسبب الانعزال سيصبح طفلك شخصية ناجحة بالتأكيد، لكن في جانب واحد فقط وهو الجانب المهني، أو الموهبة، لكنه قد يعاني في جوانب أخرى؛ كما يوضح الاختصاصي الأسري والتربوي كامل ناصر.

 فالشخصية السوية لها 7 جوانب تحتاج للاهتمام والإشباع، هي الجانب الروحاني والعائلي والاجتماعي والصحي والمهني والمادي والشخصي.

وعندما يصبح تركيز الأهل على الموهبة فقط التي تمثل الجانب المهني والمادي فقط، سيصبح الطفل غير سعيد لأنه مفتقد للجوانب الأخرى، مثل الجانب الاجتماعي فلا يستطيع التعامل مع الناس أو تكوين الأصدقاء مثلا.

  • كبر فجأة

ونتيجة لهذا ستمر السنوات وسيشعر طفلك أنه كبر فجأة، ولم يستمتع بطفولته، ولم يتعامل بالجزء البريء بداخله، فقد كان عليه أن طوال الوقت مثل الكبار ويتحمل مسؤوليات فوق طاقته.

وسيأتي وقت عليه بعد أن يكبر، وسيشعر أن لديه كل النعم الذي يتمناها الجميع لكنه غير سعيد، أو قد يصل لمرحلة إشباع وزهد في كل شيء؛ لأنه قد حقق كل ما تمناه في سن صغير جدًا، وفقا للاختصاصي الأسري والتربوي.

  • شخص المدلل

الأمر قد يصل في بعض الحالات إلى أن يصبح الطفل مدللا بشكل زائد عن الحد، فالشهرة تعني الكثير من الأموال وتعني أن طلبات الطفل كلها مجابه، وهذا سيفسد شخصيته، كما يؤكد أستاذ الطب النفسي.

«الطفل حتى يكون شخصية سوية، يجب ألا تكون كل طلباته المادية مجابة إلى هذه الدرجة المفسدة؛ فهو بحاجة لأن يتعلم أن المال ليس كل شيء، وأنه قد يرغب مثلا في لعبة أو طقم جديد، لكن اهتمام أهله به وتلبيتهم لاحتياجاته النفسية للحب والرعاية هو الذي سيجعله سعيدا وليس اللعبة الجديدة» كما يوضح «عزمي».

ضغوط المسئولية

أحد الاضطرابات التي قد تلازم الطفل المشهور هو التوتر والقلق بسبب تحمله لضغوط لا تناسب سنه أو خبراته.

يستكمل «ناصر» حديثه لـ«شبابيك»: «إحدى الحالات التي جاءتني للاستشارة كانت طالبا في الثانوية، كان طالبا مخترعا وهناك شركة خليجية تريد تبني اختراعاته وأن تمضي معه عقدا للعمل بالخارج، وكان أهله يرفضون فكرة السفر، وبسبب هذا كان ابنهم في حالة دائمة من الضغوط والتوتر».

ما هو الحل؟

لا مانع إطلاقا من أن يدعم الآباء موهبة الطفل، بل يجب عليهم دعمه وتشجيعه حتى يحقق ذاته ويصبح شخصا ناجحا عندما يكبر، ولكن مع الرعاية الخاصة، بمعنى أن يراعى الآباء أن تنمو موهبة الطفل بصورة طبيعية دون أن تؤثر على نمط حياته الطبيعي، أو دون حرمانه من طفولته وجوانب شخصيته الأخرى؛ كما يشدد «عزمي» في حديثه لـ«شبابيك».

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال